6/17/2012

اخلاق الراقصة و التاجر و السياسي !!!


للكاتب هادي جلو مرعي - كاتب عراقي

" تعليق : هنا تثبت بلاغة العبارة الشهيرة القائلة : ما افصح فاضحة الأخلاق حينما تتكلم عن العفاف ... و ما أكثر نفاق السياسيين حينما يتكلمون عن الولاء "

تتحدث الراقصة عن علاقتها الاجتماعية وحضورها الإنساني ووقفاتها الجليلة في مساعدة الأسر الفقيرة والمحتاجة، وإصرارها على متابعة أحوال المرضى الراقدين في المستشفيات وخاصة الأطفال الصغار، وكيف أنها تعمل على إسعادهم من خلال تخفيف آلامهم ومعاناتهم الشديدة.
تتحدث ايضاُ عن عبادتها وقربها من الله . لكنها تفصل في الأمر في حال كانت تؤدي عملها ، حيث ترتدي (لاشيء) وهي شبه عارية ، وتضع مساحيق تجميل فاضحة ولا يكاد شيء من جسدها يخفى على النظارة باستثناء (عورتها) لكنها تجتهد في إسعاد الناس الذين يتمايلون مع الموسيقى، ومع جسدها البض المتلوي كأفعى، بينما تلعب برؤوسهم الخمر.
عندما تقترب الراقصة من الله فهي تمارس الإحتيال، تذهب الى مكة المكرمة وترتدي ملابس الإحرام وتتبتل إلى خالقها الذي منحها القدرة على إسعاد الناس وتقرر أن تصلي عدداً من الركعات في المسجد الحرام أو في المسجد النبوي، لأنها مشغولة في العادة عن العبادة في عامة الموسم، وتتذكر الله في أوقات محددة وترى انه يغفر لها ويساعدها طالما أنها توفر المتعة لعباده.
تقول. لقد وفقني الله في هذه الرقصة، وأنا أمارس شكلاً من الإبداع غير المسبوق، وسوف أنقل تجربتي في الرقص الشرقي إلى اوربا الغربية، بل إني وفرت فرصة لبنات أوكرانيات ومن دول الإتحاد الاوربي، وحتى من الإتحاد السوفيتي السابق ليأتين الى بلادنا المشهورة بشوارعها وملاهيها وفنون الرقص فيها ليتدربن على أنواع الرقص الشرقي، وكذلك كيفية إرتداء ثياب الرقص، وطريقة إظهار الصدر وإبراز الفخذين، وهز الوسط بشكل مثير.
هذه هي أخلاق الراقصات وهن مقتنعات بها ويمارسنها يومياً، فقد حكم الشيطان نفوسهن ولا نجاة لهن من سطوته، هذه الأخلاق تطبع سلوك سياسيين وتجار وأصحاب شركات وأناس عاديين وغير عاديين يمارسون طبائع غير منضبطة في حياتهم، ينهبون المال العام، ولا يؤدون واجباتهم بطريقة مرضية ويغشون في الصناعة، وفي الوقت وفي الجهد، ثم يتحدثون عن الأمانة والصدق وعن إنجازات غير مسبوقة. ثم هم أيضاً يتبرعون من المال الحرام لدعم مشاريع خيرية ، وإعانة المحتاجين والمرضى، بل ويقيمون الولائم لإطعام الناس في المناسبات الدينية، ومنهم من يشيّـد مسجداً يذكر فيه الله. ومنهم من يتطوع لتقديم خدمات للعامة. وكلها مدعومة بمال حرام. فلا فرق بين سياسي مستجد يخادع الناس ، أو صاحب شركة أو مسؤول خدمي يكذب ويعد دون أن يفي بوعده وبين راقصة مستجدة لا تعلم بالضبط أسرار وفنون الرقص الشرقي.

No comments:

More Labels

2012 مقالات حقوق الانسان العدالة الإجتماعية 2011 احزاب ثورات الغضب الشعبية حملات تضامنية 2014 فساد صور 2015 إعلام الانسان العربي courses certificates online دورات سياسة 2013 أفلام 2008 جرائم ضد الانسانية اديان 2010 حزب الخضر الأردني فلسطين الشرق الاوسط منقول تعليم التمييز العنصري الشباب العربي برامــج سلسلة قانون تراجيديا 2016 ديمقراطية press 2007 ENGLISH media اطفال مصطلحات حقوقية وثائق 2006 تنمية كتب مذاهب سياسية اعلان حريات حقوق تائهة تدوين حرية تعبير 2005 الانتخابات العنف تعذيب دليل دراسي ورش عمل 2009 الإنترنت حقوق المواطنة فكر الإخوان المسلمين البيئة المرأة جوائز حقوق الانسان رسائل شعر و أدب إنساني مظاهرات نشطاء حقوق اللاجئين green policy ارهاب اعلام الحروب الحرية الشفافية العراق المقاومة تقارير جامعات حماس اغاثة العدالة العنف الجامعي اليوم العالمي ايران تنمية سياسية عنف اعتقالات الجزيرة العشائرية ثورة العبيد سلام ويكيليكس Ecology اجندة حقوق الانسان اكراد الإمبريالية الامم المتحدة اليوم العربي انتخابات بروشورات حقوق الاقليات حقوق المعاقيين صحافة مبادرات معاهدات و اتفاقيات 2016 certificates ISIS interview إضراب الاستبداد البرنامج النووي البطالة السلطة الرابعة الغام الملكية الفكرية جامعة الدول العربية حقوق سياسية دراسات سياحة عقوبة الإعدام قافلة شريان الحياة مجلس النواب مدونة سلوك مقابلات منح