4/30/2013

عندما تغذي الدولة الاردنية العنف الجامعي لحسابات و رهانات خاسرة

أستغرب من سياسة دولتنا الأردنية التي تتحدث عن  حرب هنا و سلم هناك و يجتمع قادتها مع رؤساء دول عظمى ليحددوا مصير و مستقبل منطقة الشرق الاوسط و تكون عاجزة عن معالجة ظاهرة العنف الجامعي المنتشرة و المستفحلة لديها ؟!
الاردن كدولة ذات سيادة و سلطة و اجهزة قادر - لو اراد - أن يمنع انتشار هذه الظاهرة و وأدها خلال 48 ساعة فقط ؟؟؟؟ فيما لو أرادت الدولة .
و لكن يبدو ان للدولة الاردنية - و هنا لا اريد ان اخص بالذكر الـ ( الأجهزة الامنية او دائرة المخابرات العامة ) - رأي أخر يتضارب مع المصلحة العامة للمجتمع الاردني و لا يوجد رأي مناف له برأي أكثر  منه  إعتقادا أو جزماً .... متمثل برغبة الدولة الاردنية بان يترك العنف الجامعي شعور لدى المجتمع الاردني بان هذا العنف نتيجة طبيعية لحرية التعبير عن الرأي التي يطالب بها الحراك الاصلاحي و نتيجة طبيعية لمطالبته بعدم تدخل القوات الامنية داخل الجامعات و بالتالي و هكذا توحي رسالة الدولة لنا ... بان العنف الجامعي سد الفراغ الذي خلفه انسحاب الأجهزة الامنية من داخل الجامعات ؟!
و لا اعتقد باي حال من الاحوال ان المؤتمرات التي تعقدها الجامعات الاردنية  هنا و هناك للخروج بتوصيات لحل ظاهرة العنف الجامعي و لا اعتقد ان ما نقدمه كمجتمع و كافراد من حلول منطقية و عملية من شأنها ان تساهم في وأد هذه الظاهرة ستكون بفائدة مرجوة ما دامت ارادة الدولة الاردنية غير موجودة و مغيبة تماماً عن التدخل  .
لقد أخطات دولتنا في حساباتها تلك فهي انتقصت من هيبتها امام انتشار العنف الجامعي من اجل تسويق مفاهيم و رؤى خاصة بها ؟! أفليس هذا رهان خاسر و اقحام جبري للمجتمع الاردني و النظام التعليمي الاردني برمته و سمعته و مستقبله في غياهب المستقبل المجهول ؟!
أو ليست دولتنا قادرة بما تملكه و تدعيه  من وسائل ضغط و اقناع و مؤسسات معنية على فرض هيبتها و انظمتها و قوانينها داخل هذه المجتمعات الجامعية لتضبط بضعة طلبة هنا و هناك ممن يشعلون فتيل ازمة العنف الجامعي .
أوليست تصريحات بعض طلبة الجامعات المتسببين بالعنف الذين صرحوا بان جهات حكومية شجعتهم على اشعال العنف الجامعي في حرم جامعة جرش دليل مؤكد على صحة ما نتهم به دولتنا بانها هي من تقف خلف انتشار ظاهرة العنف الجامعي .
اوليست دولتنا قادرة على اجماع العشائر الاردنية على صك او وثيقة شرف لمنع العنف الجامعي فيما لو ارادت ؟!
كثيرة هي الاسئلة الإستفهامية و المنتقدة لسياسة و رؤية دولتنا الاردنية و موقفها تجاه العنف الجامعي الذي بات ياكد حصاد عقود من البناء و الجهد و التعب للنظام التعليمي الجامعي .
و السؤال الأخير لدولتنا الموقرة ... هل  المقامرة و الرهان على وأد ظاهرة العنف الجامعي  منوط بتواجد الاجهزة الامنية داخل الجامعات و بانعدام حرية التعبير لدى المجتمع ؟!!! 
بالله عليكم بماذا اختلف تفكير صانعي القرار لدينا عن تفكير النظام السوري كاقرب مثال عندما يراهنان على مستقبل و طن و مجتمع من اجل فرضيات جوفاء .؟!
--------------------------------------
فيما لو اردنا ان نعالج هذه الظاهرة المقلقة على مجتمعنا الاردني و التي ضربت و تضرب بمستقبل و سمعة النظام التعليمي و يسقط ارواح ابرياء من الطلبة و تعرض الجامعات للكثير من الخسائر المادية و المعنوية فانه يتوجب على الدولة الاردنية ان تتدخل حالاً من خلال خلال فرض هيبتها المعدومة داخل الجامعات و بعدم ربط تدخلها بمطالب الحراك الاصلاحي .


  1. يمكن للدولة ان تنشىء مركزا امنيا داخل حرم كل جامعة فالجدوى و الحاجة ملحة لذلك .
  2. إجماع العشائر الاردنية على صط او وثيقة شرف لمنع تدخلها في المشاجرات الجامعية بين الطلبة .
  3. الزام الطلبة بالتوقيع على اقرار بعدم التدخل او التسبب بالعنف الجامعي و تحميله تكاليف اي اضرار مادية تنتج عن مشاركته .
  4. اعطاء الجامعات الاردنية الصلاحيات الكاملة لتشريع انظمة رادعة من شانها ان تحد من ظاهرة العنف الجامعي .
  5. انشاء اندية حقوق الانسان الجامعية التي ستساهم في تثقيف الطلاب بمبادىء حقوق الانسان و تشجيعهم على الحوار و التسامح و العمل المشترك و تنمية العمل التطوعي لديهم .
كثيرة هي الحلول الثانوية  فيما لو وجد الحل الرئيس المتمثل ( بهيبة و تدخل الدولة ) طريقا له .


4/29/2013

تراجيديا اجتماعيىة في الاردن : مؤسسة الضمان تزداد ثراءً و المواطن يزداد فقراُ !!!


