24/08/2010
بعيد صدور توصية اللجنة العربية الدائمة لحقوق الانسان الى الامانة العامة لجامعة الدول العربية باعتماد يوم عربي خاص يحتفل به كيوم عربي لحقوق الانسان يضاف الى اجندة الايام الوطنية لدول و مجتمعات المنطقة فإننا نقف امام تساؤلات عدة تدور حول واقع الانسان العربي و مستقبله .
كمنظمات و نشطاء محليين و عرب و كمجتمعات عربية و دول ... الى اين وصلنا في مسيرة الالف ميل التي نذرنا انفسنا من خلالها لخدمة الانسان العربي و ماذا قدمنا له و ما هي رؤيتنا في المجمل لمستقبله...
فمع تنوع و تعدد المذاهب و التيارات الدينية و العرقية و السياسية في مجتمعاتنا ... هل وجد انساننا العربي موطأ قدم وسط هذا الزحام الطبيعي الذي تحول بفعل ارادتنا الى تنوع سلبي .
و كدول عربية و انظمة سياسية ,, اين وصلت قيمة الانسان العربي لديها و ما هي اولوياته في اجندتها الطويلة خصوصا ان جل ما احتوته الدساتير العربية يدعو الى تأصيل و حماية و تنمية حقوقه .
و للوقوف على قيمة الانسان العربي كان لا بد لنا من النظر الى واقعه الحالي , من باب فتح صفحة جديدة امام ذاتنا اولا و امام انظمتنا السياسية العربية ثانيا , لا بالرجوع الى ماضيه و الوقوف على شواهده التي لا يختلف اثنان حول ماساة الانسان العربي و مدى تعرضه للظلم و الحرمان و الاضطهاد .
فمما يحسب ايجابا لدولنا العربية انها ايقنت اخيرا قيمة الانسان لديها على اختلاف اصله و ديانته و مذهبه السياسي في بناء المجتمع و الدولة من خلال ولائه و انتماءه للمجتمع و للنظام السياسي و ذلك من خلال منحه الحقوق المطبعة " و الحقوق المطبعة بفتح و تشديد الباء تعني منح المواطن حقوقا مقابل اشتراط ولاءه و انتماءه . و هذا حاصل اصلا في اغلب الدول العربية منذ امد بعيد , حيث كانت تقوم الدولة باستمالة طائفة معينة او اقلية معينة على حساب باقي الشرائح الاجتماعية و الدينية و لكن الملفت للنظر حديثا قيام الدول العربية بتبني سياسة استيعاب الجميع و من ذلك قيام الاردن على سبيل المثال و لبنان باستيعاب جميع المواطنين على اختلاف اصولهم و مذاهبهم و تياراتهم الفكرية و السياسية تحت مظلة العدالة المساواة و تكافؤ الفرص .
فقيمة الانسان العربي ليست مصطلحا اصم يتداول بين النصوص القانونية و الدستورية و في البيانات و الخطابات فقط و انما هي سلوك و أداء يقترن وجودها بما تقدمه مؤسسات الدولة من خدمات و مساواة و عدالة بل يتعدى ذلك الى تبني و تطبيق قوانين مكافحة التمييز العنصري بكل اشكاله .
يحدونا امل كبير بان يقطع الانسان العربي اشواطا كبيرة و سريعة في طريق كسب حقوقه و تمكينه من استعمالها ليقف مع نظرائه من العرق البشري على مسافة واحدة من احترام الذات و المكانة مع تحفظنا على مصطلح الاشواط السريعة كون ذلك يعني استعمال الحقوق بدون بذر ثقافة الوعي و المسئولية بماهية الحقوق , الا ان ذلك لا يشكل عائقا كبيرا مع الدور الكبير الذي تقوم به مؤسسات الدولة و المجتمع المحلي و نشطاء حقوق الانسان في نشر ثقافة الوعي حول حقوق الانسان .
نستطيع الجزم الان بان مجرد اعتماد الجامعة العربية لليوم العربي لحقوق الانسان يعتبر خطوة هامة و ان كان سيتخذ لا محالة شكلا معنويا للاحتفال به كسائر الايام التي تحتفل بها مجتمعاتنا و دولنا ,, الا ان ذلك المظهر المعنوي يعترف بقيمة الانسان العربي من حيث المبدآ و سيتحول تدريجيا و مع جهود المجتمع العربي بافراده و مؤسساته الى نشاط ثقافي و حراك حقوقي يؤرخ ماضي الانسان العربي و يسطر انجازاته و يحاول ان يرسم ملامح مستقبله .
كل الشكر التقدير لدور جامعتنا العربية و لامانتها العامة و للجنتها الدائمة لحقوق الانسان على تبني اليوم العربي لحقوق الانسان و اختيار السادس عشر من مارس من كل عام كيوم عربي كما اتوجه بالشكر التقدير لكل من ساهم في انجاح هذه الحملة من مؤسسات حقوقية عربية و نشطاء الذين ساهموا في تحقيق هذا الانجاز العظيم و الذي مكننا من تجاز الخطوة الاولى في مسيرة الالف ميل .
No comments:
Post a Comment