Why blogging?

حينما بدأ الشباب العربي بالسماع عن مصطلح التدوين التشاركي في منتصف العام 2006 , لم أكن متقين تماما بأن " المدونة " كمساحة إلكترونية ستعود بالشيْ الإضافي او المميز على عالمنا العربي ,  و ستُساهم في إحدث ثورة جامحة في نقل و تبادل الأراء و الافكار , 
و ان هنالك مستقبل جديد بإنتظار المدونيين و النشطاء عبر هذه المساحة لاحداث التغيير الايجابي الذي كانت الشعوب العربية تنشده , و يعوّل عليهم المستقبل كثيراً في نشر ثقافة حقوق الإنسان داخل المجتمع العربي مع الازدياد المضطرد و الملحوظ لاستعمال هذه الشبكة العنكبوتية من قبل المجتمعات العربية ., خصوصاً فئة الشباب منهم .
اتذكر جليا و بعد عقد من انطلاقة التدوين في عالمنا العربي كيف كان التدوين وسيلة هروب للنشطاء العرب عموما و باسماء مستعارة من جحيم الواقع الذي يعيشونه و يرونه داخل مجتمعاتهم إلى عالم الخيال الحالم الإفتراضي , خصوصا في مصر و تونس , و لكن سرعة إنتشار ظاهرة التدوين في مصر مع بداية إطلاق فكرة التدوين في العام 2006 و التعريف بميزة التفاعل المباشر التي تتيحها المدونة للقراء و سهولة إدارة  المدونة و التدوين . ساهم بشكل كبير و أساسي في إنتشار ظاهرة التدوين من مصر  إلى العالم العربي .
التدوين بالنسبة لي كان منذ إنطلاقته وسيلة للتعبير عما تجيش به النفس تجاه قضايا الإنسان العربي  , حالمين و أملين بمستقبل أفضل لمجتمعنا العربي , مسترشدين بإحتياجات المجتمع و طموحاته لتقديم أفكارنا و برامجنا , التي نحرص بان لا تتعارض و عاداته و تقاليده و قيمه الأصيلة ... فالإنسان ذو قيمة و مكانة كبيرتين و متى كان قادراً على إمتلاك حقوقه و متمعاً بها  فإننا نجد طاقات رهيبة من الإرادة و الطموح و العمل لبناء المجتمع الذي ينتمي إليه مدعمّا بإنتماء و ولاء قويين , و لاندري حينها كيف نطلب انتماء الفرد و ولائه لمجتمعه و بيئته إذا كان فاقداً لحقوقه , و هذا ما شجّع على هجرة العديد من أبناء المنطقة العربية بحثاً عن فرص أفضل للتعبير و المساواة و الحرية .
و التدوين يعتبر نوعا من المهارات الإعلامية و الإجتماعية , فهو نقل من واقع حقيقي الى واقع كنا ننظر اليه على انه افتراضي و لكنه و مع الانتشار الهائل للإنترنت بات واقعا حقيقيا هو الاخر , فهو تجربة جميلة و صعبة في آن معاً , و يتطلب التدوين وجود الرغبة  و الإنحياز للإنسانية  إلى جانب الحيادية في الطرح .

لماذا حقوق الإنسان ؟ 
لقد تعلمنا من تجربة دول أوروبا التي خرجت منهكة إقتصادياً و خاسرة عسكرياً و إقتصادياً بعد الحرب العالمية الثانية , كيف إستطاعت أن ترمم مجتمعها و تضمّد جراحها من خلال إستثمار ولاء و إنتماء المواطن الذي منحته حقوقاً كاملة , فهب لإعمار وطنه الذي تعافى سريعاً و قاد سباق الأمم , و على النقيض من ذلك .... رأينا كيف كان المواطن في الدول الشيوعية فاقداً لانتمائه الحقيقي بسبب عدم إمتلاكه لحقوقه مما جعله عامل هدم أساسي و رئيسي لمجتمعه و خرج مهللاً بسقوط من حرمه حقوقه .
في مجتمعاتنا العربية نعاني من رغبة قوية بالهجرة و من رغبة أقوى لتغيير الواقع و الذات .... نعاني من قلة انتماء و ولاء .... نعاني من فقدان لقيم العدالة و المساواة ...
فهلا إستثمرنا الانسان   و قدراته و منحناه كامل حقوقه


