ندرك يقينا بان فلسطين التاريخية ستحرر من البحر الى النهر و لكننا لا نعلم في اي زمان سيكون ذلك و من هم هؤلاء العباد الذين وصفهم الله بذووي البأس الشديد .
و عندما انظر الى صراعنا مع العدو الصهيوني افاجأ بأنه صراع مبني على كسب جولات حاسمة لا صراع عسكري انتهى بمجرد ان وضعت الحرب اوزارها مثل اي صراع اخر عرفته البشرية .
فالاحتلال الاسرائيلي غير قادر نهائيا على اقتلاع جذور الشعب الفلسطيني من بلده خصوصا تلك الجذور التي ما زال الفلسطينين المهاجرين و اللاجئيين و النازحين متمسكون بها منذ عقود من الزمن و لكنه قادر على تغيير ايديولجينا مفهومنا لذلك الصراع .
هو صراع ايديولوجي يفهم من خلاله الاحتلال عقلية الانسان المسلم و العربي و الفلسطيني و على اساسها بدأ يفكر ... و صراع هذا العدو حافل بالعديد من الجولات و الصولات و نذكر منها مثالا لا حصرا :
جولته الحاسمة الاولى التي انتصر فيها هذا العدو ( و التي حصدت نتائج سنين طويلة من كد و تعب و تخطيط هذا العدو ) كانت بتجييره النزاع و القضية من قضية عربية الى قضية فلسطينية ( بدأت هذه المرحلة تحديدا بعد ولادة السلطة الوطنية الفلسطينية )
جولته الثانية و التي انتصر فيها هذا العدو ايضا كانت بصرف عقول الفلسطينين عن قضيتهم و تركيز اهتمامهم بصراع داخلي بين الفصائل الفلسطينية كما حدث في الانقسام الحاد بالراي بين حركتي فتح و حماس .
حولة اعلامية رابحة كسبها العدو الصهيوني عندما استطاع بث الخلاف و الانقسام الفلسطيني في الرأي الى الرأي العام الدولي على مدار الساعة خصوصا في فترة تحول هذا الانقسام الى صراع مسلح اودى بحياة اكثر من خمسمائة مواطن فلسطيني ضحية هذا الإنقسام غير المبرر , للإيحاء و للتعريف بان الفلسطينين ارهابين و غير متفقين فيما بينهم و ان اختلافهم هذا انما يعبر عن ارهاصات فكرية لا تعترف باليهود و شعبهم بالحق في الحياة .
جولات عدة كسبها العدو الصهيوني ... حقق من خلالها مكاسب جمة عندما استطاع ان يخلق انقساما رهيبا بين الدول العربية حول دعمها للقضية الفلسطينية .
و اخطر جولة كسبها العدو الصهيوني هي ما نراى نتائجها اليوم على ارض الواقع الفلسطيني بعد ان اوصل الانقسام الحاد بين فتح وحماس بالانسان الفلسطيني الى ادنى مستوى من الايمان و الفكر و التضحية من اجل قضيته الفلسطينية , و اصبح جل تركيزه البحث عن عمل لشراء بضع كسرات من الخبز لاطعام ابناءه و لا وقت لديه لقضاء فترة في السجن , و البعض وصل مستوى التفكير لديه بالهجرة من فلسطين باحثا عن مستقبل افضل لابناءه و لعائلته .
لا يأبه هذا العدو حقيقة الى وجود السلطة الوطنية الفلسطينية فهي غير مرسومة على الخارطة و تعتبر في نظره مجرد جدران و مكاتب فارغة كليا من اي فكر سياسي و اقتصادي .
هذا العدو ذكي و لا يأبه لتمسك الفلسطينين بجذوره و لمناسبات التضامن الدولية مع الفلسطينين و ان كنا نعتقد نحن و هي كذلك بانها تحي الامل في نشر مفهوم صراع اثبات الحق و تحي جيل جديد من الابناء ملمون بقضيتنا
و لا يأبه هذا العدو الى ما كتب و يكتب من مقالات و عبر و دروس و قصص و فصول دراسية تروى معاناة الشعب الفلسطيني و تشرح قضيته فهي بالنسبة له مجرد مشاعر عاطفية سرعان ما تتلاشى مع الواقع المازوم الذي يعيشه الانسان الفلسطيني و العربي على حد سواء
بينما نحن كفلسطينين و كعرب و كمسلمين ما زلنا نحمل ذات الفكر و المفهوم المشترك و الموحد لاسرائيل بكونها عدو مجرم و مغتصب و محتل و نصفها تارة بالنازية و تارة أخرى بالصهيونية و نعجز عن لملمة افكارنا و توحيدها لترجمة هذا الفكر و المفهوم الى افعال ملموسة !!!
