من قلم : هشام الصميعي
سنة أخرى تسكب من أعمارنا لتنتهي، وسنة جديدة نتطلع الى دخول أزمنتها في غيب الرحمان، آملين غير ملومين في دلك ،أن تكون أحسن من سابقتها ، و كل عام و أنتم بألف خير ، سنة مرت بأحداتها الكبرى و الصغيرة، تفاعل من خلالها المغاربة مع تقلبات الدهر،ومجريات العصرالسادسي المحروس بمغرب الشموس
وادا كانت لكل سنة ميزاتها الخاصة المحفوظة في داكرة الشعوب، ف 2007 المغربية تميزت بهضم عسير من الدولة للمطالب ، ولحقوق أضحت في بطنها ، سجلت هده السنة التي نودعها تراجعا خطيرا مس الحريات الفردية ، و الجماعية.. محاكمة صحفيين ، و الزج بآخرين في السجن ، توقيف جرائد .. وفاة ستة مواطنين في مخافر الشرطة بفعل التعديب ... و تميزت السنة في نفس السياق بالتدخلات القمعية العنيفة في مواجهة المخزن للاحتجاجات الشعبية المشروعة عمال ، معطلين ، طلبة ،معاقين.. وكلشي دا حقو هاد العام ، سنة سجلت هضما شاملا للحقوق ، وهدا ليس بجديد فالمخزن كائن شره عودنا أن يتغدى على أصناف من الحقوق المهضومة ، و معدته لا تشبع من كفتة الحرية المصادرة، ولا من التهام الأمخاخ بطريقة البلع التلفزي ، 2007 علقت فيها الحرية على حراب المقدس ، ودبح الرأي فيها باسمه المبجل ، فرجاءا لا تنسوا معتقلي فاتح ماي بالقصر الكبير ، بني ملال آكادير... آه يا وطني كم هي أرجائك ضيقة على رأي أبنائك و في فاتح ماي ، عليك مني السلام يا أرض أجدادي وفيك الدجيتسكس مقدسا 1
سنة سجين الملوك التلات التي نودعها كانت سنة لي دوا يمشي للحبس ، فرجاءا و أنتم تسعدون بعضكم بعضا بالسنة الجديدة، رجاءا لا تنسوا بوكرين الضمير المغربي المعتقل ، 2007 سنة تحول فيها الاحتجاج على الفقر الى معصية وكفر بالسلطات تستوجب الزج بالفقراء في غياهب الزنازن الباردة ، رجاءا و أنتم تقتنون الحلوى وبالمناسبة لا تنسوا أن 54 معتقلا لازالوا يقبعون بسجن عين قادوس مند أكتوبر على اتر الأحدات التي عرفتها مدينة صفرو ضد الغلاء .2007 توج فيها المخزن فوق عمارية بهية، رجلا للسنة ،و كانت الزرواطة سيدتها بدون منازع
على المستوى المعيشي ، و هدا هوالأهم للأغلبية الساحقة من المغاربة ومنهم العبد المطحون ، كانت 2007 السنة التي أنزلت فيها الحكومة الغلاء على العباد في رمضان لتهييئهم ، ربماعلى مواجهة الجوع الأبدي ، كانت سنة تقيلة بضرائبها على الفقراء لكنها على العكس كانت و الحق يقال سنة سعيدة ومباركة على كبارالشركات حملت لهم شبعة على شبعة بشرى اعفائهم من الضرائب سنة كان الغلاء رجلها و الحكرة عاهرتها