في الاردن تزداد محفظة مؤسسة الضمان الاجتماعي المالية من كد و تعب و دماء الشعب الاردني الذي تزداد معاناته و يزداد فقراً يوما بعد يوم ... معادلة غير طبيعية و غير صحيحة و غير منطقية نهائيا و تظهر سوء الادارة و سوء السياسة التي تسير عليها المؤسسة  .
فجميعنا يرى كيف تتعامل المؤسسة مع المواطنيين المنتفعين من خدماتها , كيف تحاسبهم على القرش و على المدة التي خدموا فيها باسلوب متشدد يوحي بانها تطبق معايير العدالة و المساواة و لكن ما وراء ذلك يخفي فسادا عظيما نقع نحن كمواطنيين جميعنا ضحية له .
فسلم الرواتب لمدراء المؤسسة عال جدا و يعتبر خيالي اذا ما قارناه بمتوسط رواتب المواطنيين ؟!
  • مدير الضمان يوظف مستشار لبناني داخل المؤسسة براتب عال جدا ( 25 الف دينار )؟!
  • سيارات تصرف هنا و هناك ...؟!
  • مباني فخمة تشعر السائح الاردني " لان المواطن الاردني اصبح فعلاً سائح لا يملك شيء داخل وطنه " انه يقف امام مقرات و مؤسسات البنك الدولي في نيويورك بينما الشعب يصطف في طوابير ذل ليتلقى دعم المحروقات ؟!

فساد مزدهر داخل هذه المؤسسة و السبب البسيط انها تمتعت باستقلاليتها المالية و الادارية و هنا انطبق المثل القائل : ان غاب القط لعب الفار ... لا يهمنا من هو القط و من هو الفار هنا ... ما يهمنا اموال الشعب يا فاسدين ...
فاين الجهات الامنية عن هذا الفساد و اين مجلس النواب  عن هذا الفساد و اين رؤوساء الحكومات  عن هذا الفساد ... ؟
لسان حالنا بات يقول ان كان حقنا  في مؤسسة الضمان بات مسلوبا فالجاء عدم تبذيره ؟
اعيدوا هذه المؤسسة الى ثروات الشعب و لا نريد استقلالها المالي و الاداري ....
و على هذه الشاكلة و بعدم وضع الامور في نصابها الاجتماعي الصحيح و بغياب مبادىء العدالة الاجتماعية فاننا نراكم ملفات الفساد و نزيد معاناة المواطنين و الظلم الواقع عليهم حيث لا يجدون تامينا صحيا و تعليما مجنيا في وقت نجد فيه امواله تبذر و تهدرء هباء منثورا . فلا ضير حينها لو عدلنا الاسم الرسمي لدولتنا الى مملكة الظلم الهاشمية لان الواقع يقول فعلا ان الظلم مستشري جدا في مملكتنا .

4/26/2013

نعم لتواجد القوات الامريكية في الاردن

أكتب هذه الخاطرة و كلي أمل ان ينعم المجتمع الاردني بالاستقرار و بأن لا يٌقحم جبراَ في الانزلاق في رهانات حاكم مغامر و مقامر كبشار الاسد يبحث عن اي قشة يتعلق بها لينجو من غرقه المحتوم .. بعدما وصلت المعارضة المسلحة على ابواب دمشق و باتت قاب قوسين او ادنى باذن الله من اطباق السيطرة على كامل الاراضي السورية .و لعلمي المسبق بان السواد الاعظم سيفسر هذه الخاطرة بتفسيرات سلبية  سواء من قبل مؤيدي النظام السوري او ممن يرفضون التدخل الاجنبي و تواجده من الاساس على الاراضي الاردنية . و من هنا لا يسعني القول الا ان ما اجتهدت به من راي فانما هو يعبر عن راي خاص ينطلق من حرصي على مصلحة المجتمع الاردني و استقراره طالما ان التواجد الامريكي التاريخي في الاردن واضح للعيان , فلا اعتقد ان الفرق كبير بين وجود دبلوماسيين امريكيين يتحكمون في مستقبل الاردن ( و هذه وجهة نظر خاصة ) و بين تواجدهم بالزي العسكري ... مع ان الواقع يفرض علينا فيما لو كان لصوتنا و راينا كمواطنين القيمة و القوة الحقيقين ان نرفضهيمنتهم الدبلوماسية علينا  و نرفض تواجدهم العسكري  من الاساس و لكن لكون الحكومة الاردنية اقدمت على هذه الخطوة الجرئية فاننا ننظر الى الجانب الايجابي من وجودها  و المتمثل بحماية الاردن و لا اعلم سببا يجعل الاردن يستقدم القوات الامريكية بخلاف ذلك السبب فيما لو كان قادرا على حماية حدوده ."
و التحدث هنا  بمشاعر العروبة و الكرامة و الاخوة بعد كل الذي شاهدناه و عايشناه من ازهاق لعشرات الالاف البرئية من البشر في سوريا و انه ما زال هناك من يبرر لهذا النظام السوري المجرم فعلته , و من اتفاقية وادي عربة التي وقعها الاردن و رفرفة العلم الاسرائيلي في سماء عمان و اسر كرامة المواطنين باسر الجندي احمد الدقامسة و وطن يعيش على المساعدات الامريكية من قمحها و دولارها و اسلحتها .... يعتبر ضرب من عدم فهم الواقع و تغليب للاهواء على المنطق .
فلا اعتقد ان لاحد الحق في الاعتراض على وجود القوات الامريكية بعد ذلك .... لان بيانات العروبة المنافقة و الادعاء بالكرامة الكاذبة لم  تعد قادرة على حماية هذا البلد و اهله باي حال من الاحوال فيما لو تعرضنا لهجمة سورية - ايرانية محتملة .