و الى ان نكون قادرين على لملمة افكارنا تلك و صهرها في بوصلة اتجاه مشتركة و واضحة المعالم و الرؤية تكون حينها اسرائيل قد كسبت المزيد من الجولات في صراعها مع القضية الفلسطينية .و لا ندري هل ستكون جولتنا الوحيدة التي سننتصر فيها هي تلك التي نبأ عنها القران الكريم بقوله " فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَاعَلَوْا تَتْبِيرًا " صدق الله العظيم .
و بعد ...
عندما انظر الى دهاء سياسة هذا العدو و كيف ينتمي بافكاره التلمودية و يبني سياسته استنادا الى شريعة بابل و يسيسها داخل مجتمع علماني و كيف نختلف نحن فيما بيننا كفلسطينين و كعرب بصراع جانبي لاثبات اي من افكارنا البالية هي الافضل و غير قادرين على ترويجها و تسيسها داخل مجتمع اسلامي أقف عند مفصل الصراع فيما بيننا و بينهم .
فالصراع ... صراع شريعة بالنسبة لهذا العدو و ليس صراع حدود و جغرافيا و ارض كما نفسره و كما قادنا اختلافنا الفكري الى تفسيره
و المنهج .... منهج مستمد من الشريعة كما يتجه اليه عدونا وو ليس منهج مبادىء للينين و لماركس و لافكار اشتراكية و علمانية كما يحلو لكل طرف منا ان يستمد منه .
و السلاح .... هو سلاح فرق تسد كما يتبعه عدونا فيما بيننا و ليس سلاح ناري او نووي كما نسعى اليه و نكدسه دون اي جدوى .
و هذا الكيان .... لا يابه و لا يعتد لعبارات القدح و الذم بحقه التي تصدح بها حناجرنا صباحا مساءا ... و يخشى فقط من ان نجد بوصلتنا .
و بوصلتنا المفقودة لا تكمن في وجود قائد نخلده او سلاح نحمله او دعم مالي نستقبله .... بوصلتنا المفقودة هي في فكر اسلامي يتبناه الفلسطينين ينظر الى فلسطين الى انها مغتصبة و محتلة من النهر الى البحر .. ينظر الى السلطة الوطنية الفلسطينية بانها خدعت و لم تعد تمثل قضية الشعب الفلسطيني و لا تتطلع الى اثبات حقوق الشعب الفلسطيني مطلقا .
و عندما انظر الى صراعنا مع العدو الصهيوني افاجأ بأنه صراع مبني على كسب جولات حاسمة لا صراع عسكري انتهى بمجرد ان وضعت الحرب اوزارها مثل اي صراع اخر عرفته البشرية .
فالاحتلال الاسرائيلي غير قادر نهائيا على اقتلاع جذور الشعب الفلسطيني من بلده خصوصا تلك الجذور التي ما زال الفلسطينين المهاجرين و اللاجئيين و النازحين متمسكون بها منذ عقود من الزمن و لكنه قادر على تغيير ايديولجينا مفهومنا لذلك الصراع .
هو صراع ايديولوجي يفهم من خلاله الاحتلال عقلية الانسان المسلم و العربي و الفلسطيني و على اساسها بدأ يفكر ... و صراع هذا العدو حافل بالعديد من الجولات و الصولات و نذكر منها مثالا لا حصرا :
جولته الحاسمة الاولى التي انتصر فيها هذا العدو ( و التي حصدت نتائج سنين طويلة من كد و تعب و تخطيط هذا العدو ) كانت بتجييره النزاع و القضية من قضية عربية الى قضية فلسطينية ( بدأت هذه المرحلة تحديدا بعد ولادة السلطة الوطنية الفلسطينية )
جولته الثانية و التي انتصر فيها هذا العدو ايضا كانت بصرف عقول الفلسطينين عن قضيتهم و تركيز اهتمامهم بصراع داخلي بين الفصائل الفلسطينية كما حدث في الانقسام الحاد بالراي بين حركتي فتح و حماس .
حولة اعلامية رابحة كسبها العدو الصهيوني عندما استطاع بث الخلاف و الانقسام الفلسطيني في الرأي الى الرأي العام الدولي على مدار الساعة خصوصا في فترة تحول هذا الانقسام الى صراع مسلح اودى بحياة اكثر من خمسمائة مواطن فلسطيني ضحية هذا الإنقسام غير المبرر , للإيحاء و للتعريف بان الفلسطينين ارهابين و غير متفقين فيما بينهم و ان اختلافهم هذا انما يعبر عن ارهاصات فكرية لا تعترف باليهود و شعبهم بالحق في الحياة .
