4/26/2013

نعم لتواجد القوات الامريكية في الاردن

أكتب هذه الخاطرة و كلي أمل ان ينعم المجتمع الاردني بالاستقرار و بأن لا يٌقحم جبراَ في الانزلاق في رهانات حاكم مغامر و مقامر كبشار الاسد يبحث عن اي قشة يتعلق بها لينجو من غرقه المحتوم .. بعدما وصلت المعارضة المسلحة على ابواب دمشق و باتت قاب قوسين او ادنى باذن الله من اطباق السيطرة على كامل الاراضي السورية .و لعلمي المسبق بان السواد الاعظم سيفسر هذه الخاطرة بتفسيرات سلبية  سواء من قبل مؤيدي النظام السوري او ممن يرفضون التدخل الاجنبي و تواجده من الاساس على الاراضي الاردنية . و من هنا لا يسعني القول الا ان ما اجتهدت به من راي فانما هو يعبر عن راي خاص ينطلق من حرصي على مصلحة المجتمع الاردني و استقراره طالما ان التواجد الامريكي التاريخي في الاردن واضح للعيان , فلا اعتقد ان الفرق كبير بين وجود دبلوماسيين امريكيين يتحكمون في مستقبل الاردن ( و هذه وجهة نظر خاصة ) و بين تواجدهم بالزي العسكري ... مع ان الواقع يفرض علينا فيما لو كان لصوتنا و راينا كمواطنين القيمة و القوة الحقيقين ان نرفضهيمنتهم الدبلوماسية علينا  و نرفض تواجدهم العسكري  من الاساس و لكن لكون الحكومة الاردنية اقدمت على هذه الخطوة الجرئية فاننا ننظر الى الجانب الايجابي من وجودها  و المتمثل بحماية الاردن و لا اعلم سببا يجعل الاردن يستقدم القوات الامريكية بخلاف ذلك السبب فيما لو كان قادرا على حماية حدوده ."
و التحدث هنا  بمشاعر العروبة و الكرامة و الاخوة بعد كل الذي شاهدناه و عايشناه من ازهاق لعشرات الالاف البرئية من البشر في سوريا و انه ما زال هناك من يبرر لهذا النظام السوري المجرم فعلته , و من اتفاقية وادي عربة التي وقعها الاردن و رفرفة العلم الاسرائيلي في سماء عمان و اسر كرامة المواطنين باسر الجندي احمد الدقامسة و وطن يعيش على المساعدات الامريكية من قمحها و دولارها و اسلحتها .... يعتبر ضرب من عدم فهم الواقع و تغليب للاهواء على المنطق .
فلا اعتقد ان لاحد الحق في الاعتراض على وجود القوات الامريكية بعد ذلك .... لان بيانات العروبة المنافقة و الادعاء بالكرامة الكاذبة لم  تعد قادرة على حماية هذا البلد و اهله باي حال من الاحوال فيما لو تعرضنا لهجمة سورية - ايرانية محتملة .