" فليس غريبا على الاردن ان يطلب تواجد القوات الامريكية على ارضه تحسبا لاي قرار خاطىء قد يقدم عليه الرئيس السوري الذي بات يتعلق باي قشة يجدها في طريقة سعيا منه لتفادي الغرق المحتوم بعدما حققت المعارضة السورية الانتصار تلو الانتصار حتى باتت تخوض المعارك داخل احياء مدينة دمشق .
و اذا لم يغرق الرئيس السوري فان الاردن هو الذي سيغرق فيما لو اقدم الرئيس السوري على ضرب الاردن - و لو كنت مكان هذا المغامر - المقامر -  لا قدر الله و في سبيل الخروج من مستنقع الوحل الذي يغرق فيه ساعة بعد ساعة  لفكرت بضرب الاردن لتشتيت اوراق المنطقة و العالم - سعيا و اقتراضا منه بصرف النظر عما يجري داخل سوريا و على امل استعال الحرب في دول المنطقة كاملة .
فمن راهن و غامر بمستقبل وطن و ارواح مئات الالوف سيهون عليه زج المزيد من الاوطان و المزيد من الأرواح البرئية لاشباغ رغبته في البقاء على راس السلطة .
و حتى نكون واقعيين و منطقيين اكثر فبرأي ان الاردن احسن صنعا باستقدام القوات الامريكية لحماية امنه و اراضيه من مغامرة مقامر خاسر كالاسد .
و السؤال الذي يطرح نفسه لمعارضي وجود القوات الامريكية في الاردن ؟ لما هذا القلق اذا كانت النتيجة تصب في مصلحة عدم اقحام الاردن في اتون الحرب الاهلية الدائرة في سوريا ؟
و ما الضير فيما لو استعملت القوات الامريكية الاراضي الاردنية لإسقاط الاسد بدل ان ان نتذوق الامرين من تجربة مغامرة ضرب الاردن بما يملكه النظام السوري من ترسانه صواريخ و اسلحة كيماوية ؟
يجب ان لا ننسى كاردنيين ان صاروخين اثنين فقط ( واحد على مصفاة البترول الاردنية و الثاني على شركة الكهرباء ) كفيلين بشل حياتنا و ارجاعنا الى القرن الشابع عشر .
فلنتجنب هذه الحرب قدر استطاعتنا ... لنحمي استقرارنا و نلتفت الى قضايا الفساد و الاصلاح خاصتنا .
ان تسيس الحراك الاردني لجعله يرفض تواجد القوات الامريكية انما هو خدمة للنظام السوري اكثر مما هو رفضا لاستعمار جديد .
فالامريكان يسرحون في وطننا منذ عشرات السنين و يقرروا لنا ما يشاؤن دون ان يكلفوا خاطرهم باقامة قواعد عسكرية . و ليسوا بحاجة اصلا لاحتلالنا ما داموا قد احتلونا جبرا برغيف الخبز و الدولار الامريكي .
ما يهمنا هنا هو عدم اقحام الاردن في حرب الاسد القذرة و عدم اعطاءه فرصة لذلك . فانا لا اهتم لابناء الاسد و مستقبل نظامه على حساب حياة ابنائي و عائلتي .

ندعو الله ان لا يمتد حمام الدم السوري الى الاردن و ان يتوقف في اسرع وقت كما و ندعو المولى ان ينعم على معارضي الوجود اللعسكري الامريكي في الاردن بمزيد من الحكمة و المنطقية و ان لا يقفوا عند سطحية الامور ...  و يكونوا عاطفييون بقراراتهم و استنتاجاتهم و ليضعوا انفسهم مكان النظام السوري في مثل هذا الظرف السيء الذي يواجهه فما هي خياراته . فهل نسمح له بالنجاه على حساب ارواح ابنائنا و عائلاتنا - لا قدر الله 

المتاجرة بالمبادىء و القيم باسم حقوق الانسان


المنظمة العربية لحقوق الانسان في الاردن نموذجا
شدني خبر يقول ان المنظمة العربية لحقوق الانسان قررت الدفاع عن  موقع اخباري اردني بتشكيل هيئة دفاع عنه امام دعوى سيقيمها نائب في البرلمان الاردني ضد الموقع الاخباري .
لا يعنينا مضمون الخبر بشيء ... فالتقاضي و حق الدفاع شيئان بديهيان لاي كان و لكن ما يعنينا هو تدخل سريع للمنظمة العربية لحقوق الانسان في موضوع ليس بذي شان كبير بالنسبة لها على ما يمليه طبيعة عمل تلك المنظمة في وقت لم تتدخل فيه مثلا و على سبيل المثال في التنديد او المطالبة بحماية الشعب السوري من جرائم النظام السوري ؟!
مع ان ما يحدث في الشان السوري يفترض ان يكون من صلب اهتمام و عمل المنظمة لكون حقوق الانسان تتصف بالعمومية و العالمية ؟!
لعل ميول رئيس المنظمة السياسية المؤيدة للنظام السوري تمتع اصدار البيان او التنديد الخاص بالشعب السوري فلا يهم ان مات الشعب السوري كاملا ما دام الرئيس السوري بصحة و عافية ؟؟ لعل ذلك تفسير بديهي لما يحدث ؟!
الغريب في الخبر بعد قراءة تتمته ان رئيس المنظمة الفخري هو النائب الاردني خليل عطية و هو تاجر و رجل اعمال اردني مشهور بالاضافة الى كونه نائب في البرلمان الاردني ايضا .
فعن اي مبادىء او قيم او حقوق سنتحدث بعد ذلك ؟؟؟!!!

4/21/2013

الاعلام اولا ... لضمان وطن بلا فساد

لضمان اردن خال من الفساد يتوجب التركيز على مهنية و حيادية و نزاهة الاعلام , فالاعلام هو العين الساهرة في كل دول العالم و في الاردن كما يفترض الحال .
وما دام هناك اجهزة امنية تتدخل فإعلامنا غير قادر على صنع شيء او تغيير شيء و يبقى السقف محدودا بالنسبة لهم .
و ما و لم يبادر الاعلاميين الاحرار لوثيقة شرف اعلامية تكون بمثابة مدونة سلوك خاصة بهم فإن اعلامنا سيبقى يصدح بشعارات كاذبة و منافقة .
اتمنى ان يكون هناك حراكا اعلاميا يعي معنى رسالة الاعلام و مبادئها .

يستطيع الاردن ان يكون مجنونا و يواكب نجاح و مستقبل شركة جوجل ...