كيف تدوّن ؟ 
التدوين تجربة جميلة و صعبة ما لم يكن يوجد رغبة و نزعة إنسانية بحتة تتطلب حيادية و تحيز دائم للانسانية و إيمان بمبادىْ عدم التمييز العنصري بدون إنتظار أي نفع مادي أو إنتظار تقدير , و يحتاج التدوين الى فهم أعمق للبيئة التي ينتمي إليها المدون , فغالبا ما تصطدم منظومة حقوق الإنسان عند تطبيقها في منطقتنا العربية ببعض الصعوبات مثل : عدم مراعاة بعض التشريعات و الاتفاقيات الدولية للعادات و التقاليد التي تحكم المجتمع العربي مما يشكل تنازعا بين الأعراف و التعاليم الإسلامية و بعض التشريعات الحقوقية و يكمن السبب الرئيسي في ظهور هذا التنازع لغياب مساهمة المشرعين العرب و المسلمين في بناء منظومة فكر حقوق الانسان ممثلة بالإتفاقيات و المعاهدات الدولية و هذا ما خلق مسائل التحفظ الكثيرة على بنود اغلب الإتفاقيات .

و من الأمور الصعبة التي يواجهها المدون هي في إيجاد تعريف واضح لبيئته و ما تحكمها من أعراف و تقاليد للأخرين الذين يشكلون صورة سلبية عن البيئة و المجتمع و الإنسان الشرقي على العموم .بالإضافة الى مراعاة المدون لمبدأ تدرج الإستقرار في الحقوق نظرا لكون المنطقة العربية كانت تعاني من تهميش واضح في إستعمال و تطبيق الممارسات الديمقراطية و غياب الحياة الديمقراطية بكل معنى الكلمة .

و المدون ليس ناقلاً للخبر او الحدث أو الذي يسعى لكشف انتهاكاً جسيما لحق الفرد او المجتمع بقدر ما هو إنسان يتفاعل مع محيطه و بيئته الإجتماعية , يؤمن بتنمية قدرات الفرد و المجتمع من خلال تبنّي إحتياجاتهم و السعي لايجاد برامج تتناسب و ظروف المجتمع لتمكين الفرد و المجتمع من المشاركة التفاعلية و الوعي بماهية و الية تطبيق الحقوق لتعود بالنفع عليه و على المجتمع .

نحن نتعلم من تجاربنا: 
إن منظومة حقوق الإنسان تعتبر ثقافة و تفاعل مباشر بين مكونات المجتمع و محيطه في أن واحد . تصاغ من خلال التشريعات و الإتفاقيات , و أغلب الدول العربية ( الأنظمة سياسية و المجتمعات ) لم تولي للجانب الثقافي لمنظومة حقوق الإنسان ( تدرج الإستقرار في الحقوق) الأهمية التي تستحق كالتربية على حقوق الإنسان و تجذير مفاهيم حقوق الإنسان و ثقافة الحوار و الإحترام , فكانت النتائج سلبية للغاية على الدول و على المجتمع معا , فما كان ليحدث ما حدث في العراق و لبنان و موريتانيا و اراضي السلطة الوطنية الفلسطينية و الجزائر و غيرهم لو كانت هنالك ثقافة منتشرة لحقوق الإنسان في المجتمع التي تعتبر المرحلة الاولى و الأهم في بناء منظومة حقوق الإنسان.

ثقافة حقوق الإنسان: 
أحوج ما تحتاجه منظومة حقوق الإنسان في المجتمع العربي الى أجندة وطنية تعتمد معايير شاملة تراعي التنوع الثقافي و الديني للمجتمع و يشارك في صياغتها كل من ممثلي مؤسسات المجتمع المدني ( كجهة تمثل المجتمع المدني و تطالب بإسمه ) و الجهات الرسمية ( للحفاظ على الحق العام و لإيجاد جهة رسمية تنفذ و تراقب الاجندة ) و تعتمد الأجندة برنامجا عمليا لنشر ثقافة حقوق الانسان و تطبيق الحقوق العملية


