6/02/2012

الاقليات الدينية في الوطن العربي


قضية الأقليات في العالم العربي قضية تشغل حيزاً واسعاً لما تواجهه هذه الأقليات من مضايقات تدفعها للتفكير في الهجرة خارج الوطن العربي ..وكنا قد أفردنا لها ملفا خاصا في الجديدة ….
ونستكمل هنا بزاوية جديدة الملف….
لبنان
تميز لبنان على مر التاريخ بتعدد طوائفه ومذاهبه التي لجأ أبناؤها إليه إما هربا من اضطهاد أو توقا إلى الحرية أو صداً لهجمات الافرنج. وكان عدد هذه الطوائف المعترف بها رسميا، حتى الأمس القريب، 17 طائفة ومذهبا، فأصبحت 18 بعد ضم طائفة الأقباط إلى القائمة الرسمية.
* الموارنة كانوا أكثر الطوائف عددا عند تأسيس دولة لبنان الكبير في العام 1922. لكن أعدادهم تراجعت نتيجة الهجرة. مرجعيتهم بكركي وعلى رأسها البطريرك الكاردينال نصر الله بطرس صفير.
* السنة: تركزوا في شمال لبنان ووسطه ومدن الساحل (بيروت، طرابلس، صيدا) لحماية الثغور من هجمات الافرنج. يلعبون دورا أساسيا في السياسة والتجارة. وهم رواد في العروبة والقومية. وتعود مرجعيتهم الدينية إلى (دار الإفتاء) وعلى رأسها مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني.
* الشيعة: يتوزعون بين جبل عامل في الجنوب، وسهل البقاع، ولاسيما في منطقة بعلبك- الهرمل. وتزايد حضورهم في ضاحية بيروت الجنوبية بفعل الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة في الجنوب والحرمان التي تعاني منه منطقة البقاع. مرجعيتهم الرسمية حالياً نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان الذي يقوم بهذا الدور منذ وفاة الشيخ محمد شمس الدين رئيس المجلس السابق وعدم تعيين خلف له. أما المرجعية الروحية في لبنان فتعود إلى العلامة محمد حسين فضل الله.
* الدروز: سكنوا وادي التيم والجبال اللبنانية الوعرة وخصوصا في الشوف وعاليه، مثل الموارنة الذين جمع بينهم الاضطهاد. مرجعيتهم الروحية اليوم مشيخة العقل وعلى رأسها الشيخ نعيم حسن الذي لا يعترف به الارسلانيون فاختاروا لأنفسهم شيخ عقل آخر هو الشيخ ناصر الغريب.
* الروم الأرثوذكس: هم مسيحيو المشرق وأكثر المسيحيين تعلقا بالعروبة. ويكثر حضورهم في منطقة الكورة (شمال لبنان) ومنطقة الاشرفية في العاصمة اللبنانية. ومرجعيتهم بطريرك أنطاكية وسائر المشرق اغناطيوس الرابع هزيم (مقره في سورية).
* الروم الكاثوليك: الذين يُعرفون بالملكيين والذين انفصلوا عن روما ثم عادوا إليها، وهم يختلفون عن الروم الأرثوذكس بكونهم تابعين عقائديا إلى كرسي روما (الفاتيكان). مرجعيتهم بطريرك إنطاكية وسائر المشرق اغناطيوس لحام الذي يتخذ من لبنان مقرا له.
* الأرمن الكاثوليك والأرثوذكس: سكنوا في لبنان، بصورة خاصة، في برج حمود (ساحل المتن) وزحلة، وعنجر (البقاعيتين). مرجعية الأرمن الكاثوليك المحلية هي الكاثوليكوس نرسيس بدروس التاسع عشر، ومرجعية الأرمن الأرثوذكس الكاثوليكوس آرام الأول.
* السريان الكاثوليك والأرثوذكس: سكنوا لبنان منذ أقدم العصور. وهم من الأقليات. مرجعية الكاثوليك منهم البطريرك مار اغناطيوس موسى الأول داود بطريرك إنطاكية وسائر المشرق، والأرثوذكس البطريرك زكا الأول عيواص.
* الكلدان: مشرقيون وفدوا من العراق. وطائفتهم هي من الأقليات، وموجودون في العاصمة اللبنانية بصورة خاصة. مرجعيتهم البطريرك مار روفائيل الأول بيداويد في بغداد.