" تنويه : على قدر محبتنا لك يا أردن , ننتقدك و ننصحك و نُبكيك , و المقالة التالية ليس معنيٌّ بها أحد من المسئولين أو الأجهزة "
أعجبني تصريح "السيد لاري كيج " أحد مؤسسي جوجل , قبل فترة , قائلاً أنه لا توجد شركة مجنونة في العالم قادرة على منافسة جوجل في المستقبل , و هذا التصريح النابع عن ثقة مطلقة يقودنا للتساؤل حول إمكانية نجاح الأردن كدولة للخروج من عنق الزجاجة ليكون منافساً و ناجحاً لجوجل .
في الواقع أن مقارنة الأردن مع شركة جوجل ,إنما لتشجيعه للإنطلاق من نقطة الصفر من جديد , بعدما كشف لنا واقعنا المزري أن أحلام التطور و النجاح التي كنا نُوعد بها , لم تكن سوى آمال و برامج أكل عليها الدهر و شرب , بسبب وجود صعوبة كبيرة جداً لدى السلطة التنفيذية ( في فهم أو عدم رغبتها في فهم معنى الإصلاح) و ترجمة دعوات الملك التي أطلقت منذ وقت طويل إلى واقع عملي , و مثال ذلك مبادرة الأردن أولاً الجميلة و مبادرة كلنا الأردن و دعوات التمكين الديمقراطي و التنمية الحزبية و التحول نحو الدولة المدنية الديمقراطية .
لا أعلم لما لم تُنفذ أي من تلك الآمال و البرامج لغاية الأن , رغم عدم إستحالة تطبيقها , و قد مضى على طرح بعضها أكثر من عشرة سنين.
لا بأس يا أردن , فعلى قدر محبتنا لك و غيرتنا على مصلحتك سنبقى من خلفك نشجّعك و نشدّ على أزرك لتصل إلى النجاح المنشود بإذن الله , و تتفوق على جوجل نفسها , و لتقبل التحدي و لتكن مجنوناً كما وصف السيد لاري كيج .
فجوجل هذه أتذكر جيداً بداية إنطلاقتها, و كيف تطورت مع الفهم و الإبداع و تبنّي الأفكار الخلاقة التي منحها إياها موظفوها , فما كان منها إلا أن ترجمت كل ذلك إلى واقع عملي و كافآت موظفيها و قدّرتهم و عاملتهم تماماّ كأب لهم و كراعي نموذجي لأسرته , و وضعت كل شخص في مكانه المناسب ليزداد إبداعاً و عطاءً .
جوجل هذه ... وصلت إلى حد الجنون بالفعل في إبتكاراتها الخلاقة و أدواتها المتعددة و برامجها المتكاملة و الخلاقة , كما في برنامجها الأخير الذي أطلقته و الذي يمكّن المتصفحين من الإستشعار بأكثر من 25 مليون حاسة شم في نسخة تجريبية أطلقت مؤخراً .
جوجل هذه .... عندما قررت شراء موقع اليوتيوب البريطاني في بداية عام 2006 بمبلغ خيالي وصل وقتها إلى مليار و نصف المليار , كانت تعي جيداً أنها ستحقق إنتشاراً و ترويجاً لمنتجاتها من خلال إستقطاب ملياري متصفح إضافي و هو ما جعل أدواتها و منتجاتها بين يدي مستعمل واحد على الأقل من بين كل مستعملين إثنين للشبكة العنكبوتية .
جوجل هذه.... كان لها الفضل و قبل هبوب نسيم الربيع العربي بسبع سنوات تقريباً – و بعيداً عن رقابة و سيطرة وسائل المنع و الحجب في دولنا العربية , تمكّنت من نشر المعرفة و التواصل في منطقتنا العربية , و التشجيع على تبادل الأفكار و الأراء بين العرب أنفسهم و مع العالم عبر توفير خدمات التدوين و تعريب أدوات الإستعمال و التواصل المسموع و المرئي .
و حالنا في الأردن لا يدعونا فقط إلى إجراء مثل هذه المقارنة العجيبة بين دولة و شركة , و إنما لإستخلاص العبر المفيدة , و معرفة سبل النجاح و التطور حتى ولو كانت مقتبسة من شركة عملاقة , تدير دولة إلكترونية مساحتها أكبر من مساحة أردننا الحبيب , و تدير أقساماً يزيد عددها عن عدد دوائرنا و وزاراتنا, و تستخدم طاقم موظفين سيبلغ عددهم في القريب العاجل أكثر من عدد الموظفين الذين تستخدمهم دولتنا , و تتعامل بكل سلاسة و سهولة مع ملياري مستخدم, بينما تجد حكوماتنا صعوبة في التعامل مع ستة ملايين مواطن فقط .
هذه دعوة لأردننا الحبيب من خلال صنّاع قراره و مستقبله , لإعادة تأسيس قاعدة و أعمدة مملكتنا الحبيبة على مبادىء الحكم الرشيد و إستثمار إنتماء و حب المواطنين .
لا عيب و لا حرج من الإعتراف بوجود تقصير و تراجع يقابله إنتشار لآفة الفساد .... فكل ذلك مرده وجود إدارة تقليدية و غير عملية و لا تملك حد أدنى من الطموح و الرغبة في إنجاح هذا البلد , سرعان ما سيكون سبيل نجاحنا مضمون في حال إقصائها و تمكين الرجل المناسب من أخذ مكانه المناسب .
و من باب الإستغراب أني لم أجد قط طوال عمري , مسئولاً أردنياً واحداً , و قد وُلّي المكان المناسب الذي يجيد العمل من خلاله , و لتستبدل دولتنا الموقرة معيار النقمة الذي تعتمده لإختيار المسئولين و المبني اولاً على الولاء المبطن بمصالح شخصية , و ليكن معيارها الجديد الكفاءة أولاً , و لا داعي لتجهد نفسها كثيراً في معرفة نوايا المواطنين تجاه الولاء , فكلهم موالون للنظام الملكي و للملك , و لكنهم لا يسرقون و لا يرتشون .
هذه دعوة لصناع القرار لدينا بأن لا يختبئوا خلف دمية النسور ليعلقوا عليها الفشل , فالفشل يضرنا و يصيبنا جميعاً , تماماً كما هو النجاح يصب في مصلحتنا و حلمنا جميعاً .
في الختام لا يسعني القول لرئيس و موظفي شركة جوجل إلا .... تستحقون كل النجاح و التقدير لإدارتكم الرائعة لأكبر دولة في العالم , و أشعر بالفخر لأنني كنت و ما زلت أحد مواطنيها منذ تأسيسها .

