" تردت كثيرا و طال الانتظار للكتابة حول ما يجري داخل فلسطين فما يحدث هناك مخزي و معيب و يشكل وصمة عار على جبين الإنسانية فالإخوة يصرعون بعضهم بعضا و لم يصدر مفتي القدس أي فتوى تحرم ذلك و في المقابل تخرج دعوة غبطة بطريرك الروم الكاثوليك البطريرك ميشيل الصباح بتاريخ 26/12/2007 إلى وقف الاقتتال و حرمة ذلك على الإنسان الفلسطيني . و لكني اخرج عن صمتي احتراما و انحناء أمام شعب الله الجبار "
لا يختلف اثنان على مدى معاناة سكان قطاع غزة و التي لم يسلم منها حتى الشجر و الحجر و أصبحت روتينا يوميا يصبح مع كل إشراقه للشمس و يمسي مع غروبها فمن بطالة مدقعة و فقر متنامي و مياه بحر مالحة تستعمل للشرب مع حصار إسرائيلي – عربي خانق داخل اكبر سجن طبيعي في العالم فان ذلك أشبه بالجحيم نفسه إن لم يكن هو ذاته فالوضع يفرض صورة نمطية استثنائية على حال القطاع و سكانه .
فإنسان القطاع إنسان غير عادي و إن تشابه و إيانا بالشكل و اللغة فهو يختلف كثيرا عمن سواه إذا ما أردنا أن نقارن شخصيته بأقرانه العرب فهو أكثر جلدا و تحملا و صبرا و هو متأقلم للحياة في أصعب الظروف الطبيعية و غير الطبيعية و هذا سر بقاء و ديمومة و صمود آهل القطاع عبر التاريخ .
و لن أدعو أحدا إلى تخيل واقع الحياة داخل القطاع لأنه لن يكون قادرا على تخيل تلك الحياة أو العيش فيها بأي حال من الأحوال .
شاهدنا كيف صب الإسرائيليين جام غضبهم على أهل القطاع خلال الحرب الأخيرة مستعملين اشد أنواع الأسلحة الحارقة و البيولوجية المحرمة دوليا و شاهدنا كيف يسقط الأطفال و النساء ببراءة و نحن نهتف في دولنا العربية عاشت غزة .
رأينا كيف فرض العرب حصارا نفسيا على إنسان القطاع منذ عشرات السنين بان تم تصنيفه تصنيفا عنصريا و نعته بالغزاوي حتى انه لم يسلم من نعت ابن جلدته و قضيته له بالغزاوي و نشاهد كيف يعاني اللاجئين الغزاويين من انتقاص صارخ لحقوقهم في الدول العربية. و رأينا كيف ازداد الحصار النفسي و تعداه إلى حصار مالي على سكان القطاع بعد تولي حركة حماس إدارة شئون القطاع بسبب ميولها الإسلامية و رفضها للتسويات الاستسلامية مع إسرائيل.
و مع كل ذلك , صمد سكان القطاع كشوكة جارحة في حلق إسرائيل و سيبقوا إلى ما شاء الله و لولا جبروته لما شاءت مشيئة الخالق عز و جل أن يدفن جد الرسول الأكرم في عمق القطاع حتى يكون موردا لا ينضب لرسوله و أمته من العزيمة و القوة.
لقد بات إنسان القطاع يوصف بالجبروت لصلابة موقفه و شدة تحمله و صبره و هذا ليس بغريب على قوم وصفهم الله في القرآن الكريم بالجبابرة و هم أول من كسر شوكة بني إسرائيل ومرغوا أنوفهم في صحراء سيناء قبل آلاف السنين .
قدر لي أن اجتمع مع العديد من مواطني قطاع غزة و من لاجئيه في الأردن , فلم أجدهم إلا أشداء, أقوياء الإرادة و العزم ,غير مبالين بضنك العيش و قسوة الحياة , تتملكهم نزعة دينية جارفة و يعانون تهميشا و تمييزا عنصريا فاضحا في كل الدول العربية لا اعرف أسبابه و لا دوافعه و لا نتائجه .
و حين ارقب حياتهم و سلوكهم من خلال الانترنت أجد تحد واضح للواقع و هذا فرض نفسه على أهل القطاع بان تكون اعلي نسبة تعليم في العالم العربي موجودة هناك .