* اللاتين: يعتبرون من المتحدرين عن الصليبيين في لبنان. وهم من اصغر طوائف الأقلية، ولا يقطنون منطقة معينة. ويتبعون، مرجعيا، المطران بولس دحدح.
* الإنجيليون: اعتنقوا هذا المذهب على أيدي المرسلين وموجات التبشير البروتستانتية. وهم من سكان لبنان الأصليين، وموجودون بغالبيتهم في بيروت، وتحديدا في منطقتي رأس بيروت والاشرفية، مرجعيتهم في لبنان هي القس سليم صهيوني.
* العلويون: جاؤوا من سورية واستقروا في جبل بعل محسن في مدينة طرابلس وعكار. ويتمثلون بنائبين، واحد في طرابلس وآخر في عكار. مرجعيتهم رئيس المجلس الإسلامي العلوي في لبنان الذي كان حتى العام 2004 النائب الحالي بدر ونوس.
* الاسماعيليون: قدموا من بلاد الشام التي جاؤوها من العراق هرباً من السلطة العباسية. وهم أقلية، ولا يتخذون مكانا محددا لإقامتهم. ومرجعيتهم الدينية خارج لبنان.
* الأقباط الكاثوليك والأرثوذكس: هم الطائفة الثامنة عشرة التي ضمت منذ فترة غير بعيدة إلى قائمة الطوائف المعترف بها رسميا في لبنان. ومرجعية الكاثوليك منهم الأب انطونيوس مقار إبراهيم، ومرجعية الأرثوذكس المطران سليم باتير.
* الأشوريون: طائفة مسيحية جاءت إلى لبنان من بلاد ما بين النهرين. وتوزعوا على بعض مناطق بيروت وجبل لبنان.
ما يواجه مسيحيي لبنان
كثرت في الآونة الأخيرة التحليلات والتصورات المستقبلية لوضع المسيحيين في لبنان وما آلت أحوالهم أن من حيث العدد أو التأثير السياسي كما طرحت جملة من الحلول بقيت جميعها في حالة من التمترس وبقيت المتاريس السياسية بعد أن نخرت متاريس الرمل المجتمع المسيحي حتى العظم.
ويطرح متابعون للوضع المسيحي عن كثب وريبة عن الآلية الواجب اعتمادها كي يبقى ما تيسر من المسيحيين في ارض أجدادهم وفي كنائسهم التي عمروها منذ مئات السنين وهذه الآلية التي طرحها هؤلاء المتابعون تتمحور حول بند واحد وهو جمع الكلمة والوحدة في سبيل البقاء وفق التالي:
أولا: التسليم بأن الدولة العادلة هي الملاذ الوحيد لبقائهم في هذا الشرق على اعتبار أن الدويلات أثبتت انها مشاريع حروب قائمة أو مؤجلة وويلات المسيحيين وما أصابهم من تهميش جاءت بفعل أيديهم أكثر تأثيرا من الحروب التي خاضوها ضد الغير ما دام معظم القادة من بينهم ينطلقون وينطقون ويعبئون قواعدهم الشعبية على خلفية واحدة وحيدة وهي الكيدية وهذه “الوظيفة” بالذات إلى أين ستؤدي وأين تصب مفاعيلها وما هي الثمار التي تجنيها من اجل التطلع نحو العنوان الأبرز لوجودهم وهو الوحدة ولكن يبدو أن نغمة التنوع ضمن الوحدة لم تنتج لحنا واحدا بل هي غطاء لجملة من الأخطاء التي لطالما تمت ترجمتها على الأرض وأصبحت نقمة من هذا التنوع ويسأل هؤلاء المتابعون عن كيفية تصريف هذه الوحدة إلى عملة واحدة حتى مع اختلاف الوجهين؟
يأتي الجواب في هذه الآونة وفي هذا الوقت الحاضر من خلال الموجب الثاني.
