10/31/2013

لماذا تعارض القوى السياسية قانون الصوت الواحد ؟

من سلسلة اوراق حزبية خضراء 

قد يستغرب القارىء الكريم فيما لو قلنا له ان قانون الصوت الواحد هو الاكثر ديمقراطية في قوانين الانتخاب في العالم اجمع و مزاياه عديدة منها : 
1- تحديد ارادة و خيار الناخب التي ينبغي ان لا تكون متعددة 
2- ناهيك عن خلق نوع من المنافسة السياسية بين الأحزاب السياسية ( نحن هنا نتحدث عن مجتمع نموذجي يفترض وجود احزاب يجمع عليها الجميع و تمثل المواطن ) .


و بالتالي فان قانون الصوت الواحد يحد من التاثير السياسي للعشائر فيما لو افترضنا اننا نريد ان نتحول الى دولة مدنية ديمقراطية و في ذلك حديث منفصل يطول .
ما يهمنا هنا القول ان قانون الصوت الواحد يلائم المجتمعات المتمرسة للعمل الديمقراطي و لكنه و اخذا بالظروف الاجتماعية و السياسية التي تغلب على طابع دولنا العربية و من بينها الاردن فان مثل ذلك القانون لا يصلح للتطبيق و هذا ما خلق نوع من المعارضة له .
فالحكومة تعي عدم جدوى قانون الصوت الواحد للتطبيق داخل الاردن و لذلك تبنته لعلمها بان الاحزاب السياسية لن تحظى بنصيب وافر من اصوات الناخبين و بالتالي من المقاعد النيابية و هذا يجعلها بعيدة عن خلق مشروع معارضة فاعلة تثير لها القلاقل بين الفينة و الاخرى .
كما انها تعلم مدى ضعف القاعدة الشعبية للاحزاب و بالتالي فان قانون الصوت الواحد الذي يفترض انه يساعد و ينمي الاحزاب في الدول المتطورة فانه لن يساعد احزابنا في الاردن على الظهور مطلقا .
حقيقة ان قانون الصوت الواحد رغم ديمقراطيته و فوائده الا انه لا يصلح للتطبيق مطلقا داخل الاردن للاسباب التالية او على الاقل طالما تستاثر النزعة العشائرية و العادات و التقاليد الاجتماعية على ارادة الناخبين :

1- فالاحزاب الاردنية و اي حزب اردني لن يكون قادر على حصد اكثر من خمسة الاف صوت / ناخب ايا كانت شعبيه و هذا لن يؤهله لكسب مقعد نيابي فيما لو افترضنا ان نسبة المحاصصة بين السكان و عدد مقاعد مجلس النواب هي 1 نائب/50 الف مواطن - صوت . 
طبعا باستثناء الاحزاب الدينية التي تستفيد من الطابع الديني لمنهجها و بالتالي تكسب تعاطف شريحة واسعة من المواطنين ليس لسبب الا لتبني المنهج الديني في فكره , اما باقي الاحزاب الاردنية و كما شاهدنا في نتائج الانتخابات البرلمانية الاخيرة فانها غير قادرة على الاستفادة من قانون الصوت الواحد مطلقا .
الحلول:
اولا : ينبغي على الحكومة الاردنية ان تعدل من قانون الانتخابات و تلغي قانون الصوت الواحد ليصبح متعدد الاصوات ( صوت دائرة و صوت قائمة وطن ) ليسمح للأحزاب الاردنية باستمالة اصوات اضافية لا تؤثر على ارادة الناخب . و هذا ما عملته في الانتخابات الاخيرة الا ان نسبة نواب القوائم الوطنية الى القوائم الفردية ( المستقلة ) كانت قليلة جدا تمثلت بـ 27 نائب و كان يفترض العكس اي ان تكون غالبية الحصص للقوائم النيابية و ليس للمستقلين .