ألا ليت شارون يصحو من غيبوبته لدقائق معدودة فقط ليرى ذلك القطاع الصامد بصمود نسائه و إنجابهن وقود المقاومة و وهبهن فلذات أكبادهن مجانا فداء الأهل و القضية .
صمد القطاع لان مصطلح الموت لديهم يعني الشهادة و لسان حالهم يقول يا مرحبا بالشهادة في أي وقت .
صمد سكان القطاع بصمود أرضهم التي أمدتهم بالعطاء المجبول بحرارة الأرض.
أهل غزة لن يحتاجوا شيئا منا و لن ينتظروا منا إن نحرر لهم شبرا واحدا من أرضهم , لقد تعلموا منا درسا قاسيا بان خذلناهم عشرات السنين , أما الآن فلديهم من يكفي من سلاح الإيمان و الإرادة و لديهم ما يكفي من قوة التحمل و الصبر و لديهم ما يكفي من مال عزة النفس و لديهم ما يكفيهم من إرادة المولى بان يصنع منهم الجبابرة .
فإذا ما أردنا أن نحمي أنفسنا من إسرائيل فعلينا أن نصنع قطاع غزة أخر في الضفة الغربية و قطاع أخر في الجولان المحتل ... حينها نضع إسرائيل نفسها داخل اكبر سجن طبيعي في العالم .
نطلق شعارات فارغة تهتز لها جبال و وديان و لسنا بقادرين على هز رمش جفن إسرائيل بينما ينادينا القطاع هلموا لتغرفوا معاني الحياة و الإعجاز البشري ... فهل نحن غارفون .
فمن الخاسر في معركة صمود و استقرار الإرادة و العزيمة , أنحن أم القطاع ؟ و هذه دعوة مفتوحة لباقي المناطق الفلسطينية للاستفادة من تجربة القطاع فمن يعلم لعل بركة الجبروت شملت كافة المناطق الفلسطينية بعد أن دنستها رجالات السلطة و أزلام إسرائيل .
" تردت كثيرا و طال الانتظار للكتابة حول ما يجري داخل فلسطين فما يحدث هناك مخزي و معيب و يشكل وصمة عار على جبين الإنسانية فالإخوة يصرعون بعضهم بعضا و لم يصدر مفتي القدس أي فتوى تحرم ذلك و في المقابل تخرج دعوة غبطة بطريرك الروم الكاثوليك البطريرك ميشيل الصباح بتاريخ 26/12/2007 إلى وقف الاقتتال و حرمة ذلك على الإنسان الفلسطيني . و لكني اخرج عن صمتي احتراما و انحناء أمام شعب الله الجبار "
لا يختلف اثنان على مدى معاناة سكان قطاع غزة و التي لم يسلم منها حتى الشجر و الحجر و أصبحت روتينا يوميا يصبح مع كل إشراقه للشمس و يمسي مع غروبها فمن بطالة مدقعة و فقر متنامي و مياه بحر مالحة تستعمل للشرب مع حصار إسرائيلي – عربي خانق داخل اكبر سجن طبيعي في العالم فان ذلك أشبه بالجحيم نفسه إن لم يكن هو ذاته فالوضع يفرض صورة نمطية استثنائية على حال القطاع و سكانه .
فإنسان القطاع إنسان غير عادي و إن تشابه و إيانا بالشكل و اللغة فهو يختلف كثيرا عمن سواه إذا ما أردنا أن نقارن شخصيته بأقرانه العرب فهو أكثر جلدا و تحملا و صبرا و هو متأقلم للحياة في أصعب الظروف الطبيعية و غير الطبيعية و هذا سر بقاء و ديمومة و صمود آهل القطاع عبر التاريخ .
و لن أدعو أحدا إلى تخيل واقع الحياة داخل القطاع لأنه لن يكون قادرا على تخيل تلك الحياة أو العيش فيها بأي حال من الأحوال .
شاهدنا كيف صب الإسرائيليين جام غضبهم على أهل القطاع خلال الحرب الأخيرة مستعملين اشد أنواع الأسلحة الحارقة و البيولوجية المحرمة دوليا و شاهدنا كيف يسقط الأطفال و النساء ببراءة و نحن نهتف في دولنا العربية عاشت غزة .