ثانيا: هذا الموجب الثاني والذي يؤدي إلى طمأنة المسيحيين إلى غدهم هو بالتطلع والتفتيش عن ضامن من خارج التمترس القائم وهو موقع رئاسة الجمهورية وحصرا رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الذي يتساءل هؤلاء المطلعون حول المانع من إدارته لكفة التحضير لوحدة الكلمة عند المسيحيين، فالرئيس سليمان هو من خارج النادي السياسي، العسكري وتاريخه ناصع في السياسة والأمن وإذا كان الرئيس سليمان استطاع في أصعب الظروف واحلكها وحين كانت كافة أجهزة الاستخبارات العالمية تعمل لزرع الشقاق خلال السنين الخمسة المنصرمة لا ينكر احد عليه فضله في حماية مئات الآلاف من اللبنانيين الذين كانت دماؤهم تغلي ولا يفصلهم عن بعضهم في ساحتي وسط بيروت سوى الأمتار العديدة وبالرغم من هول ما كان يتم تحضيره للبنان واللبنانيين بفعل هذه الأجهزة الغريبة بالإضافة إلى التنفس المعبأ لدى الإطراف اللبنانية بالرغم من كل ذلك استطاع بما ملكت يديه أن يوقف الفتنة ويدفنها في مهدها وهكذا فإن الذي استطاع ان يقوم بهذا العمل الذي اقل ما يقال فيه انه انجاز وطني سوف يسجله التاريخ لقائد من بلدة عمشيت استطاع توحيد مسألة »«عدم التعدي» على مستوى الوطن بأكمله فهل هو غير قادر على تقريب وجهات النظر بين المسيحيين لتسليمه إدارة دفة خلافاتهم ولماذا يفتش المسيحيون عمن يحميهم طوال سنوات طوال ما دام الشخص موجودا وتاريخه معروف ومعلن ومقرؤ فهل من موانع؟ الجواب في الموجب الثالث.
ثالثا: أن من يجعل الطمأنينة تدخل إلى نفوس المسيحيين كي يطمئنوا بالتالي إلى غدهم هو من يكون قد جربه الناس على النحو الايجابي وذلك بعرض سيرته وتاريخه أمام العامة من البشر وهذا كفيل بالطبع ودون الدلالة إلى التواريخ الأخرى من الرجالات المسيحيين ودون العودة إلى الماضي الأليم فالعماد سليمان مسيحي ماروني حتى العظم ومن يقول العكس فليرفع يده وليتم الكشف عن ماهية عظامه وهو تخرج من مؤسسة عسكرية وقادها باعتراف الجميع في أحسن سيرة وسلوك لا بل في أعظمها قياسا على التطورات التي حصلت في أيامه إذا كان العماد سليمان وهو رأس الدولة مسيحيا مارونيا فإن وطنيته يقول عنها حتى اخصامه إنها معفية من اية غبار وان مسألة حفاظه على الوطن وشعبه هي مهمته الأساسية بعيدا عن تمسكه بالأوراق السياسية والأحلاف التي تتساقط كأوراق الخريف، فهو ليس خائفاً، وبكل وضوح لا من الطائفة الشيعية ولا من الطائفة السنية ولا الدروز فيما الذين قادوا الساحة المسيحية في فترات متعاقبة، لهم مع هذه الطوائف الكريمة ألف حساب وحساب، وتكفي عودة سريعة وموجزة إلى العداء الذي استحكم بين أهل السنة حين تحالفوا مع الفلسطينيين والمسيحيين أوائل الحرب، وتكفي أيضا الإشارة إلى حرب الجبل وما جرته من ويلات مع الطائفة الدرزية، وألان جاء من يقول أن الشيعة هم أهل للعداء مع المسيحيين، هذا الموجز يقول لهؤلاء المطلعين وليدل دلالة كافية على أن أهل الربط والحل لدى بعض القادة المسيحيين بدلوا تبديلا واضحاً في استراتيجيتهم للعيش مع شركائهم في الوطن وان وضع”اللوم”على هذه الطوائف ليس منصفاً، ذلك أن عدم وجود رؤية واضحة لعيش المسيحي مع إخوانه في الوطن كانت معدومة خصوصاً في ظل رؤى وأذان “سمّيعة” للخارج، وبدل أن ينسجوا مع بقية الطوائف حدا ادني من الشراكة ذهبوا إلى التبديل في التحالفات والانتقال من عدو غير مرئي إلى آخر حتى حصل ما حصل ووصلنا إلى التفتيش عن حال المسيحيين ومعالجة الأمر وصولا إلى مقولة من يحمي الوجود المسيحي؟
رابعا: يقول المطلعون على الحاضر المسيحي والماضي الأليم فيه، أن المجتمع المسيحي ليس بإمكانه تحمل المزيد من التجارب لا بل مجرد مشروع تجربة إذ أن واقع المسيحي النفسي وقراءته للتواريخ السابقة أصبح لديه إحساس أن امتداده مع عائلته وتربية أولاده إنما يتم خارج الحدود وهذا من أقسى حالات اليأس فيما شريكه في الوطن يزداد عددا وعمرانا وهو لا يجد مأوى أمنا سوى في الغربة، ومن ذهب إلى خارج الوطن أصبح من الصعب عليه العودة إلا وهو على شفير الموت فيما الوطن بحاجة إلى الشباب وقوتهم وعزمهم وعلمهم وكل هذا يضعونه تحت تصرف المهجر، ويستعرض هؤلاء المطلعين على سبيل اخذ العبرة وليس نبش القبور.