سنة 2007 كانت كئيبة على الديموقراطيين المغاربة ، وفال شؤم على الديموقراطية المفترى عليها بأجمل بلد في العالم ، سنة تحقق فيها المتل صام دهرا و أفطر على جرادة ، فبعد مسلسل ، و دوخة طويلتين على أراجيح الانتقال الديموقراطي طلع لنا مع آخرالحلقة وزير أول مورط في أكبر فضيحة ، بدون شرف ، يرتعد ، يقبل الأيادي من أجل الكراسي ولى زمن جطي جطك ، و الوزير المملوك دخلنا مع 2007 زمن العبابيس ، زمن يحلف فيه السياسيون بالوزارة ، و الدواوين بدل الله أو الشرف ، سنة وزع فيها حكم البلد على خريجي مدارس قناطر لا يفرقون بين السياسة، و الأسمنت، زمن تشكل فيه حكومة بلد بكامله بتعليمات عبر الهاتف، ويترنح فيها العبابيس على هواتفهم الجوالة تحت اقاع أغنية أموت أنا في الوزارة .. سنة صال فيها مستشاران فوق كل الرقاب ، صولة أوبيليكس و أستيريكس . وداعا سنة البطولات المخزنية المجيدة حتى عندما يتعلق الأمر بصناديق الاقتراع سنة 99 في المئة همة همة همة (تلات همات) . ... سنة الهجرة و الحريك للشباب المغربي أشهر أغنية فيها تقول يا البحري ديني معاك اديني لبلاد النور راني عنا غير ندور. وداعا سنة مهرجان تندوق الخمور بمدينة عمدتها اسلامي زار اسرائيل
وداعا سنة المسخ، و المتاجرة في الله و آياته
وداعا سنة السينيما في جميع الميادين ، على ايقاع أشهر أغنية من زماننا المغربي ..ها لكاس حلو ...هالكاس حلو . وداعا سنة لالة فؤادة، وكرنفال صحافة العهر وصناعة الضجر
وداعا سنة بركات المشعود المكي الدي يداوي الكزيما والباركسون ..و السرطان.. و البالهارسيا.. و الكبد..و المخيخ .. و كل الأمراض بمجرد لمسة من يديه البارتين. و عقبى أن يأتينا مشعود آخر السنة الجديدة يداوي بمجرد فص خفيف من حزقته 1 لنصل الى العلاج عبر طوزتيرابوتيك
وداعا سنة التضليل و الألفيات الحكومية، أفلام السيونفيكسيون ، من 2000 و شبعة الى طنجة2014 التي أتتنا باكرا من دون أن نمضي اليها ، مرورا بأتاي جاي في 2014 اللى النووي في 2020 ما من شيئ مدهش كالغد المفتوح على الفموي
وداعا سنة الاكتشافات الجميلة كاكتشاف أن أصل المغربي فأر بدل أن يكون أصلا آخر و الاكتشاف كان بمناسبة فضيحة اخضاع مرضى بمستشفى بالبيضاء الى فئران تجارب
وداعا سنة فيها الفقراء بالملايين ، و أغنياؤها انضمو الى لائحة العشرة الأغنى في العالم
نسيت أن أدكرفي النهاية 2007 كسنة تراجع فيها المغرب الى ما وراء الشمس فيما يسمى بالتنمية البشرية، وفي الموضوع حاجني هده الأيام، فهيم فزعم : أنه متيقن من أن سنة 2008 التي سيحتفل بها العالم بعد ساعات ستحل كسنة 2000 في المغرب . قلت: هل يعني أن هده السنة ستكون مكررة ؟ فأجابني ضاحكا: بلادنا على مدار تماني سنوات وهي تكرر في نفس القسم، و يحسبونها مع الناجحين الى أن سقطت في الامتحان الكبيرفأعيدت تماني سنوات الى الوراء . سأئلته مندهشا : ومادا عن التمانية التي تظهر في آخر أعداد هده السنة ؟ فأجابني : التمانية هي مجرد صفر متنكر بحزام فصله الى شطرين . سنة سعيدة، و حول سعيد ، وحفظنا الله ،و اياكم من الحول
1 .من بين الشعارات التي رفعها معتقلون الرأي في فاتح ماي وحوكمو بها فلوس الشعب فين مشات فالدجيتسكي و الحفلات
2. الحزقة بالدارجة المغربية هي الضرظة ادا كانت مجلجلة أما ادا كانت كاتمة للصوت فتسمى فسوة بالدارجة المغربية
No comments:
Post a Comment