" فليس غريبا على الاردن ان يطلب تواجد القوات الامريكية على ارضه تحسبا لاي قرار خاطىء قد يقدم عليه الرئيس السوري الذي بات يتعلق باي قشة يجدها في طريقة سعيا منه لتفادي الغرق المحتوم بعدما حققت المعارضة السورية الانتصار تلو الانتصار حتى باتت تخوض المعارك داخل احياء مدينة دمشق .
و اذا لم يغرق الرئيس السوري فان الاردن هو الذي سيغرق فيما لو اقدم الرئيس السوري على ضرب الاردن - و لو كنت مكان هذا المغامر - المقامر -  لا قدر الله و في سبيل الخروج من مستنقع الوحل الذي يغرق فيه ساعة بعد ساعة  لفكرت بضرب الاردن لتشتيت اوراق المنطقة و العالم - سعيا و اقتراضا منه بصرف النظر عما يجري داخل سوريا و على امل استعال الحرب في دول المنطقة كاملة .
فمن راهن و غامر بمستقبل وطن و ارواح مئات الالوف سيهون عليه زج المزيد من الاوطان و المزيد من الأرواح البرئية لاشباغ رغبته في البقاء على راس السلطة .
و حتى نكون واقعيين و منطقيين اكثر فبرأي ان الاردن احسن صنعا باستقدام القوات الامريكية لحماية امنه و اراضيه من مغامرة مقامر خاسر كالاسد .
و السؤال الذي يطرح نفسه لمعارضي وجود القوات الامريكية في الاردن ؟ لما هذا القلق اذا كانت النتيجة تصب في مصلحة عدم اقحام الاردن في اتون الحرب الاهلية الدائرة في سوريا ؟
و ما الضير فيما لو استعملت القوات الامريكية الاراضي الاردنية لإسقاط الاسد بدل ان ان نتذوق الامرين من تجربة مغامرة ضرب الاردن بما يملكه النظام السوري من ترسانه صواريخ و اسلحة كيماوية ؟
يجب ان لا ننسى كاردنيين ان صاروخين اثنين فقط ( واحد على مصفاة البترول الاردنية و الثاني على شركة الكهرباء ) كفيلين بشل حياتنا و ارجاعنا الى القرن الشابع عشر .
فلنتجنب هذه الحرب قدر استطاعتنا ... لنحمي استقرارنا و نلتفت الى قضايا الفساد و الاصلاح خاصتنا .
ان تسيس الحراك الاردني لجعله يرفض تواجد القوات الامريكية انما هو خدمة للنظام السوري اكثر مما هو رفضا لاستعمار جديد .
فالامريكان يسرحون في وطننا منذ عشرات السنين و يقرروا لنا ما يشاؤن دون ان يكلفوا خاطرهم باقامة قواعد عسكرية . و ليسوا بحاجة اصلا لاحتلالنا ما داموا قد احتلونا جبرا برغيف الخبز و الدولار الامريكي .
ما يهمنا هنا هو عدم اقحام الاردن في حرب الاسد القذرة و عدم اعطاءه فرصة لذلك . فانا لا اهتم لابناء الاسد و مستقبل نظامه على حساب حياة ابنائي و عائلتي .

ندعو الله ان لا يمتد حمام الدم السوري الى الاردن و ان يتوقف في اسرع وقت كما و ندعو المولى ان ينعم على معارضي الوجود اللعسكري الامريكي في الاردن بمزيد من الحكمة و المنطقية و ان لا يقفوا عند سطحية الامور ...  و يكونوا عاطفييون بقراراتهم و استنتاجاتهم و ليضعوا انفسهم مكان النظام السوري في مثل هذا الظرف السيء الذي يواجهه فما هي خياراته . فهل نسمح له بالنجاه على حساب ارواح ابنائنا و عائلاتنا - لا قدر الله 

No comments:

More Labels

2012 مقالات حقوق الانسان العدالة الإجتماعية 2011 احزاب ثورات الغضب الشعبية حملات تضامنية 2014 فساد صور 2015 إعلام الانسان العربي courses certificates online دورات سياسة 2013 أفلام 2008 جرائم ضد الانسانية اديان 2010 حزب الخضر الأردني فلسطين الشرق الاوسط منقول تعليم التمييز العنصري الشباب العربي برامــج سلسلة قانون تراجيديا 2016 ديمقراطية press 2007 ENGLISH media اطفال مصطلحات حقوقية وثائق 2006 تنمية كتب مذاهب سياسية اعلان حريات حقوق تائهة تدوين حرية تعبير 2005 الانتخابات العنف تعذيب دليل دراسي ورش عمل 2009 الإنترنت حقوق المواطنة فكر الإخوان المسلمين البيئة المرأة جوائز حقوق الانسان رسائل شعر و أدب إنساني مظاهرات نشطاء حقوق اللاجئين green policy ارهاب اعلام الحروب الحرية الشفافية العراق المقاومة تقارير جامعات حماس اغاثة العدالة العنف الجامعي اليوم العالمي ايران تنمية سياسية عنف اعتقالات الجزيرة العشائرية ثورة العبيد سلام ويكيليكس Ecology اجندة حقوق الانسان اكراد الإمبريالية الامم المتحدة اليوم العربي انتخابات بروشورات حقوق الاقليات حقوق المعاقيين صحافة مبادرات معاهدات و اتفاقيات 2016 certificates ISIS interview إضراب الاستبداد البرنامج النووي البطالة السلطة الرابعة الغام الملكية الفكرية جامعة الدول العربية حقوق سياسية دراسات سياحة عقوبة الإعدام قافلة شريان الحياة مجلس النواب مدونة سلوك مقابلات منح