مفهومنا للعمل الحقوقي - معايير حقوق الإنسان  : 
نحن  في مدونة " مدونون من أجل حقوق الإنسان " نعتمد في عملنا على معايير ثابتة هي بمثابة قيم لنا , نسترشد من خلالها مستقبلنا الذي نطمح إليه و يمكن تحديد ثوابتنا و قيمنا في العمل بما يلي :

أهمية وجود تشريعات واضحة و عملية تساهم في تمكين الإنسان العربي من إمتلاك كامل حقوقه و إستعمالها بدون أي قيود و بدون أي تمييز عنصري .
ضرورة أن تكون الحقوق المقررة نابعة من حاجة المجتمع و الفرد , تحترم خصوصياته و عاداته و تقاليده و لا تتعارض مع الشرائع السماوية  و بحيث تراعي خصوصية كل مذهب و أقلية دينية أو عرقية .
ليس كل ما يصنف حق يعتبر حقا ً: فالبيئة الاجتماعية و الثقافية و اختلاف الجنس احيانا يفرض قيودا طبيعية قد لا تمكن الشخص من استغلال حقه او من غير الممكن ان يطبق هذا الحق في بيئة معينة أو لتعارض هذا الحق مع الانظمة و القوانيين . ومن ذلك استباحة او تخصيص او حرية تعاطي المخدرات كما في هولندا - حقوق الشاذين جنسيا و المثليين - حق الاجهاض - حق الارتداد عن الدين لجميع الشرائع - حقوق طبيعة العمل بين المراة و الرجل و الطفل لا تتساوى نوعا و قانونا و كما .
ان العمل الحقوقي اشبه ما يكون بزرع بذرة لا نعلم متى تؤتي أكلها و لكنها ستنمو بالتاكيد لامحالة . خدمة المجتمع تتطلب معرفة بخصوصياته و احتراما لعاداته و تقاليده و مراعاة ديانته و هذا لا يتعارض مع خصوصيات الاقليات المتواجدة فيه و لكل منها حقوقها الكاملة و من هذا المنطلق فان اساس العمل الحقوقي يقوم على انتاج برامج حقوقية تتناسب و طبيعة ه هذا المجتمع و التي تحاول المحافظة على عاداته و تقاليده و خصوصياته
لن احلم لمجتمعي و لمنطقتي العربية بسقف لا حدود له من الحريات و الحقوق اذا لم تكن القيم الانسانية حية و قوية بين افراد المجتمع لان الشاهد اثبت لنا ان استعمال الحقوق بدون وجود حد ادنى من القيم ينقلب الى انتهاك لحقوق الاخرين .
و لا تكون القيم الانسانية حية الا من خلال العودة الى المغذي الرئيسي لها و هي الشرائع السماوية الى جانب ضرورة ايلائنا بمنظومة تعليم تهتم بابجد هوز حقوق الانسان منذ المراحل الاولى من الدراسة .و من الفداحة ان نركن الى دور الاسرة في زرع القيم الانسانية داخل النفس لان الجذر قد يكون احيانا غير صالح .

و من هذا المنطلق فان رعرعة و تنمية بذرة الحس الانساني هي افضل ما يمكن العمل من اجله لخدمة المجتمع ... فهو الخيط الرفيع الذي يفصل ما بين احترام حقوق الاخرين او انتهاكها فالجندي الاسرائيلي الذي يقتل المواطن الفلسطيني الاعزل من السلاح ليس لديه حس انساني و الانسان الذي يترك عائلته و اصدقائه ليسافر الى جهات بعيدة لمجرد المساهمة في عمل تطوعي يملك حسا انسانيا ... متى وصلنا الى مرحلة النماء لهذا الحس الانساني ... نكون قد وصلنا الى ذروة العمل و حققنا النجاح ...

حملات حقوقية

تم تنفيذ العديد من الحملات التضامنية في المنطقة العربية و المشاركة في العديد منها ايضا مع المنظمات الحقوقية العربية و الاقليمية و الدولية و من ذلك :

حملة العدالة المفقودة لضحايا الغام المنطقة الوسطى في اليمن

اطلق بتاريخ 12/6/2012  حملة اقليمية بالتعاون مع ائتلاف مؤسسات المجتمع المدني اليميني-شركاء تحت عنوان حملة العدالة المفقودة لضحايا الغام المنطقة الوسطى و انتهت الحملة بتاريخ 01/01/2012 للتضامن مع اهالي ضحايا الغام المناطق الوسطى من اليمن و للمطالبة بمقاضاة الرئيس الليبي معمر القذافي لدوره في تمويل و دعم زرعة الالغام في تلك المنطقة خلال ثمانيينات القرن الماضي , .نفذت الحملة عشرات الاعتصامات داخل اليمن و إجتمعت مع العديد من مسؤولي المنظمات الدولية المعنية و مع عدد من مسئولي الحكومة اليمنية و استطاعت تسليط الضوء على معاناة اكثر من ربع مليون مواطن يمني مقيم في تلك المنطقة .