سيرة قادة المسيحيين من رؤساء وقادة أحزاب وتيارات ويضعون في كفة الميزان الأخرى انجازاتهم التاريخية والوزن الحقيقي الذي تم انجازه فتكون النتيجة هو الحاصل اليوم على الصعيد المسيحي والذي يتمثل بالآتي:
1- نقص عدد المسيحيين بإعداد موجعة ومذهلة في وطنهم الأصلي.
2- خوف دائم على مستقبلهم وأولادهم مما يولد حالة عدم استقرار.
3- عدم الاستثمار والخوف على الرأسمال المتبقي لديه والدفع نحو الخارج للحفاظ على ما تبقى لديه.
4- حالة الولادات المتناقصة والتغيير الديمغرافي العددي والجغرافي وتقوقعهم في منطقة محددة سوف تولد “النقار”.
5- العامل الأهم وهو العيش بقلق دائم، واستحضار حقيبة السفر وهي أصبحت غب الطلب.
6- تخويفهم من شريكهم في الوطن والتي وإن كانت مبررة قليلا فهي قابلة للعلاج والتاريخ البعيد من الاضطهاد والتنكيل، كان يقابله المزيد من التشبث بالأرض.
7- العامل المؤثر أكثر من غيره في حياة المسيحيين ليس وفرة عددهم أو تناقصه والاستناد إلى التوعية بمقدار أن النفس المسيحي غير مؤهل لإعادة اجترار ماضيه ومن هنا تتوالد النفسية المربكة والضعيفة والتوجه نحو الهجرة.
سوريا
يوجد في سوريا  كافة الأديان السماوية :الاسلام والمسيحية  وأقلية من اليهودية . وتتميز الأديان في سوريا  بشكل عام بأن غالبية أعضاء الجماعات الدينية قد انتموا إلى تلك الجماعات منذ الولادة حيث أن عملية انتقال شخص من طائفة إلى أخرى نادرة الحدوث.
وفقاً لتقديرات إحصائية تعود لعام 2006 م فإن المسلمون  يشكلون ما يقدر بـ90% بينما تبلغ نسبة المسيحيين  ما يقدر ب 10% من مجموع سكان البلاد. ويعتقد أن نسبة المسلمين في ازدياد على خلاف بقية الأقليات وذلك لأن نسبة الولادات لدى المسلمين هي أعلى مما هي عليه لدى الأقليات الأخرى كما أن نسبة الهجرة من المسلمين هي أقل مما في الأقليات الأخرى.
حوالي67% من سكان سوريا  هم من المسلمين السنة.
في حين أن الدروز يشكلون5.%
الطوائف الإسلامية الأخرى مثل العلويين والاسماعيليين والشيعة الاثنا عشر والمرشدية  يشكلون ما نسبته18% مجتمعين.
وال7.5% الباقية هي لغير المسلمين، الغالبية العظمى من غير المسلمين هم من المسيحيين  مع وجود نسبة ضئيلة جداً من اليهود والايزيديين  (الطائفة الايزيدية).
ماتواجهه الاقليات في سوريا
بلغت الهجرة من سورية أوجها عام 1980 وما بعد واستطاع قسم من الراغبين أن يهاجر عن طريق أقرباء لهم أو مقيمين في بلدان الهجرة، كندا، أمريكا، السويد، وكان قسم منهم ميسوراً، وله مشاريع حيوية في سورية ولبنان، ومن بينهم من يشغل مسؤوليات إدارية عالية، وعدد من الكفاءات العلمية، أطباء مهندسون ومحامون.. الخ. وفاقمتها الأحداث التي اندلعت بين السلطة في سورية والأخوان المسلمين منذ عام 1980 وبعدها، ثم تعاظمت الهجرة حتى بدت واضحة تماما بعد أن انحسرت نسبة المسيحيين لدرجة ملحوظة. ففي عام 1980 كانت نسبتهم في سورية حوالي 9%، انخفضت خلال ربع قرن إلى 10%، ولم تكن النسبة هي التي انخفضت فقط بل العدد نفسه، إذ كان عدد المسيحيين في تلك الفترة 2.5 مليون، بينما الآن لا يصل هذا العدد إلى 2 مليون.
