دولة أقليات

في هذا الوطن الكبير بأهله و عطاءه , يكاد لا يرى المواطن العادي من  ذلك الكبر و ذلك العطاء إلا كما يرى ثقب الإبرة لا أكثر إن لم يكن أقل من ذلك  , بعدما ضاقت عليه الدنيا بما رحبت و قل عليه العطاء من خير هذا الوطن .
لقد سخر حجم هذا الوطن و عطاءه لخدمة صناع القرار فقط .
لقد سخر حجم هذا الوطن و عطاءه لبعض العائلات و المتنفذين فقط .
لقد سخر حجم هذا الوطن و عطاءه للراشي و المرتشي و لمن يتجاوز القانون



نعم لقد سخر حجم هذا الوطن و عطاءه لخدمة حملة شعارات الولاء الكاذبة .
كل ما يدور من حولنا يسير عكس عقارب الساعة و عكس المنطق و عكس التيار و لهذا السبب لا يرى المواطن العادي من حجم و عطاء الاردن أي شيء يذكر ؟!.
فرض المنطق الاعوج نفسه في هذا الوطن .... فالبعض بات يرى هذا الوطن جنّة و البعض بات يراه قطعة من جهنم .
الأردن بات دول أقليات تفرض سيطرتها على أكثرية المواطنين العاديين الذين باتوا يشكلون أقلية لا تذكر رغم أكثريتهم .
هنالك دولة رجال أعمال و هنالك دولة عائلات و متنفذين و هنالك دولة رجالات دولة و هنالك دولة اخرى منسية إسمها دولة المواطن .... كل ذلك داخل هذا الوطن الكبير ... المكنى بالأردن .