حزب الاردن الجديد او هكذا يطلق عليه ... ايا كان فكره و القائمين عليه الا انه على ما يبدو اختار طريق المعارضة الفجة و الشرسة لمعارضة الاردن و التي لا اتفق مع فكرها مطلقا ... لا يهمني هنا الاهداف او الغايات التي يقوم عليها الحزب او تلك الوسائل و الاليات التي يروج لها بقدر ما يهمني هنا سياسة الدولة الاردنية الخاطئة التي تدفع البعض منا للتعبير عن رايهم بمثل هذه الطريقة ... عبر تأزيم الثقة بين المواطن و مؤسسات الدولة و من خلال ما يراه المواطن العادي من إدارة غير عملية و كفؤة لازمات المجتمع الاردني .
و هنا لا بد من الاشارة الى ان البحث في حلول عملية جادة لتلك الازمة يتطلب منا معرفة الاسباب التي قادت الى تلك الازمة لا بالبحث عن عن النتائج و واطلاق التهم لهؤلاء المعارضين بانهم خونه او غير وطنيين او غير موالين او ايا من التهم المعلبة و الجاهزة لدى الدولة لكل من يخالفها الراي و البصيرة و القرار .
فان كان القائمون على مثل هذا الحزب يتصفون بالعنصرية مثلا كما نرى في بعض بوستراتهم و منشوراتهم او بالتطرف السياسي في جانب اخر فان دولتنا للاسف تتحمل مسئولية اخلاقية و سياسية و قانونية لا تقل اهمية عما ينشر من قدح و ذم بحق الدولة و تمييز عنصري بحق بعض طوائفها .
"ماذا لو انها اطلقت حرية الراي و التعبير و منحت الحقوق السياسية حقيقة و ليس تحايلا ؟ ".
هل كنا بعد ذلك سنسمع او نقرا او نشاهد ما يطلقه حزب الاردن الجديد او غيره من الاحزاب او التجمعات التي من الممكن ان تنشا في ظل السياسة الحالية التي تقوم عليها الدولة و التي بتزمتها و تشددها تتيح المجال للاخرين و تشجعهم على انشاء المجموعات المعارضة بهذا الشكل .
بالنسبة لي كمواطن اردني عادي لا يهمني ما يطلق حزب الاردن الجديد او القديم بقدر ما يهمني وجود معارضة نموذجية علمية و عملية تعمل داخل الاردن لا من خارجه تعمل على حماية حقوقي و تطالب بالاصلاح و مكافحة الفساد لضمان ديمومة حقوقي و تسعى لبناء مستقبل افضل لي و لابنائي .
هذا ما اريده كمواطن ... و لكن للاسف فان دولتنا ببصيرتها القوية و الحادة التي قل نظيرها من حول العالم تعتقد انها هي الاكثر فهما و دراية بما هو الواجب فعله تجاه رعاياها و مواطنيها و تعلم جيدا مقدار جرعة الديمقراطية و نوعها التي ستحقن بها المواطنين و من هذا المنطلق فانها لا تريد معارضة نموذجية او فجة لا داخل الاردن و لا خارجه .
حاولنا ان نستغل ما تدعو اليه الدولة من ممارسة حقنا في التعبير و استخدمنا طرق قانونية لذلك و اخترنا افضل المسميات الحزبية و ارقى وسائل التعبير السلمية و لكن دون جدوى ... مما يشير الى انها هي سبب ازمة التعبير و هي سبب اختلاق الفتن و هي سبب افتعال الازمات لا نحن .
فالواجب على العاقل ان يبحث في الاسباب التي قادت السارق لسرقة رغيف الخبز و الاسباب التي قادت المعارض هذا او ذاك للتعبير عن رايه .
و الخطر القادم على دولتنا و هو مما لا نحبذه ان تبقى متزمته برايها و متشدده بنظرتها و رايها و تسوق بروازها الديمقراطي التي تنفق لاجله ملايين الدولارات , غير مدركة انها تسير بعكس التيار ,,, غير مدركة انها تواجه نموا فكريا يتزاديد يوما بعد يوم ,,, غير مدركة انها تناقض ناموس الطبيعة و حركة الوعي الاجتماعي ... غير مدركة بابسط ابجديات الحياة و التعامل مع ابنائها بوجوب مخاواة الابن اذا كبر .
اتمنى على دولتنا الموقرة ان تعي جيدا ان مواطن واحد جائع و معارض لاقدر على فهم اوضاع البلد من الدولة نفسها ... فلتتقرب منه و لتسمع منه ...
فوالله ما تقدمت و ما تطورت اوروبا المنكهة اقتصاديا و اجتماعيا بعيد الحرب العالمية الثانية الا عندما احترمت حقوق مواطنيها و استمعت لهم ...
No comments:
Post a Comment