مصر

إن أتباع الديانة المسيحية  يقدرون بحوالي 5.4% في حين تقول مصادر أمريكية أن نسبتهم 10% من سكان مصر، 90% منهم من الأرثودكس ، ومنهم كاثوليك وانجيليون ، كما يوجد رعايا للكنائس السريانية والرومية والارمنية، ويعد هذا أكبر تجمع للمسيحيين في الشرق الأوسط، وفي الوقت الذي قدرهم آخر إحصاء رسمي بمليوني مسيحي و800 ألف؛ اختلفت تقديرات رجال الدين المسيحيين حول عدد المسيحيين في مصر، حيث ذكر الأنبا مرقس -رئيس لجنة الإعلام بالكنيسة الأرثوذكسية- بأن عدد المسيحيين في مصر يصل إلى 12 مليون نسمة، وقال مرقس عزيز  كاهن الكنيسة المعلقة  أن عدد المسيحيين في مصر يصل إلى 16 مليون مسيحي، بينما وصف رئيس الطائفة الإنجيلية القس إكرام لمعي هذه الأرقام بالمبالغ فيها حيث قدر عدد المسيحيين بما لا يزيد عن 10 ملايين حسب رأيه لاحقا صرح البابا شنودة  بأن عدد المسيحيين 12 مليون، في موقف يخالف سياسته المعتادة في عدم التصريح بتعدادات المسيحيين، مما دفع بعض المصادر إلى التشكيك في هذا الرقم مقدرين تعداد المسيحيين بما لا يتجاوز ثمانية ملايين في ظل عدم التأكد من الرقم الحقيقي هناك مصادر تقول أن نسبتهم تتراوح بين 10 و20% بينما تقدرهم مصادر بنسبة 15%.
يوجد حوالي 200 من اليهود  في مصر وهم يقطنون الفيوم  وهم من تبقوا من إحدى أقدم الجماعات اليهودية في العالم وكانت تضم أغلبية من اليهود القرائين، إلى جانب ربانيين ونورانيين؛ هاجر معظمهم مع بداية الصراع العربي الاسرائيلي  في منتصف القرن العشرين.
كما يوجد حوالي 2000 من البهائيين  في مصر.
ويتواجد كذلك مصريون يعرفون ذواتهم بأنهم لا دينيون، إلا أنه لا يوجد تعداد لهم.
ما يواجهه أقباط مصر مثالاً
لأول مرة منذ خمسينات القرن العشرين , يغادر المسيحيون الأقباط بلدهم بأعداد كبيرة, وهم لا يتجاوزون ألان، وفقا لتقديرات غير رسمية، نسبة 6 في المئة من السكان البالغ عددهم نحو 72 مليون نسمة بحسب تعداد 2006. وفي العراق، وطبقا لتعداد السكان الذي اجري عام 1977 كان عدد المسيحيين في العراق نحو مليون و 684 ألف نسمة، هبطت في أخر إحصاء بالعراق عام 1987 إلى مليون وربع المليون نسمة، بنسبة 5 في المئة من الشعب العراقي، وعشية الغزو الأميركي عام 2003 بلغ عدد المسيحيين العراقيين نحو700 ألف شخص، أي نحو 3 في المئة من جملة عدد السكان البالغ عددهم نحو 25 مليون نسمة. وبعد مرور نحو أربع سنوات على الاحتلال يقدر عدد المسيحيين العراقيين الذين غادروا البلاد بنحو 350 ألف نسمة.
