التلكؤ الغربي في مساعدة الثوار الليبين
أخشى ما اخشاه ان يكون سبب تلكأ العالم الغربي في تقديم العون للشعب الليبي و لثواره هو لخشيته من وجود دولة تقليدية محافظة على مشارف أوروبا فالثورة الليبية الشعبية بمجلسها الانتقالي الوطني تمتلكهم نزعة تقليدية جارفة ابتداءً من صيحات التكبير التي ترعب العالم الغربي مروراً بالتصريح الاولي ( تبدّل حسب مقتضيات الظروف ) للمجلس الانتقالي بعدم رغبته بالاستعانة بقوات أجنبية على أراضيه , و إنتهاءا بشعارات التوحيد و التكبير التي يكتبها الثوار و المواطنون على الجدران و السيارات , يجب ان لا نغفل ان العالم الغربي ينظر الى نوازعنا قبل النظر الى سلوكنا بعيداً عن إقحام العواطف في مثل هذه المواقف.
موقف السعودية من التدخل الأجنبي في ليبيا أعجبني
رغم أني من المؤيدين للتدخل الاجنبي العسكري في ليبيا حماية للشعب الليبي و لضمان نجاح ثورته الشعبية ضد نظام الديكتاتور القذافي , إلا ان الخوف من نتائج هذا التدخل العسكري هي ما تدعو للقلق مخافة ان تتكرر نتائج تجربة التدخل العسكري في العراق عندما غادر صدام حسين و ترك شعباَ مصاباً بالسرطان بسبب تأثيرالصواريخ المخصبة باليورانيوم المسرطنة .
لم نكن نتوقع أن يبلغ تمادي الرئيسان المطالبان بالتنحي ( القذافي و علي صالح ) في ارتكاب المجازر ضد شعبيهما متشبثين بسلطة الحكم لهذه الدرجة , و يتصرفان بوقاحة مبالغ فيها غير مبالين بكراهية شعبيهما لهما و بالتنديد الدولي و الإنساني لما تقترفه مرتزقتهما .
لنكتشف ان وقاحتهما يقف خلفها أناس وقحون ممثلون بالمرتزقة من قوات عسكرية موالية و مرتزقة يجلبونهم من أفريقيا , لا يترددون في إستخدام الغازات السامة و الاسلحة الثقيلة من مدافع و دبابات و طائرات لقصف المدنيين قبل المسلحين لزرع الرعب و الخوف في نفوسهم .
تحية الى الجيش التونسي و تحية الى الجيش المصري الذين رفضا ان يقمعا شعبيهما .
الثورة السورية تملك مقومات النجاح و لكن ؟
فات المعارضة السورية إستغلال ثورة الشعب السوري الجريئة داخل عرين الاسد رغم القمع و الترهيب النفسي الرهيبان الذي بناه النظام السوري داخل تفكير و عقل المواطن السوري العادي .
و لم تبدي المعارضة السورية في الخارج أي تحرك لاستثارة و طلب دعم الدول المناهضة للنظام السوري كالاتحاد الأوروبي و مؤسسات المجتمع المدني الغربية التي لا تتردد صباحا مساءً في وصف النظام السوري بأنه العدو الاول للحريات و الصحافة و الانترنت و حقوق الإنسان .
و تركت الثورة السورية لتلاقي مصيرها داخل عرين الاسد المستوحش الذي لم يبدي اي رحمة تجاه الشباب المطالبين بالاصلاح و الحرية والتغيير فبادر سريعا لامتصاص غضب الشعب السوري من خلال تقديم وعود بالاصلاح و اتباع سياسة فرق تسد بمحاباة الاكراد من جهة و بالافراج عن معتقلين سياسيين من جهة اخرى .
معارضة سيئة تفتقد الى رؤية مشتركة موحدة , يبدو أنها لا تجيد تمثيل الشعب السوري حاليا .
مواضيع ذات صلة : خواطر (1) لإنسان من العهد الجديد تعايش مع الثورة الشعبية العربية
No comments:
Post a Comment