يضم الأردن ثلث
اللاجئيين الفلسطيين في العالم و فيما لو أضيف إليهم لاجيء سوريا و لبنان المقدرين
بمليون لاجىء تقريباً و تم منحهم الجنسية الاردنية بعد عشر سنوات من الان او بعد خمسين
سنة , فإننا بالفعل نقف امام تسوية حقيقية و شاملة لقضية اللاجئيين الفلسطيين كما
تحدث عنها "العم كيري " مؤخرا و تم إزاحة واحدة من أهم العقبات التاريخية
التي تقف امام انتشار سرطان الكيان الاسرائيلي المحتل داخل جسدنا العربي .
فعلى بضع المئات من
الدونمات حيث انشأ مخيم خاص يبعد ( 20 كيلو متر شرق مدينة الزرقاء او 17 كيلو شرق
مدينة المفرق ... لا يهم ) أطلقوا عليه إسم " مخيم مريجيب الفهود " و الذي
قد يتحول بقدرة قادر في احد الأيام لنواة مدينة مستقبلية متكاملة الخدمات قد يمولها صندوق دولارات " العم كيري " الذي
يدخر لنا خمسة و خمسين مليار دولار , كفيل هو و هذه المدينة المتوقعة ان يستوعبا جميع
اللاجئيين الفلسطينين في سوريا و لبنان في تسوية سياسية مقترحة و متوقعة لتنفيذ مشروع
العم كيري لانهاء القضية الفلسطينية او على الاقل لقطع شوط كبير جدا للوصول الى
نقطة نهايتها .
اللاجئيين الفلسطيين
باتوا لا يملكون قرارهم في رفض مشروع التنفيذ الجبري لمشروع الترانسفير الثاني او ما
يطلق عليه مشروع كيري و كل ذلك هربا من ويلات و جحيم نار الثورة السورية و
تداعياتها عليهم و هربا من الاوضاع المزرية التي يعيشها لاجيء لبنان المحرومين من ابسط
حقوقهم المدنية.
بالنسبة لللاجيء سوريا
و لبنان فان الحياة المؤملة في مخيم او مدينة مريجيب الفهود او غيره اشبه ما تكون بإقامة
في جنة الارض الموعودة حيث يجد المرء حقوقا
مدنية كاملة و قد يمنح بعدها الجنسية و ان كانت المؤشرات تقول بان الجنسية لن تكون
مباشرة الا انها ستكون حتمية في نهاية المطاف تماما كما حصلنا عليها نحن في وقت
سابق .
قد لا يجد الاردن الرسمي
برأي الشخصي ( و شتان هنا ما بين الاردن الرسمي و الاردن الشعبي في المواقف ) اي حرج
او تردد في قبول هذه التسوية - و إن اعلن
تشدده حيال مقترحات العم كيري لثلاثة اسباب جوهرية :
الاول : لاسباب اقتصادية
و الثاني : لتقارب وجهات النظر التاريخية بينه و بين الادارة الامريكية و ثالثا : لخبرته
في التعامل مع تسويات سابقة مشابهة استطاع تجاوز تداعياتها السلبية عليه و امتصاص ردود
الافعال الغاضبة الرافضة للتجنيس , حينما تمخضت خبرته عن تجنيس اكثر من ثلاثة ملايين
لاجيء فلسطيني , و كل شيء كان يسير برضا جميع الاطراف (اسرائيل و الولايات المتحدة
الامريكية و اخيرا اللاجئيين المجنسين ... المنعمين بالامن و الاستقرار و التمكين
الاجتماعي و الاقتصادي و السياسي )
العرض مغري جدا و
فرصة لا تعوض بالنسبة للأردن الذي يعاني من مشاكل اقتصادية كبيرة جدا و لدوره
الجوهري في مسير و مستقبل القضية الفلسطينية ...
و يعي العم كيري جيدا
ان مفتاح مشروعه غير مفقود و موجود في العاصمة عمان لا غيرها من عواصم المنطقة .
هي مسالة وقت ليس الا ليفرز لنا مشروع التسوية المقترحة - التي تعلق عليها
اسرائيل أحلامها - عن جملة من الاحداث ابتداء من الترانسفير الإيجابي لتحسين اوضاع
الفلسطينين ليس الا و لولادة مدينة جديدة على
الخارطة الجغرافيه للأردن و عن بوادر تحسن ملحوظ لاوضاع المواطنيين الاردنيين الاقتصادية
يقابله تحسن ملحوظ في الاقتصاد الاردني و عن
اعلان غير رسمي لانسحاب تدريجي للاونروا من المنطقة تمهيدا لعدم تجديد ولايتها و انهاء
خدماتها ...
هي خمسة و خمسين مليار
دولار - يا سادة يا كرام - كفيلة ليس فقط في صنع سلام شرق اوسطي جديد و انما في اخراج
الاردن من أزمته الاقتصادية و في إعتراف العالم أجمع بأن الأردن الرسمي كان و ما زال
و سيبقى صانع السلام الأول في المنطقة .
فالتاريخ علمنا ان
جماعة العم كيري و من يقف خلفه لا يأتون عادة لمنطقتنا لاستشارتنا و انما لاعلامنا
بقرارهم و التباحث معنا عن كيفية تنفيذه فقط .
بالنسبة لنا كمواطنيين
لم يعد مهما لصناع القرار لدينا ماذا نقول او كيف نفكر او ماذا نتوقع طالما بات
مشروع العم كيري موضع تنفيذ و اعلن عن
تفاصيله كاملة .
كما هو الحال
بالنسبة لللاجئيين الفلسطيين في سوريا و لبنان الذين أجبروا على شرب كاس مرارة
الحياة بكل الوانها لايصالهم لمرحلة التنازل الطوعي عن حقهم في العودة الى ديارهم
امام مغريات حياة جديدة توفر لهم و لابنائهم جميع وسائل التمكين لحياة كريمة و
مستقرة .
تماما كما هو الحال
بالنسبة لنا كلاجئيين فلسطينين نحمل الجنسية الاردنية لن يفكر سوادنا الاعظم
بتغيير صفة تواجده الحالية و يعود للتفكير بحق العوده و تجربة التشرد بدون اوراق
رسمية مؤقته لا قيمة قانونية لها بعدما جربنا نعمة الاستقرار و الامن !!!
فبعد مرور جيلين من
ابناء اللاجئيين الفلسطينين المجنسين في الاردن من بات يتحدث كثيرا عن هويته و
قضيته الفلسطينية كقضية ذات اولوية قصوى له الا من رحم ربي !!!
No comments:
Post a Comment