كتب الدكتور شاكر النابلسي
إن ما نراه من عسف وإعراض عن منح الأقليات في العالم العربي حقوقها كاملة، ومساواتها بباقي المواطنين، بحيث تصبح هذه الأقليات مواطنين لا رعايا، وليست مواطنين من الدرجة الثانية ليس لها حقوق الآخرين، كما كان عليه الوضع خلال 14 قرناً مضت وحتى الآن. ولعل ما حصل في العهد العراقي البائد، وما يحصل الآن في مصر وغيرها من البلدان العربية لأكبر دليل على أن مشكلة الأقليات في العالم العربي وفي العصر الحديث تتزايد خطورة، في ظل غياب معايير وقيم إنسانية،  أبرزها قيم الحرية والديمقراطية.
وإذا كان الإسلام كدين قد ساوى بين البشر، ولم يميز فئة عن أخرى أو طائفة عن أخرى إلا بالتقوى وبميزان سماوي ميتافيزيقي وليس بميزان بشري أرضي، فإن معظم المسلمين لم يفعلوا ذلك على مر التاريخ الإسلامي، وكانوا في موقفهم تجاه الأقليات المختلفة يتمسكون بقيم العصبية والقبلية، وبقيم الدين التي تم تزييفها وتحريفها واستخدامها استخداماً سياسياُ سيئاً.

أما الكاتب حواس محمود
الأقليات الدينية والإثنية واللغوية في العالم العربي قلما يتم تناولها من قبل النخبة الفكرية والسياسية العربية، وعندما يثير موضوعها أحد الكتاب المنتمين إلى هذه الأقليات أو غير المنتمين إليها فإنه يواجه بسيل من الكتابات التشكيكية  والاتهامات والاستفهامات، وتصل هذه الكتابات إلى حد اتهام هذا الكاتب بالتواطؤ مع القوى الغربية و”الإمبريالية” وحتى الصهيونية!
قضية الأقليات يتم تجاهلها وطمسها بحيث لا تظهر كقضية ديمقراطية تحتاج للمعالجة والحل، وذلك بدوافع أن هذه الأقليات عليها أن تخضع لإرادة الأغلبية العربية والمسلمة، فالأقليات القومية يتم الالتفاف عليها بمقولة أن من تكلم اللغة العربية فهو عربي، وهذا بحد ذاته نوع من المراوغة والهروب من الواقع الحقيقي، فهل يمكن اعتبار كل فرنسي أو أمريكي أو روسي يتحدث العربية من العرب والقومية العربية، هذه نظرة تدخل في سياق صهر الأقليات القومية في البوتقة العربية، أما بالنسبة للأقليات الدينية فهي أيضا تطمس إذ تغيب عن المشاركة السياسية وتغفل حقوقها الدينية والثقافية إلى حد كبير في العديد من الدول العربية والشرق أوسطية.

No comments:

More Labels

2012 مقالات حقوق الانسان العدالة الإجتماعية 2011 احزاب ثورات الغضب الشعبية حملات تضامنية 2014 فساد صور 2015 إعلام الانسان العربي courses certificates online دورات سياسة 2013 أفلام 2008 جرائم ضد الانسانية اديان 2010 حزب الخضر الأردني فلسطين الشرق الاوسط منقول تعليم التمييز العنصري الشباب العربي برامــج سلسلة قانون تراجيديا 2016 ديمقراطية press 2007 ENGLISH media اطفال مصطلحات حقوقية وثائق 2006 تنمية كتب مذاهب سياسية اعلان حريات حقوق تائهة تدوين حرية تعبير 2005 الانتخابات العنف تعذيب دليل دراسي ورش عمل 2009 الإنترنت حقوق المواطنة فكر الإخوان المسلمين البيئة المرأة جوائز حقوق الانسان رسائل شعر و أدب إنساني مظاهرات نشطاء حقوق اللاجئين green policy ارهاب اعلام الحروب الحرية الشفافية العراق المقاومة تقارير جامعات حماس اغاثة العدالة العنف الجامعي اليوم العالمي ايران تنمية سياسية عنف اعتقالات الجزيرة العشائرية ثورة العبيد سلام ويكيليكس Ecology اجندة حقوق الانسان اكراد الإمبريالية الامم المتحدة اليوم العربي انتخابات بروشورات حقوق الاقليات حقوق المعاقيين صحافة مبادرات معاهدات و اتفاقيات 2016 certificates ISIS interview إضراب الاستبداد البرنامج النووي البطالة السلطة الرابعة الغام الملكية الفكرية جامعة الدول العربية حقوق سياسية دراسات سياحة عقوبة الإعدام قافلة شريان الحياة مجلس النواب مدونة سلوك مقابلات منح