حملة لمطالبة جامعة الدول العربية باعتماد يوم عربي لحقوق الانسان

تم خلال شهر 6 من العام  2010 تنفيذ حملة عربية الكترونية بالتعاون مع شبكة مساواة للتربية على حقوق الانسان و الثقافة المدنية و المركز العربي - الاوروبي لحقوق الانسان و القانون الدولي و شارك في الحملة اكثر من الف منظمة و مؤسسة مجتمع بالاضافة الى مئات النشطاء و المؤيدين للحملة .
الحملة نجحت في اقناع الامانة العامة لجامعة الدول العربية بتبني يوم عربي لحقوق الانسان حيث اقرت في اجتماعها الاخير بتاريخ 11/10/2010 بقبول توصية اللجنة العربية الدائمة لحقوق الانسان باعتماد يوم عربي لحقوق الانسان و اعتماد  تاريخ 16 اذار من كل عام كيوم عربي لحقوق الانسان .


من أنشطتنا و منشوراتنا الحقوقية :
  1. الدليل الميسّر للمنظمات غير الحكومية : دليل إداري للمنظمات غير الحكومية في التأسيس و التخطيط و العمل 
  2. مسلسل حقوق تائهة : حوارات حقوقية تسلط الضوء على بعض الحقوق و الانتهاكات 
  3. اندية حقوق الانسان الجامعية : برنامج تعزيز و ترسيخ قيم المجتمع و نبذ العنف 
  4. الخطة الوطنية لنشر ثقافة حقوق الانسان في الاردن : اجندة وطنية مقترحة لنشر ثقافة حقوق الانسان لطلبة المدارس و الجامعات 
  5. الميثاق العربي للحرية و العدالة الاجتماعية : رؤية عربية لمستقبل واعد يحفظ حقوق الانسان في مجتمع تسوده مبادى العدالة و الديمقراطية 

No comments:

More Labels

2012 مقالات حقوق الانسان العدالة الإجتماعية 2011 احزاب ثورات الغضب الشعبية حملات تضامنية 2014 فساد صور 2015 إعلام الانسان العربي courses certificates online دورات سياسة 2013 أفلام 2008 جرائم ضد الانسانية اديان 2010 حزب الخضر الأردني فلسطين الشرق الاوسط منقول تعليم التمييز العنصري الشباب العربي برامــج سلسلة قانون تراجيديا 2016 ديمقراطية press 2007 ENGLISH media اطفال مصطلحات حقوقية وثائق 2006 تنمية كتب مذاهب سياسية اعلان حريات حقوق تائهة تدوين حرية تعبير 2005 الانتخابات العنف تعذيب دليل دراسي ورش عمل 2009 الإنترنت حقوق المواطنة فكر الإخوان المسلمين البيئة المرأة جوائز حقوق الانسان رسائل شعر و أدب إنساني مظاهرات نشطاء حقوق اللاجئين green policy ارهاب اعلام الحروب الحرية الشفافية العراق المقاومة تقارير جامعات حماس اغاثة العدالة العنف الجامعي اليوم العالمي ايران تنمية سياسية عنف اعتقالات الجزيرة العشائرية ثورة العبيد سلام ويكيليكس Ecology اجندة حقوق الانسان اكراد الإمبريالية الامم المتحدة اليوم العربي انتخابات بروشورات حقوق الاقليات حقوق المعاقيين صحافة مبادرات معاهدات و اتفاقيات 2016 certificates ISIS interview إضراب الاستبداد البرنامج النووي البطالة السلطة الرابعة الغام الملكية الفكرية جامعة الدول العربية حقوق سياسية دراسات سياحة عقوبة الإعدام قافلة شريان الحياة مجلس النواب مدونة سلوك مقابلات منح