ثانيا : او بالابقاء على قانون الصوت و بتخصيص كوتا حزبية للاحزاب الاردنية ( و نؤيد هنا الكوتا الحزبية لفترة زمنية مؤقتة لحين ترسيخ الاحزاب الاردنية موطا قدم لها و لكسب تاييد شعبي و انتشار الوعي بالعمل الحزبي ) و هذا الاقتراح ( الكوتا ) قد يكون محل نزاع و خلاف بين الاحزاب نفسها فحزب كجبهة العمل الاسلامي ذو الثقل العبي الهائل لنم يرضى بمساواته مع احزاب ناشئة على سبيل المثال في كوتا حزبية و بناء عليه فانه من الصعب ان تطلب من حزب جبهة العمل الاسلامي مثلا ان يغلب مصلحة التنمية السياسية على مصالحه الحزبية الشخصية و هكذا نجد ان الصراع حول قانون الانتخاب لا ينتهي و ندور و باقي الاحزاب الاردنية في داخل دائرة مغلقة 

شخصيا كناشط حقوقي و حزبي اؤيد قانون الصوت الواحد المضاف اليه القوائم الحزبية و الغاء ترشيح النواب المستقلين داخل القوائم الوطنية و تخصيصها فقط للاحزاب . لانه لا داعي من دخول المرشحين المستقلين داخل القوائم الوطنية بوجود الاحزاب من جهة و بوجود نسبة من المقاعد للترشح ضمن القوائم المستقلة . 
كما و اؤيد رفع نسبة المحاصصة من 27 مقعد لتصبح مائة مقعد و ترك الخمسين الباقية لمستقلين .
بخلاف ذلك فاعتقد اننا نخرج من فوضى انتخابية الى فوضى نيابية لا يحكمها توزيع سياسي مؤثر و عادل و تبقى الاحزاب الاردنية بارادة حكومية مسبقة تهرول مكانها دون ان تحظى باي فرصة لاثبات ما انشئت لاجله و ان كنا نختلف حول ذلك في التفاصيل .
نتمنى ان نرى قانون انتخابات نزيه و شفاف يمارس من خلاله المواطن الاردني ارادته المستقله و دوره الوطني و الواجب و المسئول و ان تجد التنمية السياسية في الاردن طريقها في النمو و الانتشار الافقي بين اكبر عدد ممكن من شرائح المجتمع الاردني العزيز

No comments:

More Labels

2012 مقالات حقوق الانسان العدالة الإجتماعية 2011 احزاب ثورات الغضب الشعبية حملات تضامنية 2014 فساد صور 2015 إعلام الانسان العربي courses certificates online دورات سياسة 2013 أفلام 2008 جرائم ضد الانسانية اديان 2010 حزب الخضر الأردني فلسطين الشرق الاوسط منقول تعليم التمييز العنصري الشباب العربي برامــج سلسلة قانون تراجيديا 2016 ديمقراطية press 2007 ENGLISH media اطفال مصطلحات حقوقية وثائق 2006 تنمية كتب مذاهب سياسية اعلان حريات حقوق تائهة تدوين حرية تعبير 2005 الانتخابات العنف تعذيب دليل دراسي ورش عمل 2009 الإنترنت حقوق المواطنة فكر الإخوان المسلمين البيئة المرأة جوائز حقوق الانسان رسائل شعر و أدب إنساني مظاهرات نشطاء حقوق اللاجئين green policy ارهاب اعلام الحروب الحرية الشفافية العراق المقاومة تقارير جامعات حماس اغاثة العدالة العنف الجامعي اليوم العالمي ايران تنمية سياسية عنف اعتقالات الجزيرة العشائرية ثورة العبيد سلام ويكيليكس Ecology اجندة حقوق الانسان اكراد الإمبريالية الامم المتحدة اليوم العربي انتخابات بروشورات حقوق الاقليات حقوق المعاقيين صحافة مبادرات معاهدات و اتفاقيات 2016 certificates ISIS interview إضراب الاستبداد البرنامج النووي البطالة السلطة الرابعة الغام الملكية الفكرية جامعة الدول العربية حقوق سياسية دراسات سياحة عقوبة الإعدام قافلة شريان الحياة مجلس النواب مدونة سلوك مقابلات منح