9/26/2008


لنكون موضوعيين اكثر و نتحدث بصراحة
26/09/08
لا اختلف مع شخص عاقل بالراي عندما يتعلق الامر بوصف حاكم عربي او نظام سياسي عربي ... بانه رئيس فاشل او نظام ديكتاتوري ؟؟؟ هذا راي و حق اساسي من الحريات الانسانية الفردية .
و لكن هل حقنا يكمن فقط في ابداء الراي او ممارسة هذا الحق ؟؟ هل يعني اذا قلت مثلا و على الملا بان فلانا فاشل او ان نظاما سياسيا معينا ديكتاتوريا اكون قد مارست حقي بالشكل الصحيح ... من الناحية النظرية اكون بالفعل قد مارست حقي بشكل عظيم و لكن اذا نظرنا الى هذا الحق من ناحية موضوعية هل نجده قد اصاب الهدف او الغاية من ابداء الراي ؟؟؟ بمعنى هل احدث تغييرا او لاقى استجابة؟؟ او تاييدا؟؟؟
دعونا ننظر الى الامور من الناحية الموضوعية لانها الافضل في طرح الراي و تحليله و هي الطريقة التي تؤدي في الاغلب الى اتفاق في وجهات النظر بشرط ان يكون الطرف الاخر ... المخاطب يعي ما المقصود بالناحية الموضوعية للراي ....
مثلا لو قلنا بان حسني مبارك رجل ديكتاتوري... او لنقل مثلا بان معمر القذافي رجلا ديكتاتوريا ؟؟؟ فان راينا من الناحية الشكلية مصيب لاننا استشهدنا بممارسات لا انسانية و شواهد تدعم ديكتاتورية هذان الرجلان؟؟ مثل فضائح حالات التعذيب الممنهج في السجون المعتقلات؟؟؟؟ يا الهي .... مجرد ذكر تلك الممارسات تجعل جسم الانسان يقشعر.... و حالات الاعتقال المتكررة للمعارضين الاصلاحيين و و الكثير من الشواهد و الدلائل المتفقين عليها .
و لكن اذا اردنا ان ننظر الى الامور من ناحية موضوعية ؟؟؟ هل هذان الرجلان دكتاتوريان بالفعل .. هذا ما اقصده من ممارسة حقو التعبير و ابداء الراي بطريقة موضوعية سليمة ؟؟
ماذا لوكنت انا مكان احد هؤلاء ..؟ ماذا لو كنت انت او اي احد منا؟؟؟ هل سنكون مثلهم؟؟
مثل هذا السؤال يطرح كثيرا للتساؤل و لكنه لا يجد نقاشا موضوعيا له ؟؟ و بالتالي نتمسك براينا الشكلي فقط ؟؟ فنقول ان هذا الرجل ديكتاتوريا او هذا النظام دكتاتوريا ؟؟؟ نردد هذه العبارات مرارا و تكرارا منذ عقود و سنظل كذلك الى ما لانهاية ؟؟؟
اود اولا ان اشير الى نقطة مهمة و هي انني لا اقصد الدفاع عن رجل معين او نظام سياسي معين فانا و الحمد لله امقت كل الرموز السياسية العربية الصالح منها و الطالح بل و امقت كل ما يتعلق بهذه اللعبة و الممارسة القذرة ... ؟؟
ثم ان استشهادي بهذين الرجلين لا يعني بالضرورة ان باقي الزعماء العرب او الانظمة السياسية هم من الملائكة .
ماذا تتوقع من قائد عربي او نظام عربي سياسي..... محاط ب .... او يعيش ضمن... او يواجه.... مجموعة من الظروف مثل :
الضعف العسكري لجيشه
ارتباط اقتصاد بلده و مصالحه بالاقتصاد العالمي
استمرار بقاءه في السلطة مرهون بعدم ازعاج القوى الكبرى او تحديها
انحلال اجتماعي : اثني - عرقي - مذهبي
ماذا نتوقع من نظام سياسي عربي او قائد عربي يواجه مثل هذه الظروف ؟؟؟ كيف ستكون سياسته؟؟؟ ماذا لو كنت انا مكانه او انت... لنكن جريئيت و صريحين و لنناقش مثل هذا الامر بموضوعيه....؟؟؟
بالنسبة لي و بكل صراحة ... لن اقحم نفسي بهذه التجربة لاني امقتها من الالف الى الياء.... فهي اسرع طريق يؤدي الى جهنم .... ان قيادة مجتمع و امة و شعب باكمله اما ان يؤدي بك ذلك الى جهنم و هو المتوقع و اما الى الجنة ... مستبعد هذا الامر لان من يقود هنا اشخاصا و انظمة و ليس انبياء ... هل يمكن مثلا مقارنة قيادة النبي محمد او عيس عليهما السلام لامتيهما بمقارنة مبارك لشعب مصر ...؟؟
لا تستطيع ابتداءا عزيزي و في ظل هذه الظروف ان تتخذ القرار السليم لعدة اسباب منها:
انت عربي و مسلم فانت مستهدف من اسرائيل ... من امريكا ... من جيرانك العرب لانك قد تخالف سياستهم هنا يحصل التقارب مع الغرب على حساب راي المعارضين و هنا يحصل النفاق العربي - العربي و هنا يحصل صراع داخلي قد يكون مسلحا احيانا كثيرة ... العراق و لبنان و الصومال و و و الخ من الامثلة.