4/17/2013

نعلم أن هنالك من يستغل ثورتنا ؟! و لكن ما باليد حيلة !!!


ماذا نصنع كشعوب عربية حيال تدخل الأخرون في ثورتنا , فبينما نحن نقتل و نبحث عن كسرة خبز داخل حطام مدننا و بيوتنا التي هدمت فوق رؤوسنا , هنالك من يسعى بحسن نية او لنفترض بسوئها لرفع  الظلم و البؤس عنا مستنجداً بالشياطين كما يحلو للبعض وصفهم بها   .
ما ذنبنا كشعوب عربية ان جائتنا فرصتنا التاريخية لنتحرر و لنكسر قيود الاستبداد و القهر التي عشنا فيها لعقود مضت ضقنا فيها الأمرين كشعوب و كأفراد و كأوطان و ما زال بعضنا للأسف يعيش في كنفها .

و ما ذنبنا ان انفجر بركان صبرنا و غضبنا و ثارت مشاعرنا بعفوية لتمد كالنار في الهشيم في ارجاء معمورتنا العربية و بدون وجود معارضة منظمة لنا تخطط لمسار ثورتنا و تقودنا الى بر الامان ...
الا تلاحظون معنا ان كل مجالس معارضاتنا العربية قد  تشكلت بعد وقت من اندلاع ثوراتنا و اخذت وقتا طويلا حتى تنظم شئونها و تسيير اعمالها بينما كنا و مازلنا كشعوب عربية ندفع ثمن الحرية دمارا و دماء و ارواحا .
ما ذنبنا ان لجأت معارضتنا و هي تسعى لتخليصنا من التعذيب و القتل اليومي الذي نواجهه الى طلب العون من فلان يحبه البعض و يمقته البعض الاخر و من دولة تصفونها كما يحلو لكم دولة صديقة او بغيضة .
و ماذنبنا ان استغل البعض منهم ثورتنا لتيحقيق مأربه و أجندته الخاصة .
هل نبقى مقيدين و مقهورين لذلك ؟ و نعيش بدون حرية و كرامة و حقوق .
و لما لم يمنحنا الحاكم المستبد تلك الحقوق قبل اندلاع ثورتنا او بعيدها على الأقل تفادياً لامتداد ثورتنا !
لما نُطالب نحن الشعوب العربية بالتراجع عن ثوراتنا و لا تُطالب تلك الانظمة بالتنحي سلمياً للحفاظ على الاوطان و الارواح من الدمار و الهلاك !

ألم نكن مقيدين و مكبلين كشعوب عربية و  نعيش في قهر و هوان و ذل و فقر قبل هبوب نسائم الربيع العربي .
الم يكن الحاكم العربي يسرق المال العام و يكدسه لابناءه و حاشيته و ينفقه على اهوائه هنا و هناك بينما يعيش اغلبنا على القليل المعدوم .
الم تقتطع نسبة عالية من مالنا المسروق لتجيز ادوات القمع ضدنا .
من كان يستطيع ان يسأل حاكمنا من أين حصلت على مالك و كيف انفقته .
ألم تسمعوا قط بسجون التعذيب و الاعتقال التي إمتلات بها صحارينا و قرانا .
ألم تسمعوا عن المعذبين و المختفين و المنفيين منا , أم بات ذلك من صفحات الماضي بالنسبة لكم .