رأينا كيف فرض العرب حصارا نفسيا على إنسان القطاع منذ عشرات السنين بان تم تصنيفه تصنيفا عنصريا و نعته بالغزاوي حتى انه لم يسلم من نعت ابن جلدته و قضيته له بالغزاوي و نشاهد كيف يعاني اللاجئين الغزاويين من انتقاص صارخ لحقوقهم في الدول العربية. و رأينا كيف ازداد الحصار النفسي و تعداه إلى حصار مالي على سكان القطاع بعد تولي حركة حماس إدارة شئون القطاع بسبب ميولها الإسلامية و رفضها للتسويات الاستسلامية مع إسرائيل.
و مع كل ذلك , صمد سكان القطاع كشوكة جارحة في حلق إسرائيل و سيبقوا إلى ما شاء الله و لولا جبروته لما شاءت مشيئة الخالق عز و جل أن يدفن جد الرسول الأكرم في عمق القطاع حتى يكون موردا لا ينضب لرسوله و أمته من العزيمة و القوة.
لقد بات إنسان القطاع يوصف بالجبروت لصلابة موقفه و شدة تحمله و صبره و هذا ليس بغريب على قوم وصفهم الله في القرآن الكريم بالجبابرة و هم أول من كسر شوكة بني إسرائيل ومرغوا أنوفهم في صحراء سيناء قبل آلاف السنين .
قدر لي أن اجتمع مع العديد من مواطني قطاع غزة و من لاجئيه في الأردن , فلم أجدهم إلا أشداء, أقوياء الإرادة و العزم ,غير مبالين بضنك العيش و قسوة الحياة , تتملكهم نزعة دينية جارفة و يعانون تهميشا و تمييزا عنصريا فاضحا في كل الدول العربية لا اعرف أسبابه و لا دوافعه و لا نتائجه .
و حين ارقب حياتهم و سلوكهم من خلال الانترنت أجد تحد واضح للواقع و هذا فرض نفسه على أهل القطاع بان تكون اعلي نسبة تعليم في العالم العربي موجودة هناك .
ألا ليت شارون يصحو من غيبوبته لدقائق معدودة فقط ليرى ذلك القطاع الصامد بصمود نسائه و إنجابهن وقود المقاومة و وهبهن فلذات أكبادهن مجانا فداء الأهل و القضية .
صمد القطاع لان مصطلح الموت لديهم يعني الشهادة و لسان حالهم يقول يا مرحبا بالشهادة في أي وقت .
صمد سكان القطاع بصمود أرضهم التي أمدتهم بالعطاء المجبول بحرارة الأرض.
أهل غزة لن يحتاجوا شيئا منا و لن ينتظروا منا إن نحرر لهم شبرا واحدا من أرضهم , لقد تعلموا منا درسا قاسيا بان خذلناهم عشرات السنين , أما الآن فلديهم من يكفي من سلاح الإيمان و الإرادة و لديهم ما يكفي من قوة التحمل و الصبر و لديهم ما يكفي من مال عزة النفس و لديهم ما يكفيهم من إرادة المولى بان يصنع منهم الجبابرة .
فإذا ما أردنا أن نحمي أنفسنا من إسرائيل فعلينا أن نصنع قطاع غزة أخر في الضفة الغربية و قطاع أخر في الجولان المحتل ... حينها نضع إسرائيل نفسها داخل اكبر سجن طبيعي في العالم .
نطلق شعارات فارغة تهتز لها جبال و وديان و لسنا بقادرين على هز رمش جفن إسرائيل بينما ينادينا القطاع هلموا لتغرفوا معاني الحياة و الإعجاز البشري ... فهل نحن غارفون .
فمن الخاسر في معركة صمود و استقرار الإرادة و العزيمة , أنحن أم القطاع ؟ و هذه دعوة مفتوحة لباقي المناطق الفلسطينية للاستفادة من تجربة القطاع فمن يعلم لعل بركة الجبروت شملت كافة المناطق الفلسطينية بعد أن دنستها رجالات السلطة و أزلام إسرائيل .