ثم انت مقيد لا تستطيع الاعتماد على اقتصادك المنهار اصلا و لا تملك اكتفاءا ذاتيا ... اقتصاديا او زراعيا يمكنك من مواجهة العقوبات الاقتصادية الامريكية او العقوبات الدولية....؟
اين تسليح جيشك العربي ؟؟؟ من تسليح القوى الكبرى؟؟؟ هل تعلم بان اسرائيل قادرة على مسح الوجود العربي من الخارطة الدولية؟؟ هل تعلم بان القوى الكبرى انتقلت الى مرحلة حروب غير تقليدية ... كيميائية و بيولوجية ... قادرة على ابادة العر العربي؟؟ هل ستفلح طائرات الميج او السوخوي مثلا لصد مثل هذه الاسلحة..؟؟ هذا سيجعلك تفكر مرة و مرتين و ثلاث اذا كنت زعيما عربيا او نظاما سياسيا
انظر الى مجتمعك الداخلي و الى تقسيماته العرقية و الاثنية و الفكرية ... عشرات المذاهب الدينية و مئات المذاهب السياسية و الفكرية و السياسية ... للعلم فان منطقة الشرق الاوسط و شمال افريقيا تعتبر متحفا للمذاهب السياسية و الفكرية.. فلقد جربت خلال القرن المنصرم كل المذاهب السياسية و الفكرية التي عرفتها البشرية... العلمانية الاشتراكية الاسلامية الليبرالية القومية الالحادية و و و و الخ لم يفلح ايا منها.
انظر الى مدى الاختلاف و التشاحن و التمزق الداخلي الذي يعشش في مجتمعاتنا العربية
صراع مسيحي - اسلامي... انظر الى مصر و لبنان و و الخ
صراع سني - شيعي . انظر الى العراق مثلا
صراع قومي - ليبرالي. انظر الى لبنان - سوريا - مصر و و و الخ
صراع اسلامي - علماني . انظر الى تونس و المغرب و الجزائر و و و و الخ
حتى تتمكن من فرض رايك و الذي غالبا ما تعتقد بانه الافضل و الاصلح و الانسب و و و لمثل هذه الاوضاع فانه يتحتم عليك قمع اي راي يعارضك ... تعذيب اي شخص يمانعك..... قتل اي شخص يهددك ..... سجن اي معارض ينتقدك .......... هذا هو الشرق الاوسط يا عزيزي... هنا تكمن خفايا السياسية و دهاليزها و قذارتها ؟؟؟؟ تفعل كل ذلك و اكثر اعتقادا منك بانك تفعل الصحيح و الافضل لمجتمعك؟؟ لن تغير رايك لانك و بكل بساطة عربي ... متشبث بمجموعة من المبادئ التي ستؤدي بك الى نهاية مؤلمة ... تخلص من الاعتقاد بانك الافضل و الانسب و الاصلح و الاقوى و الاذكى و و من عبارات المطلق التي اثبتت فقشلها .. حاول ان تشرح لغيرك حقيقة وضعك ليشاركوك التصور و الرؤيا و النصح ... لتكون مقبولا من الاغلبية داخل مجتمعك لا ينعتك الاخرون بالدكتاتورية ... ليقدم لك الاخرون العذر و الصفح عندما تخطى لا ليتكاتفوا على شنقك و اهانتك ؟؟؟
و اعود الى طرح التساؤل مرة اخرى ماذا يمكنك ان تفعل حينها و انت تقود امة و شعب و تجابه بمثل تلك الظروف ؟؟ فكر ثم قل ؟؟
لا بد من ان مبارك او القذافي رغم مقتنا الشديدين لسياستهما و لسياسة كل الزعماء العرب الا انهم مقيدوا الحركة ... هل تعلم بان اغلبيتهم لا يملكون قرارا اتخاذ حرب مثلا ... و هل تعلم بانهم يملكون سلطة اتخاذ قرار ارسال شرطة مكافحة الشغب فقط ..... من هنا فاننا نواجه مازقا كبيرا لا يتمثل في شخص الرئيس و انما في الظروف المحيطة بسياسة الزعماء و التي تجبرهم على ارتكاب اعمال لا انسانية ؟؟؟ لهم يد في ذلك و لكنهم ليسوا المسؤولين الوحيدين عن ذلك ؟؟؟ لا يمكن ان نحملهم تراكم التخلف الديني و الاخلاقي و الاقتصادي و العسكري .... ان سبب هذا التراكمات بدات منذ مئات السنين ... كما ان من يصنع انجازا لا يكون هو صانع الانجاز الوحيد لانه سبقه من هيا له الظروف ليصل الى ذلك الانجاز ... ؟