أضحكني كثيراً أحدهم عندما قال لي مرة ان ثوراتنا العربية قد خطط لها أعداء أمتنا ,,, تخيلت ان عدونا استطاع ان يقنع ذلك الشاب التونسي محمد بوعزيزي بالانتحار حتى يستهلم التونسيين و من بعدهم شعوب الدول العربية و من خلال الفيسبوك و التويتر و اليوتيوب إلهام الإنتحار و هكذا تمتد شرارة الفتنة لتقلب الامور رأساً على عقب في العالم العربي كاملاً ... كما تخيلتها او كما يعتقد احدهم .
نعم  ... الكل يستغل ثوراتنا من أفراد بجهلهم و خوفهم و رأيهم من معارضين إلى دول إلى أنظمة إلى قوى و صناع قرار ....
لا يهم .... فثورتنا معلومة لنا متى انطلقت و معلوم لنا ما هي أهدافها و معلوم لنا متى ستنتهي  إن شاء الله و الاهم أننا نعلم مسبقاً معنى ثمن الحرية و الكرامة و التحرر من القيود .
وصمة العار ستلحق بكل من إستغل ثوراتنا و ليس بمن شارك فيها و ضحى بالروح و المال من أجلها ...
لو لم تكن ثوراتنا عفوية لوجدتم لدينا معارضة ناضجة خططت و نسقت بالشكل الصحيح و اعطتنا صافرة الانطلاق للإستعداد تمهيداً لاسقاط انظمتنا المستبدة , و لما احتجنا الى تدخل من يستغلها و لما شاهدنا حجم الدمار الهائل في أوطاننا و لما اجتاحتها فوضى السقوط كالتي نراها في بعض اجزاء معمورتنا العربية  .
لعل العدالة الالهية هي من مدت ثوراتنا بالعزم و الاصرار لتحقيق مسعاها النبيل في تحرير الانسان من الذل و الهوان و الفقر و الفساد الذي نعيش فيه  .
علمنا التاريخ ان الكرامة و الحرية لا تسترد الا بالقوة فها نحن نستردها بالمال و بالارواح.
علمنا التاريخ ان إرادة الشعوب اقوى من سطوة الحكام و قيودهم و ان كسبوا جولة , فالمأل لكلمة الشعب  و إرادته .
علمنا التاريخ ان ثمن الحرية باهظ الثمن فها نحن مستعدين لدفع الثمن .
علمنا التاريخ ان انظمتنا العربية ما كانت إلا لتثرثر و تطلق الشعارات البراقة الكاذبة لتمنح لنفسها الحق في السيطرة علينا , سرعان ما ظهر خداعهم و نفاقهم و خلعوا قناعهم الجميل مع اول أيام ثوراتنا .
الان عرفنا ان مالنا الذي حرمنا منه و الذي كان ينفق لتسليح جيوشنا لصد اسرائيل المفترضة لم يصدها قط و إنما اُستعمل لصد مطالبنا و لقتلنا .
علمنا التاريخ ان البعض لا يمانع من الحياة بدون كرامة و حرية مقابل كسرة خبز و أمن و أمان في سجن العبودية .
لم يعد يهم كل ذلك و ذاك .... فالتاريخ لن يرجع الى الوراء .... ثوراتنا ماضية و مستمرة شئنا نحن ام انتم أم ابينا و إياكم , فليستغل من شاء ما يشاء من ثوراتنا و ليصعد على أكتافنا الانتهازيون و يقطفوا ما شاؤا من ثمارها الناضجة , و ليقول من شاء ما يشاء من أوصاف لثوراتنا و لربيعنا العربي فان السفينة القوية هي التي تشق طريقها وسط الامواج العالية و تستطيع الوصول الى بر الامان .
سنعيش في فوضى السقوط لا محالة و هذا طبيعي و ندركه جيداً لسببين اما اولهما فان حكامنا المستبدين كانوا يخشون تعليمنا مبادىء حقوقنا و كيف نحترم الاخرين في المدارس فترعرنا لا نعي كيف نحترم و نصون حقوقنا التي لو استرددناها فإننا سرعان ما سنتصارع فيما بيننا لاحقاً على اسس غير ديمقراطية لملىء فراغ تلك السلطة المتهاوية .
لا لن يكون فراغ السلطة و الصراع حولها سبباً مقنعاً و كافياً لوقف ثوراتنا فالهدف أنبل و أعظم من ذلك ... تحرير الإنسان . بعد ان ضاعت علينا اوطان كثيرة مثل فلسطين و العراق و الصومال و السودان و لبنان و باتت أوطان عديدة بحكم الضائعة مثل دول الخليج العربي كاملة ً التي بات إنسانها و حاكمها  للأسف لا يملك منها إلا سيارته و منزله .
النصيحة هنا ينبغي ان توجه الى اؤلئك الحكام و الانظمة الذين مازالوا متشبثين بسلطتهم ان يعتبروا و يعتدوا مما حصل لاقرانهم و لينأوا بانفسهم و بمواطنيهم من الهلاك و ليحافظوا على اوطانهم من الدمار التي لطالما تغنوا بها في خطاباتهم و بياناتهم . فإن قضاء الله نافذ و لا راد له .

4/16/2013

فلنعود الى انسانيتنا و لنكرمها كما كرمها الله و بنو البشر المتحضرين


من الاولى بالاهتمام ... المواطن ام الوطن
مجرد راي
براي ان شماعة الوطن استعملها حكامنا و انظمتنا العربية لتثبيت سلطتهم فالكل مطالب بالتضحية لاجل الوطن و ذلك يتطلب رضى المواطن بوجود قيود و ضوابط تقود في نتيجتها الى تثبيت سلطة الحاكم .
الاهتمام بالمواطن و اقصد هنا بالذات الانسانية افضل لكونها هي من تبني الوطن بدون وجود اية قيود ... طبعا الاهتمام بالمواطن هنا سيكون كفيلا بمنازعة الحاكم على حكمه ... فلا يروق لهم ذلك .
و من شماعة الوطن نشا فكر قومي يدعو الى حماية الاوطان و لو على جثث المواطنيين
و يدعو الى الوحدة و لكن بقيادة ذات الحاكم ... فاين المواطن في معادلتهم ...
انه عبد مستعبد ... عليه السمع و الطاعة و الموت فداء الوطن ( الحاكم )
من الغرابة ان نجد اناس يفكرون بمثل هذا المنطق المخالف لناموس الفطرة الانسانية ... هم متواجدون بيننا بكثرة ... هم اصدقاء و اقارب لنا ...
تزول الغرابة سرعان ما نكتشف ان هؤلاء الاصدقاء و الاقارب لم يجربوا حياة العبودية تلك ... فافكارهم بالنسبة لهم مجرد اضغاث احلام ... بينما من جرب الحياة في جحيم هذه الافكار بات يثور عليها ... و من لم يثر فانه ينتظر فرصته لذلك .. بعد ان ضاقوا مرارة هذه التجربة
شعوب كثيرة تحررت  روسيا ( موطن و منشا هذا الفكر ) و دول شرق اوروبا - ليبيا و العراق و مصر  و بعضها يثور من اجل حريته كما يحدث في سوريا اليوم و البعض يتحين فرصته ... نحن لا نتعلم من تجارب الاخرين و لا نتعلم من اخطائنا ابدا ..
فلنعود الى انسانيتنا و لنكرمها كما كرمها الله و بنو البشر المتحضرين .

4/13/2013

البعض لا يمانع من الحياة بدون كرامة


’’ في الشرق العربي من الصعب جدا ان تفاضل ما بين الحق في الحياة و الحق في المشاركة السياسية فالغالبية ستختار الحق في الحياة لكونها تأقلميت على الحياة بدون كرامة ‘‘

استوقفتني مشاركة عابرة لاحد الاصدقاء على شبكة التواصل الاجتماعي الفيسبوك طالبا مني ان اشارك برأي حول قصة عابرة سمعها من لاجىء سوري قدم الى الاردن . 
يقول صديقنا بان ذلك اللاجىء اخبره بان الحياة كانت افضل قبل اندلاع الثورة في سوريا حيث كان يتوفر لديهم جميع اساسيات و متطلبات الحياة من طعام و كساء , و لكن الان - خلال الثورة - لفإن الشعب قد تشرد و هاجر و جاع و اضطر الى للهرب من جحيم الحرب الطاحنة التي تعصفت بالحجر و الشجر و الانسان و الارض على حد السواء , فلم تترك اثرا او شاهدا او كائنا حيا الا و سوته بالارض . و بالكاد تنجو الطيور و الحشرات من وقع اقدام الزاحفيين او من صوت هدير الطائرات و صواريخها .


