عندما نتحدث عن وجود أحزاب خضراء , فإننا لا نتحدث عن رقم
إضافي في خانة عدد الاحزاب العاملة ضمن المشهد السياسي في الأردن , و لا نتحدث هنا
لنؤكد على تمكين المواطن الاردني من
المشاركة السياسية و الإنتماء الحزبي , و لا نتحدث عن الموقف و الإتجاه الذي ستقفه
و تتبناه الاحزاب الخضراء , هل هي معارضة ام ماذا ؟
لعل الموضوع كبير و اكبر من ان يناط بالأحزاب الخضراء عموماُ
و الخضر الأردني خاصة مثل هذا الدور التقليدي
و الافتراضي كما نعتقد .
اننا نتحدث عن سياسية خضراء بمفاهيم تطبيقية و علمية في غاية
الضخامة تتطلب تأسيساً مضنياً لهذا الفكر و هذا المذهب السياسي الجديد في الاردن و
داخل أسرنا و مدارسنا و في حياتنا العامة .
نتحدث عن برامج و مناهج و دراسات و ابحاث و مشاريع خضراء ينبغي
لها ان تكون قابلة للتطبيق , نتحدث عن علاقة تعاون و عمل مشتركة ما بين الاسرة و المدرسة
و التشريعات و المؤسسات الحكومية , نتحدث عن سلوكيات اجتماعية و فردية بقدر ما نتحدث
عن مواقف و اراء سياسية , نتحدث عن قيادات حزبية خضراء فاعلة و ملمة بابجديات و مفاهيم
السياسة الخضراء .
الامر لا يقتصر على نشطاء حزبين او سياسيين او اجتماعيين كما
نعتقد و إلا فسيكون الحزب مجرد مسمى , و انما يعتمد على حركة نشطة تتضافر و تجتمع من
خلالها جهود النشطاء و الجميعات و المؤسسات البيئية و الاقتصادية معهم .
ان الامر في غاية الصعوبة , و لكنه ليس بالمستحيل , و نحن نتطلع
الى ترسيخ مفاهيم السياسة الخضراء في الاردن كمذهب سياسي مستقبل ... و ان كانت اتجاهاته
السياسية تميل الى اليسار الاجتماعي ... فننا سنجد انفسنا في نهاية المطاف ام تحدي
كبير يتمثل في تحديد القيمة المضافة للمجتمع الاردني من وجود حزب الخضر الاردني .
إن نشطاء البيئة و مناصري قضاياها مطالبون بالاندماج و العمل
و المشاركة في إستقبال هذا الضيف الجديد المكنى تسميةً بالحزب و البيئي الاخضر من حيث
النوع , و السياسي الاخضر من حيث التوجه , فهم من سيقودون هذا الحزب بفكرهم و دراساتهم
و اعمالهم ليترجموها الى فوائد ملموسة يتلمسها المجتمع الاردني .
و ينبغي لحزب الخضر الاردني و هو يتحدث عن مهمة كبيرة جدا يحملها
, سيكون عنوانها " أردن اخضر " , ان يعمل على بناء و تاهيل القيادات الحزبية
الخضراء المتخصصة لتكون فاعلة و ملمة بالسياسة الخضراء و ابجدياتها من خلال الابتعاث
لدورات متخصصة في بعض الدول الغربية مثل المانيا و النمسا و كندا , للإطلاع على تجارب
العمل المتخصصة لتلك الدول التي سبقتنا في التطبيق و المفهوم , و ايضا العمل المستمر
لاستضافة خبراء السياسة الخضراء الغربيين لديه في الاردن لتقديم الدورات و استعراض
التجارب الخاصة في بلدانهم .
لا يراودنا اي شك ان الاردن قد
يبدا بالتحول الى أخضر خلال العقد الاول او الثاني من زرع بذور السياسة
الخضراء , و لكن ذلك مناط بتذليل العقبات
الحكومية من جهة و بتعاون جميع الاطراف المعنية و المستهدفة من العمل , المؤسسات
الحكومية , المجتمع , الاسرة الاردنية , الفرد
No comments:
Post a Comment