مع الإعلان المفاجىء يوم أمس عن ميلاد جمعية جديدة للخوارج المسلمين يمكن القول أن الحكومة قد قررت عملياً تبني سياسة تقليم أظافر جماعة الإخوان المسلمين , إن لم تكن خططها و بنات أفكارها قد قررت مسبقاً الوصول إلى حل الجماعة و إستبدالها بجماعة جديدة تتفق رؤيتها و أفكارها مع دين الدولة لا مع دين الجماعة .
و بالمناسبة فإن ذلك الإعلان قد يبدو مفاجأ لمن لا يعرف كيف تفكر و تتصرف بعض الجهات لدينا و التي تتصف بالخبث و الدهاء و الإصطياد في الماء العكر إبتداء من زرع الفتنة و رعرعتها و من ثم إنشاء المبادرات الخاصة كزمزم و هلملم للوصول إلى حالة قانونية مستقبلية تستدعي قوننة هذه المبادرة و غيرها من الأفكار ضمن جميعة جديدة لا يمكن القول إلا أنها خروج واضح و صريح عن مبادىء الجماعة .
كان حري بالجماعة الأصلية أن تكون أكثر حذراً منذ أمد بعيد و لكن طيبة الإخوان و ديمقراطيتهم الزائدة نتيجة الثقة المفرطة عن حدها إرتدت عليهم بالضرر أكثر من النفع كما حصل مع إخوان مصر في وقت سابق .
كلي ثقة بأن جماعة الخوارج الجديدة ستنجح في مهامها و في تحقيق اهدافها مؤقتا لتوفر عوامل مهمة ستساعدها في النمو و الازدهار نظراً لعلو كعب الباطل في هذا الزمن .
- فالحكومة و إن إدعت عدم صلتها أو علاقتها بما يجري و إن صرح " النسور او الكلالده " بأن ما يحدث لا علاقة للحكومة به لكونه شان داخلي للجماعة " و هم بالمناسبة صدقوا القول لأنهم لا يصنعون القرار" , و نظراً للظروف السياسية االحالية التي يمر بها الأردن و المنطقة العربية و التي تقف الى جانب أي سياسة او اتجاه او طرف من شأنه أن يضعف جماعة الاخوان المسلمين الاصلية سواء كان ذلك داخل الاردن او داخل مصر او في اي مكان يذكر فيه اسم الله .
- ناهيك عن كون مؤسسي جماعة الخوارج الجديدة محسوبين على الحكومة بشكل او باخر فمن كاتب في صحيفة حكومية و صاحب مبادرة جرى مباركتها من رجالات دولة الى عين , تتضح لنا الأمور أكثر فأكثر شكل العباءة التي تختبأ تحتها تلك الجماعة الجديدة .
لن أفاجأ إن وصلت الامور يوما ما الى حد الاعتداء على ممتلكات جماعة الاخوان المسلمين و لن افاجا ان أقدمت الحكومة على اتخاذ قرار بحل الجماعة الاصلية لاي سبب كان و لن أتفاجأ إن أقدمت ايضا على سجن قياداتها ابتداء من الشيخ حمزة منصور الى الشيخ همام سعيد مرورا بقياداتها الاخرى .
فذلك لن يفاجأني بتاتاً لاني اعرف جيدا كيف تفكر الحكومة لدينا .... فهي تعول على سياسة طهي الافكار باستخدام النار الهادئة دونما استعجال ...
انه زمن سطوة الباطل على الحق ...
و لكن ما اجمل ان تتوج انجازات و تضحيات الجماعة الاصلية العظيمة و التي امتدت لسبعة عقود من بناء المساجد و تخريج لعشرات آلاف حفظة القرآن الكريم و حفظ قيم المجتمع الاخلاقية الى اعتقال و سجن لقياداتها ... تلك هي التضحية الحقيقية التي اتوقع ان يدفع ثمنها أحبتنا , و ذلك ثمن الدفاع عن الحق و ثمن المواجهة الحتمية في عالم انعدمت فيه اي قيم و مبادىء اخلاقية و ادبية و سياسية .
فلله دركم يا جماعة الإخوان المسلمين ....
No comments:
Post a Comment