لا ادري حقا كيف يمكن التوفيق بين راي انسان في ممارسة حقه في الحياة يأمن على نفسه و على أبناءه و يكون قادرا على تأمين كسرة الخبز لهم و بين القول الداعي الى الحق في الحياة بحرية و كرامة مادام مفهوم الحرية و الكرامة لدى جزء غير قليل من شعوبنا اصبح مرتبطا بحريته في شراء الطعام و الشراب و الحصول على الخدمات الاساسية كالماء و الكهرباء .

بل و من الصعب جدا ان تخلط بين مفهومين احدهما براي خاطىء و لكن الواقع يفرضه علينا كشعوب عربية بحكم اننا تاقلمنا على الحياة بدون كرامة تذكر . و بين مفهوم الارتقاء في سلم حقوق المواطنة لتمكنه من الحياة بكرامة .

فما هي هذه الكرامة التي نطبل و نزمر حولها و قد قامت ثورات عربية هنا و هنالك تطالب بها ؟!

انها ثورة تطالب بالحق في المشاركة السياسية للمواطن للتعبير عن رأيه بصراحة و علانية  و بان يشارك في تاسيس الجمعيات و الأحزاب و التجمهر السلمي  و  الترشح و الانتخاب لاي منصب شاغر داخل الدولة .
فهل كان صاحب الرواية مثلا  يستطيع ان يعبر عن رأيه السياسي داخل سوريا بصراحة و علانية دون ان يقتاد الى اقرب مركز امني و يهان مثل البهائم ( اجلكم الله )  ام كان قادرا على تشكيل احزابا و جميعات تعني بالعمل السياسي تجد الدولة وقتها ان كل عمل او فكر او مذهب سياسي يتعارض مع فكرها  او منهجها بمثابة كيان مستسنخ و عدو يجب قمعه .
ام هل كان باستطاعة الراوي او ابنه ان يترشح لرئاسة الجمهورية على سبيل المثال ليقارع ال الاسد .
و من ابسط انواع الاهانة الحاطة للكرامة الانسانية التي كان يفتقدها جزء غير قليل من شعبنا السوري العظيم انه لم يكن قادرا على منع سطوة افراد اجهزة الامن و فسادهم و مقاضاتهم .
لعل تلك حقوق تافهة بالنسبة لمن تأقلم على الحياة بدون وجودها سيما ان مستلزمات الحياة الاخرى كالطعام و الكساء و الماء و الخدمات الاخرى متوفرة لديه , فلما يشغل باله اذا بهذه الحقوق التافهة ؟!
تماما كما العبيد حيث يوفر لهم مستعبديهم الماء و الكلا و النوم ليستمروا في عملهم الموكول اليهم صباح اليوم التالي .
ما نعيه حقا ان ظروف القهر و الكبت و الخوف و الرهبة لازمت الانسان المشرقي لعقود طويلة ... لدرجة انه بات من الصعب عليه ان يفاضل بين حقه في الحياة و بين حقه في المشاركة السياسية .... لانه من البديهي و من الطبيعي سيختار حقه في الحياة ... 


قبل ان نخسر فلسطين في الجولة قبل الأخيرة

ندرك يقينا بان فلسطين التاريخية ستحرر من البحر الى النهر و لكننا لا نعلم في اي زمان سيكون ذلك و من هم هؤلاء العباد الذين وصفهم الله بذووي البأس الشديد .
و عندما انظر الى صراعنا مع العدو الصهيوني افاجأ بأنه صراع مبني على كسب جولات حاسمة لا صراع عسكري انتهى بمجرد ان وضعت الحرب اوزارها مثل اي صراع اخر عرفته البشرية .

فالاحتلال الاسرائيلي غير قادر نهائيا على اقتلاع جذور الشعب الفلسطيني من بلده خصوصا تلك الجذور التي ما زال الفلسطينين المهاجرين و اللاجئيين و النازحين متمسكون بها منذ عقود من الزمن و لكنه قادر على تغيير ايديولجينا  مفهومنا لذلك الصراع .