ان مازقنا اكبر مما نتخيله لا يمكن تضميده بعبارات او نصائح طبية او سياسية ؟؟؟ نحتاج الى اعادة تاهيل جذري من القاعدة ... تربية و تعليم دينية - ثقافية - ادبية شاملة لتغيير المفهوم العربي للحياة و السياسة ؟؟ لا مست ذلك عن قرب لدى العرب المغتربين عندما يعيشون في المجتمعات الاوروبية و الامريكية ... يجدون انفقسهم مجبرين على تصحيح الكثير الكثير من مبادئهم و نظرتهم للحياة و العيش حتى ينسجموا و يتأقلموا في هذا العالم ؟؟؟ يتعلمون الكثير من القيم الديمقراطية و الاخلاقية ... رغم ان العرب هم اول من نادى بالاخلاق السامية و لكنهم و للاسف اصبحوا بحاجة لاستيرادها .. رايتهم يكتسبون صفات التواضع و الاحترام للاخرين ..... الاستماع للراي الاخر و عدم التحقير والذم له مهما كان الراي الاخر مخالفا له ... الكثر من القيم المفقودة التي تحتاج الى سنين و سنين لاعادة تاهيلها لمجتمعاتنا .
لنكن واقعيين مع انفسنا اولا قبل ان نفرض واقعيتنا على الاخرين ؟؟؟
تصرف بانسانية و بفطرة سليمة فقط انظر الى الاخرين على انهم يملكون راي و من اللباقة عدم اهمالهم ( الاحزاب السياسية) ؟؟؟ اترك مصطلحات التفضيل المطلق ( لا تجعل القرارات السيادية بيد الجيش مثلا .. كما حصل في الجزائر ابان الحرب الاهلية التي افتعلها الجيش الجزائري و قتل اكثر من مائة الف مواطن ...... انزل عن درجتك الالهية .. تصرف كانسان ؟؟
اجعل الجميع يشاركك الراي ( شجع الاستفتاء المباشر على القرارات السيادية كالحرب و السلم

No comments:

More Labels

2012 مقالات حقوق الانسان العدالة الإجتماعية 2011 احزاب ثورات الغضب الشعبية حملات تضامنية 2014 فساد صور 2015 إعلام الانسان العربي courses certificates online دورات سياسة 2013 أفلام 2008 جرائم ضد الانسانية اديان 2010 حزب الخضر الأردني فلسطين الشرق الاوسط منقول تعليم التمييز العنصري الشباب العربي برامــج سلسلة قانون تراجيديا 2016 ديمقراطية press 2007 ENGLISH media اطفال مصطلحات حقوقية وثائق 2006 تنمية كتب مذاهب سياسية اعلان حريات حقوق تائهة تدوين حرية تعبير 2005 الانتخابات العنف تعذيب دليل دراسي ورش عمل 2009 الإنترنت حقوق المواطنة فكر الإخوان المسلمين البيئة المرأة جوائز حقوق الانسان رسائل شعر و أدب إنساني مظاهرات نشطاء حقوق اللاجئين green policy ارهاب اعلام الحروب الحرية الشفافية العراق المقاومة تقارير جامعات حماس اغاثة العدالة العنف الجامعي اليوم العالمي ايران تنمية سياسية عنف اعتقالات الجزيرة العشائرية ثورة العبيد سلام ويكيليكس Ecology اجندة حقوق الانسان اكراد الإمبريالية الامم المتحدة اليوم العربي انتخابات بروشورات حقوق الاقليات حقوق المعاقيين صحافة مبادرات معاهدات و اتفاقيات 2016 certificates ISIS interview إضراب الاستبداد البرنامج النووي البطالة السلطة الرابعة الغام الملكية الفكرية جامعة الدول العربية حقوق سياسية دراسات سياحة عقوبة الإعدام قافلة شريان الحياة مجلس النواب مدونة سلوك مقابلات منح