عندما تتحدث الولايات المتحدة الامريكية عن انتهاكات لحقوق الانسان في المنطقة العربية و شمال افريقا عموما فاعلم بان ذلك بداية لحرب مصالح خاصة و مدخلا لها للتدخل بشؤون تلك الدولة المعنية بالاشارة على كونها تنتهك حقوق الانسان ؟
ان المتابع لتقارير هذه المنظمات يذهل من فداحة الاخبار المتناقلة حول الانتهاكات الحاصلة ... فالقتلى تجاوزوا الربع مليون شخص ؟؟!! و اللاجئين تجاوز عددهم النصف مليون لاجى؟؟ و حالات الاغتصاب و السرقة على اشدها ؟ ؟!! و و غيرها الكثير من الانتهاكات التي تدعي تلك المنظمات و على راسها الولايات المتحدة بان الحكومة السودانية و ميليشيات الجنجويد تقف ورائها ؟؟!!و الحقيقة لمن يراها عن كثب بخلاف ذلك كاملا ؟؟؟؟فالقتلى لم يتجاوز عددهم الخمسة و عشرون الفا و هم من المتمردون و من القوات السودانية مجتمعين ؟؟ و ليس ربع مليون شخص.
و اعداد اللاجئين يقدر بمائة و خمسين الفا و الغريب بالامر انهم يختارون المناطق السودانية للفرار من الصراع الدائر ؟؟ فكيف يفرون الى من يغتصبهم و يسرقهم و اغرب ما في الامر ان الحكومة السودانية تؤسس مدارس لتعليم اللاجئين و يعمل اكثر من الف و مائتين من الشباب السوداني المتطوع على رعايتهم و خدمتهم ؟؟و كل هذا و ذلك لا يذكر بتقارير المنظمات الدولية و لا حتى بوسائل اعلامنا العربية سواء المستقلة ام الحكومية منها و هذا مما فاقم المشكلة و اعطاها بعدا دوليا كبيرا ..
اكبر من حجمها الطبيعي .ان الصراع القائم في دارفور هو في الاصل صراع اثني - عرقي قائم بين المسلمين انفسهم( مسلمين من اصول عربية و مسلمين من اصول افريقية ) لغايات الاستقلال عن الوطن الام بتحريض من الولايات المتحدة الامريكية و قدمت الحكومة السودانية العديد من التنازلات للاستقلاليين مثل الحكم الذاتي و الادارة اللامركزية و اعتراف بهوية و ثقافة سكان دارفور و ما الى ذلك من تنازلات عدا عن قبول الحكومة السودانية بمدا التفاوض مع متمردي دارفور , و الذين هم بالاصل لا يعبرون عن رغبة السكان كاملا ( اكثر من 70% من السكان الاصلين يفضلون عدم الاستقلال عن الوطن الام و الحكومة المركزية في الخرطوم ) و السودان بالنسبة للولايات المتحدة الامريكية يعتبر من اهم دول افريقيا قاطبة و يفوق دول الخليج العربي مجتمعة بالاهمية بالنسبة الى امريكا و حليفتها اسرائيل ؟
و ما قضية دارفور و المأساة الانسانية التي تتحدث عنها الولايات المتحدة الامريكية و اجبرت مجلس الامن على تبنيها تبنيا كاملا و حشدت لها اصوات و دعوات منظمات حقوقية كبيرة مثل منظمة مراقبة حقوق الانسان ( نيويورك ) و منظمة حقوق الانسان اولا ( فرنسا) و غيرها الكثير ليس الا مدخلا و تسيسا للقضية لايجاد موطا قدم تمهيدا لتقسيم السودان و استغلال امكانياته الغير المستغلة اصلا من احتياطيات بترول ( مخزون هائل يقدر باربعين مليار برميل يفوق ما تمتلكه الكويت و العراق مجتمعتين ) و من مناجم ذهب و بلاتين و يورانيوم و ما الى ذلك من ثروات و الاهم من ذلك ان وجود موطا قدم لامريكا في السودان سيضمن لها استمرارية في السيطرة الاقتصادية على العالم لفترة خمسين عاما اضافية فوق عمرها الافتراضي
.و لا يغفل احد اهمية السودان من الناحية الجغرافية كونه يحتضن 40% من مجرى نهل النيل و اي محاولة لتقسيم السودان لا قدر الله سيخلق دويلات و بالتالي اعادة تقسيم و حصحصة المياه بين هذه الدول مما سيخلق مشكلة كبيرة لدولة مصر و سيعمل على تهديد امنها القومي كون نهر النيل يحي بلدا كاملا و يعتبر شريان البلد كاملا و بعدمه تنعدم الحياة في مصر .و هذا التدخل و التقسيم لاقدر الله يخدم الولايات المتحدة الامريكية اقتصاديا من جهة و يخدم حليفتها اسرائيل من جهة ثانية كون اضعاف دولة مثل مصر يعني تحرك اسرائيل بسهولة و تمددها افقيا - جغرافيا , لما تمثله مصر من قوة اقليمية كبرى و كصاحبة اول و اهم قرار عربي
No comments:
Post a Comment