هو صراع ايديولوجي يفهم من خلاله الاحتلال عقلية الانسان المسلم و العربي و الفلسطيني و على اساسها بدأ يفكر ... و صراع هذا العدو حافل بالعديد من الجولات و الصولات و نذكر منها مثالا لا حصرا :
جولته الحاسمة الاولى التي انتصر فيها هذا العدو ( و التي حصدت نتائج سنين طويلة من كد و تعب و تخطيط هذا العدو ) كانت بتجييره النزاع و القضية من قضية عربية الى قضية فلسطينية ( بدأت هذه المرحلة تحديدا  بعد ولادة السلطة الوطنية الفلسطينية  )
جولته الثانية و التي انتصر فيها هذا العدو ايضا كانت بصرف عقول الفلسطينين عن قضيتهم و تركيز اهتمامهم بصراع داخلي بين الفصائل الفلسطينية كما حدث في الانقسام الحاد بالراي بين حركتي فتح و حماس .
حولة اعلامية رابحة كسبها العدو الصهيوني عندما استطاع بث الخلاف و الانقسام الفلسطيني في الرأي الى الرأي العام الدولي على مدار الساعة خصوصا في فترة تحول هذا الانقسام الى صراع مسلح اودى بحياة  اكثر من خمسمائة مواطن فلسطيني ضحية هذا الإنقسام غير المبرر , للإيحاء و للتعريف بان الفلسطينين ارهابين و غير متفقين فيما بينهم و ان اختلافهم هذا انما يعبر عن ارهاصات فكرية لا تعترف باليهود و شعبهم بالحق في الحياة .
جولات عدة كسبها العدو الصهيوني ... حقق من خلالها مكاسب جمة عندما استطاع ان يخلق انقساما رهيبا بين الدول العربية حول دعمها للقضية الفلسطينية .
و اخطر جولة  كسبها العدو الصهيوني هي ما نراى نتائجها اليوم على ارض الواقع الفلسطيني بعد ان اوصل الانقسام الحاد بين فتح وحماس بالانسان الفلسطيني الى ادنى مستوى من الايمان و الفكر و التضحية من اجل قضيته الفلسطينية , و اصبح جل تركيزه البحث عن عمل لشراء بضع كسرات من الخبز لاطعام ابناءه و لا وقت لديه لقضاء فترة في السجن , و البعض وصل مستوى التفكير لديه بالهجرة من فلسطين باحثا عن مستقبل افضل لابناءه و لعائلته .
لا يأبه هذا العدو حقيقة الى وجود السلطة الوطنية الفلسطينية فهي غير مرسومة على الخارطة و تعتبر في نظره مجرد جدران و مكاتب فارغة كليا من اي فكر سياسي و اقتصادي .
هذا العدو ذكي و لا يأبه لتمسك الفلسطينين بجذوره و لمناسبات التضامن الدولية مع الفلسطينين و ان كنا نعتقد نحن و هي كذلك بانها تحي الامل في نشر مفهوم صراع اثبات الحق و تحي جيل جديد من الابناء ملمون بقضيتنا
و لا يأبه هذا العدو الى ما كتب و يكتب من مقالات و عبر و دروس و قصص و فصول دراسية تروى معاناة الشعب الفلسطيني و تشرح قضيته فهي بالنسبة له مجرد مشاعر عاطفية سرعان ما تتلاشى مع الواقع المازوم الذي يعيشه الانسان الفلسطيني و العربي على حد سواء
بينما نحن كفلسطينين و كعرب و كمسلمين ما زلنا نحمل ذات الفكر و المفهوم المشترك و الموحد لاسرائيل بكونها عدو مجرم و مغتصب و محتل و نصفها تارة بالنازية و تارة أخرى  بالصهيونية و نعجز عن لملمة افكارنا و توحيدها لترجمة هذا الفكر و المفهوم الى افعال ملموسة  !!!
و الى ان نكون قادرين على لملمة افكارنا تلك و صهرها في بوصلة اتجاه مشتركة و واضحة المعالم و الرؤية تكون حينها اسرائيل قد كسبت المزيد من الجولات في صراعها مع القضية الفلسطينية .و لا ندري هل ستكون جولتنا الوحيدة التي سننتصر فيها هي تلك التي نبأ عنها القران الكريم بقوله " فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَاعَلَوْا تَتْبِيرًا " صدق الله العظيم .
و بعد ...
عندما انظر الى دهاء سياسة هذا العدو و كيف ينتمي بافكاره التلمودية و يبني سياسته استنادا الى شريعة بابل و يسيسها داخل مجتمع علماني  و كيف نختلف نحن فيما بيننا كفلسطينين و كعرب بصراع جانبي لاثبات اي من افكارنا البالية هي الافضل و غير قادرين على ترويجها و تسيسها داخل مجتمع اسلامي أقف عند مفصل الصراع فيما بيننا و بينهم .

فالصراع ... صراع شريعة بالنسبة لهذا العدو و ليس صراع حدود و جغرافيا و ارض كما نفسره و كما قادنا اختلافنا الفكري الى تفسيره
و المنهج .... منهج مستمد من الشريعة كما يتجه اليه عدونا وو ليس منهج مبادىء للينين و لماركس و لافكار اشتراكية و علمانية كما يحلو لكل طرف منا ان يستمد منه .
و السلاح .... هو سلاح فرق تسد كما يتبعه عدونا فيما بيننا و ليس سلاح ناري او نووي كما نسعى اليه و نكدسه دون اي جدوى .

و هذا الكيان .... لا يابه و لا يعتد لعبارات القدح و الذم  بحقه التي تصدح بها حناجرنا صباحا مساءا ... و يخشى فقط من ان نجد بوصلتنا .
و بوصلتنا المفقودة لا تكمن في وجود قائد نخلده او سلاح نحمله او دعم مالي نستقبله .... بوصلتنا المفقودة هي في فكر اسلامي يتبناه الفلسطينين ينظر الى فلسطين الى انها مغتصبة و محتلة من النهر الى البحر .. ينظر الى السلطة الوطنية الفلسطينية بانها خدعت و لم تعد تمثل قضية الشعب الفلسطيني و لا تتطلع الى اثبات حقوق الشعب الفلسطيني مطلقا .

More Labels

2012 مقالات حقوق الانسان العدالة الإجتماعية 2011 احزاب ثورات الغضب الشعبية حملات تضامنية 2014 فساد صور 2015 إعلام الانسان العربي courses certificates online دورات سياسة 2013 أفلام 2008 جرائم ضد الانسانية اديان 2010 حزب الخضر الأردني فلسطين الشرق الاوسط منقول تعليم التمييز العنصري الشباب العربي برامــج سلسلة قانون تراجيديا 2016 ديمقراطية press 2007 ENGLISH media اطفال مصطلحات حقوقية وثائق 2006 تنمية كتب مذاهب سياسية اعلان حريات حقوق تائهة تدوين حرية تعبير 2005 الانتخابات العنف تعذيب دليل دراسي ورش عمل 2009 الإنترنت حقوق المواطنة فكر الإخوان المسلمين البيئة المرأة جوائز حقوق الانسان رسائل شعر و أدب إنساني مظاهرات نشطاء حقوق اللاجئين green policy ارهاب اعلام الحروب الحرية الشفافية العراق المقاومة تقارير جامعات حماس اغاثة العدالة العنف الجامعي اليوم العالمي ايران تنمية سياسية عنف اعتقالات الجزيرة العشائرية ثورة العبيد سلام ويكيليكس Ecology اجندة حقوق الانسان اكراد الإمبريالية الامم المتحدة اليوم العربي انتخابات بروشورات حقوق الاقليات حقوق المعاقيين صحافة مبادرات معاهدات و اتفاقيات 2016 certificates ISIS interview إضراب الاستبداد البرنامج النووي البطالة السلطة الرابعة الغام الملكية الفكرية جامعة الدول العربية حقوق سياسية دراسات سياحة عقوبة الإعدام قافلة شريان الحياة مجلس النواب مدونة سلوك مقابلات منح