07/11/09
سيخيل في بال القارئ أن المقال تدعو إلى تأسيس أحزاب بيئية مع أني من اشد المتحمسين لإنشاء مثل هذا النوع المتخصص في العمل من الأحزاب و ذلك لحاجة الأردن الماسة لها و التي تفوق أهميتها القضايا السياسية للأردن , و لكني استعملت وصف الخضراء هنا للإشارة إلى الأحزاب النموذجية التي نريدها في الأردن و التي يحتاجها المواطن و الدولة على حد سواء فالمجتمع الأردني و المواطن كوجهين لعملة واحدة ليسا بحاجة إلى هذا الكم الهائل من الأحزاب التي تعمل في المجال السياسي فقط دون النظر إلى حاجيات المجتمع الأخرى كالحاجة البيئية و الثقافية و الاقتصادية .
سيخيل في بال القارئ أن المقال تدعو إلى تأسيس أحزاب بيئية مع أني من اشد المتحمسين لإنشاء مثل هذا النوع المتخصص في العمل من الأحزاب و ذلك لحاجة الأردن الماسة لها و التي تفوق أهميتها القضايا السياسية للأردن , و لكني استعملت وصف الخضراء هنا للإشارة إلى الأحزاب النموذجية التي نريدها في الأردن و التي يحتاجها المواطن و الدولة على حد سواء فالمجتمع الأردني و المواطن كوجهين لعملة واحدة ليسا بحاجة إلى هذا الكم الهائل من الأحزاب التي تعمل في المجال السياسي فقط دون النظر إلى حاجيات المجتمع الأخرى كالحاجة البيئية و الثقافية و الاقتصادية .
فمن الظلم و الفداحة في مكان أن يتم تفسير مفهوم الأحزاب لدى المواطنين على انه عمل يؤدي إلى السجن في نهاية المطاف و انه يعني الصدام مع الدولة و أجهزتها خصوصا جهاز المخابرات العامة ... الخ من التأويلات و التفسيرات التي لعبت بعض الظروف الخارجية و الداخلية دورها كظرف الأردن الخارجي الذي يقبع وسط أكثر مناطق العالم سخونة مما يفرض عليه فرض سياسة أمنية متشددة بعض الأحيان سواء تجاه الأحزاب أم المواطنين . و لكن الأردن استطاع أن يتجاوز هذا الظرف إلى التخفيف في تشدده بشكل لافت للنظر لاكتسابه المناعة من انتقال عدوى السخونة إلى مجتمعه بسبب استتباب الاستقرار و تمتع الأردن بقرار إقليمي مكنه من فرض دور لاعب أساسي و ليس ساحة خلفية للتنزه .
و قمة الظلم و الفداحة أن تسقط أحزاب خضراء بخلاف السوداء فقط لمجرد أن أضيف إلى اسمها كلمة حزب ... و كان الكلمة تعني الدعوة إلى الإلحاد ؟!
و لا لبس حينها إن علمنا أن شيوع مصطلح الحزب ما زال متدنيا لدى المواطنين بسبب الرهبة من الانضمام إليه أو العمل من خلاله في فترة كان الأردن يمر بها بسبب ظروف المنطقة المحيطة به مما عمل بشكل أو بأخر على انتهاج الدولة لسياسة متشددة نوعا ما تجاه الأحزاب و المنتسبين إليها ... و لكن السبب أو الظرف قد تغيير و أصبح من يعمل على اخفات صوتها هو من يدعم وجودها ....
هي الظروف المحيطة و التي لا بد للأردن من التأثر بها سواء سلبا أم إيجابا ....