جولات عدة كسبها العدو الصهيوني ... حقق من خلالها مكاسب جمة عندما استطاع ان يخلق انقساما رهيبا بين الدول العربية حول دعمها للقضية الفلسطينية .
و اخطر جولة كسبها العدو الصهيوني هي ما نراى نتائجها اليوم على ارض الواقع الفلسطيني بعد ان اوصل الانقسام الحاد بين فتح وحماس بالانسان الفلسطيني الى ادنى مستوى من الايمان و الفكر و التضحية من اجل قضيته الفلسطينية , و اصبح جل تركيزه البحث عن عمل لشراء بضع كسرات من الخبز لاطعام ابناءه و لا وقت لديه لقضاء فترة في السجن , و البعض وصل مستوى التفكير لديه بالهجرة من فلسطين باحثا عن مستقبل افضل لابناءه و لعائلته .
لا يأبه هذا العدو حقيقة الى وجود السلطة الوطنية الفلسطينية فهي غير مرسومة على الخارطة و تعتبر في نظره مجرد جدران و مكاتب فارغة كليا من اي فكر سياسي و اقتصادي .
هذا العدو ذكي و لا يأبه لتمسك الفلسطينين بجذوره و لمناسبات التضامن الدولية مع الفلسطينين و ان كنا نعتقد نحن و هي كذلك بانها تحي الامل في نشر مفهوم صراع اثبات الحق و تحي جيل جديد من الابناء ملمون بقضيتنا
و لا يأبه هذا العدو الى ما كتب و يكتب من مقالات و عبر و دروس و قصص و فصول دراسية تروى معاناة الشعب الفلسطيني و تشرح قضيته فهي بالنسبة له مجرد مشاعر عاطفية سرعان ما تتلاشى مع الواقع المازوم الذي يعيشه الانسان الفلسطيني و العربي على حد سواء
بينما نحن كفلسطينين و كعرب و كمسلمين ما زلنا نحمل ذات الفكر و المفهوم المشترك و الموحد لاسرائيل بكونها عدو مجرم و مغتصب و محتل و نصفها تارة بالنازية و تارة أخرى بالصهيونية و نعجز عن لملمة افكارنا و توحيدها لترجمة هذا الفكر و المفهوم الى افعال ملموسة !!!
و الى ان نكون قادرين على لملمة افكارنا تلك و صهرها في بوصلة اتجاه مشتركة و واضحة المعالم و الرؤية تكون حينها اسرائيل قد كسبت المزيد من الجولات في صراعها مع القضية الفلسطينية .و لا ندري هل ستكون جولتنا الوحيدة التي سننتصر فيها هي تلك التي نبأ عنها القران الكريم بقوله " فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَاعَلَوْا تَتْبِيرًا " صدق الله العظيم .
و بعد ...
عندما انظر الى دهاء سياسة هذا العدو و كيف ينتمي بافكاره التلمودية و يبني سياسته استنادا الى شريعة بابل و يسيسها داخل مجتمع علماني و كيف نختلف نحن فيما بيننا كفلسطينين و كعرب بصراع جانبي لاثبات اي من افكارنا البالية هي الافضل و غير قادرين على ترويجها و تسيسها داخل مجتمع اسلامي أقف عند مفصل الصراع فيما بيننا و بينهم .
فالصراع ... صراع شريعة بالنسبة لهذا العدو و ليس صراع حدود و جغرافيا و ارض كما نفسره و كما قادنا اختلافنا الفكري الى تفسيره
و المنهج .... منهج مستمد من الشريعة كما يتجه اليه عدونا وو ليس منهج مبادىء للينين و لماركس و لافكار اشتراكية و علمانية كما يحلو لكل طرف منا ان يستمد منه .
و السلاح .... هو سلاح فرق تسد كما يتبعه عدونا فيما بيننا و ليس سلاح ناري او نووي كما نسعى اليه و نكدسه دون اي جدوى .
و هذا الكيان .... لا يابه و لا يعتد لعبارات القدح و الذم بحقه التي تصدح بها حناجرنا صباحا مساءا ... و يخشى فقط من ان نجد بوصلتنا .
و بوصلتنا المفقودة لا تكمن في وجود قائد نخلده او سلاح نحمله او دعم مالي نستقبله .... بوصلتنا المفقودة هي في فكر اسلامي يتبناه الفلسطينين ينظر الى فلسطين الى انها مغتصبة و محتلة من النهر الى البحر .. ينظر الى السلطة الوطنية الفلسطينية بانها خدعت و لم تعد تمثل قضية الشعب الفلسطيني و لا تتطلع الى اثبات حقوق الشعب الفلسطيني مطلقا .
No comments:
Post a Comment