7/15/2014

حماس و أعداء الخفاء

نقل صديق لي بعض ما جاء في مقالة للدكتور و المحلل الاقتصادي الأردني فهد الفانك و الذي يكتب في صحيفة الرأي الأردنية الناطقة عن هوى الحكومة , يدعي فيها بأن حماس قد خسرت في حربها الأخيرة غير المتكافئة مع العدو الصهيوني الدول العربية التي كانت تدعمها ,بسبب  إنحيازها في فترة سابقة لأخوان سوريا ضد النظام السوري و دعمها و تأييدها لمرسي في مصر , و كانت قبل ذلك قد خسرت الاردن بعيد إعتلاء عبدالله الثاني عرش الاردن .


يضيف الكاتب, بأن المعركة غير المتكافئة بين ما أسماها دولة و بين ما اطلق عليها بالتحليل الاقتصادي " من وجهة نظره منظمة متطرفة ", حيث سقط 150 فلسطينيا مقابل صفر من الجانب الإسرائيلي  , و يخرج علينا الناطق الرسمي باسم الحكومة الإسرائيلية على العلن ليعلن و يصرح بينما يخرج الناطق الرسمي بإسم حماس كرجل متخفي و ملثّم , حيث إعتبر الفانك أن ذلك من دلالات القوة و الضعف لكل طرف و عدم تكافؤ الفرص بسبب خسارة حماس لمحيطها العربي .
الكاتب توقف عند ذلك و ليته أخبرنا ماذا جنت حماس من محيطها العربي قبل أن تخسره , و ماذا أضافت تلك الدول إلى رصيدها وسمعتها بعد ان إرتاحت من حماس ؟.
في الواقع أن الخلاف مع وجهة نظر الكاتب تستند على مبدأ لا على أرقام و حجم عدة , و هذا يكاد يكون من أصعب محاور تباين وجهات النظر , خصوصا اذا كان صاحب وجهة  يؤمن بلغة الأرقام و الإحصاءات اكثر من إيمانه بالمبادىء و القيم و قوة الحق و إرادة الشعوب و ما إلى ذلك من مصطلحات قد تُوصف في لغته الاقتصادية بأنها أرقام معدومة .


حماس صمدت رغم خسارتها لمحيطحها العربي لأنها تمكست بمبدأ المقاومة و لم تتنازل عنه و تساوم عليه بينما في حقيقة الواقع فان دولنا العربية هي من خسرت عندما حادت عن مبادئها و شرعيتها و ضميرها و أمتها العربية و رمت نفسها في أحضان اسرائيل. فلا تلومن حماس يا " فانك ".

 نعم الفلسطينيون خسروا 150 شهيدا كما قال الفانك ولكنهم ربحوا كرامتهم و حقهم في مقاومة المحتل ...
لعل ذلك افضل كثيراً من خسارة دولنا العربية لكرامتها و مبادئها و سيادتها .
لم يكن " الفانك " موفقاُ في تحليله و قرائته لرسالة حماس الأخيرة للإسرائيليين كعادته في تحليل الارقام الاقتصادية حول موعد ضرب مدنهم بصواريخها في التاسعة من مساء اول الامس , رغم ألاف الاطنان من المتفجرات التي سقطت على القطاع.



من الصعب جداً علينا في خضم ما يتعرض له القطاع من هجمة إرهابية عدوانية إسرائيلية - عربية - إعلامية , أن نتوقف عند مقالة لكاتب هنا و كاتب هناك , لنجد انفسنا و قد إختلفنا معهم حول مبادىء و قيم لا حول ارقام و احصاءات ,,, لا نستطيع المساومة حولها  و لا يمكننا ان نعتبرها أرقاماً معدومة .

No comments:

More Labels

2012 مقالات حقوق الانسان العدالة الإجتماعية 2011 احزاب ثورات الغضب الشعبية حملات تضامنية 2014 فساد صور 2015 إعلام الانسان العربي courses certificates online دورات سياسة 2013 أفلام 2008 جرائم ضد الانسانية اديان 2010 حزب الخضر الأردني فلسطين الشرق الاوسط منقول تعليم التمييز العنصري الشباب العربي برامــج سلسلة قانون تراجيديا 2016 ديمقراطية press 2007 ENGLISH media اطفال مصطلحات حقوقية وثائق 2006 تنمية كتب مذاهب سياسية اعلان حريات حقوق تائهة تدوين حرية تعبير 2005 الانتخابات العنف تعذيب دليل دراسي ورش عمل 2009 الإنترنت حقوق المواطنة فكر الإخوان المسلمين البيئة المرأة جوائز حقوق الانسان رسائل شعر و أدب إنساني مظاهرات نشطاء حقوق اللاجئين green policy ارهاب اعلام الحروب الحرية الشفافية العراق المقاومة تقارير جامعات حماس اغاثة العدالة العنف الجامعي اليوم العالمي ايران تنمية سياسية عنف اعتقالات الجزيرة العشائرية ثورة العبيد سلام ويكيليكس Ecology اجندة حقوق الانسان اكراد الإمبريالية الامم المتحدة اليوم العربي انتخابات بروشورات حقوق الاقليات حقوق المعاقيين صحافة مبادرات معاهدات و اتفاقيات 2016 certificates ISIS interview إضراب الاستبداد البرنامج النووي البطالة السلطة الرابعة الغام الملكية الفكرية جامعة الدول العربية حقوق سياسية دراسات سياحة عقوبة الإعدام قافلة شريان الحياة مجلس النواب مدونة سلوك مقابلات منح