و لن ألوم المواطن كثيرا فانا شخصيا كنت ممن يرهب العمل الحزبي أو حتى سماع كلمة حزب حتى و لو كان حزبا ملائكيا ... إلى أن توصلت إلى قناعة تامة بدور الحزب الواجب في الوجود أولا و في العمل ثانيا .. لتتحقق مصلحة المواطن ... فالحكومة الأردنية كأي حكومة في أي دولة تسعى لخدمة المواطن و من هذا المنطلق أسست الوزارات و الدوائر بخلاف ما يشاع من أن الحكومة لا تعمل , فهذا كلام الجاهلين ممن لا يفقهون شيئا من الحياة العملية و ممن ينظرون إلى الحكومة على أنها عدو حتى و إن كان يعمل لصالح المجتمع ...
و هنا يكمن الداء في النظرة إلى السلطة و تعريفها , فالمتشائمين لا يقدرون قلة الإمكانيات أمام مطالبهم و لا يقدرون ظروف المنطقة المتوترة ليراعوا التشدد الأمني أحيانا .و هو ما يعتبرونه تضييق للحقوق .
لا ضير أن يكون الحزب معارضا فالحكومة ليست إلا أشخاص يديرون أعمالها قد يصيبون و قد يخطئون و انتمائهم للجنس البشري لا يمنع أن يكون احدهم مستوزرا أو يمتلك يدا طويلا أو مستغلا لمنصبه أو حتى متقاعسا عن العمل .
فان لم يباشر الحزب حينها في كشف موطن الخلل و معارضته فسيعتبر متقاعسا و لا يؤدي عمله على أكمل وجه.
يتوجب تغيير نمط التفكير السائد في المجتمع الأردني و هنا تلعب الحكومة و الأحزاب دورا رئيسيا فالحكومة ممثلة بوزارة التنمية السياسية يجب أن تكثف حملاتها الدعائية لصالح العمل الحزبي و أن تتضمن حملاتها إشارة إلى الإرادة الملكية بإنشاء الأحزاب بل و بدعمها حتى يطمئن المواطن أكثر ... فولاء و انتماء المواطن و بالتالي شحذ الطاقات و الهمم لن يكون الا ضمن العمل الحزبي و بخلاف ذلك ستكون الجهود و الانجازات فردية و مشتتة .
و على الأحزاب أن تقوم بحملاتها المكثفة لا للمعارضة فقط إن كانت تصطاد في الماء العكر , و إنما لتنشر مفهوم الحزب المبسط و حبذا لو كان ( أبجد هوز ... العمل الحزبي ) .
و على الأحزاب الأردنية و بحكم التجربة الشخصية أن تتفق و لو لمرة واحدة فيما بينها لتخرج بإجماع حول ضرورة رفع مقدار الدعم و التمويل لها لتتمكن من طرح مبادرات التنمية
كما يتوجب عليها فتح المجال أمام الشباب الأردني المليْ بالإبداعات و الطاقات و تسخير الإمكانيات أمامهم ليقدموا المبادرات .
كما يتوجب على كلا الطرفين الحكومة و الأحزاب أن تركز على بيئة الشباب و خصوصا الجامعية منها كون نسبتهم عالية مقارنة مع باقي شرائح المجتمع و لكون جلالة الملك راهن عليهم فكانوا عند حسن ظن مليكهم بهم فلبوا النداء و ساهموا في بناء النهضة التي يعيشها الأردن حاليا .. فهم بترول الأردن و ثروته الحقيقية و لي تجربة شخصية أحب أن أراها مع كل شاب أردني كيف يحتاج احدنا أحيانا إلى تشجيع ما ليعطي أو لتسخير إمكانيات ليقدم أو لتسليط الضوء على مبادرة لتظهر ... فالشباب الأردني بحاجة إلى دعم و تسخير كل الإمكانيات لهم و هنا لا بد للأحزاب الأردنية لكي تنتج و تخدم مجتمعها أن تستقطب الشباب الأردني فالأردن ليس بحاجة إلى أمناء عامون للأحزاب ضالعون في الأمور السياسية بقدر حاجته إلى الشباب .
لن نراهن على تحويل الأردن إلى سويسرا الشرق الأوسط فنحن أفضل من أن نقتدي بسويسرا