بلطجية النظام التعليمي ليست ظاهرة عابرة , هي ثقافة اصبحت متجذرة في المجتمع الأردني ... فالشاب الذي فقد ادنى تربية سلوكية في المدرسة , ينمو على حب المشاجرة و الاحتكاك السلبي مع افراد المجتمع , سرعان ما يتمسك بعادات اقرانه السوء من ادمان على التدخين , سرعان ما يتطور به الامر الى ادمان على الكحول و حمل السلاح الابيض ( الموس ) و البعض الاخر بات يحمل سلاحاً نارياً ...
هذا الشاب فقد حلقة الوصل بينه و بين المجتمع السليم منذ امرت جلالة الملكة بمنع ضرب التلاميذ في المدارس ... بات التلميذ متمردا على واقعه و متاثرا بمحيطه السلبي ... بات يشكل كابوسا على زملائه و على معلمه من توجيه التهديد له بالضرب و الاعتداء عليه .... ففقد المجتمع بذوره الطيبة المتمثلة باجياله الناشئة ...
لقد كان الطالب في ايامنا يخشى من المعلم ان يراه يدخن حتى و ان كان بالشارع العام ... اما الان فان الطلبة باتوا يدخنون و يتعاطون الكيف ( الحشيش ) داخل الغرف الصفية . دون اي اكتراث من المعلم او ان يكترث بهم المعلم حتى .... خشية ان يتعرض لانتقام الطلبة و ذويهم ان وشى بهم ....
بات مجتمعنا يخرج البلطجية بعد ان فشل نظامنا الدراسي لسبب تافه جدا .... بسبب منع ضرب و تاديب المعلم لتلميذه السيْ ....
ان ضرب تلميذ شرقي يختلف عن ضرب تلميذ يعيش في مجتمع واع و مثقف كالمجتمعات الغربية و من الخطا ان ننتقل بمجتمعنا بخطوة واحدة استباقية الى الامام لنقارن انفسنا بما وصل اليه الاخرون ...
ان تلميذنا الشرقي ولد في بيئة متمردة نوعا ما عن تلك البيئة التي نما و ترعرع فيها طفل المجتمعات الغربية او المتطورة ....
ان مجتمعنا مازال متمسكا بعادات و تقاليد متجذرة تحتم علينا ان ناخذها بعين الاعتبار عند رسم اي سياسة تعليمية مثل " منع ضرب الطلبة " فمجتمعنا مازال يشحن ابناءه على ضرورة الانتقام من المعتدي و مازال يلقن ابناءه بان يكون قويا و لا يسمح لأحد بالاعتداء عليه .. و افضل وسيلة لخلق نوع من التوازن مع ثقافة المجتمع كانت وسيلة ضرب و تأديب الطلبة لا بمنعها ... حيث زاد الاجراء من تعنت و تمرد الطلبة ...
لقد بات المدرس يعاني من كابوس الاستهزاء به و من كابوس تعرضه للضرب اذا وبخ احدهم بل و بات يذهب الى المدرسة فقط لمجرد ان يعطي الدرس غير أبه إذا استوعب احدهم الدرس ام لا ... بات ينتظر نهاية كل شهر بفارغ الصبر ليقبض راتبه ليس الا ... و لم يعد لديه أدنى رغبة بان ينشىْ جيلا او يساهم في نهضة مجتمع ....
هذا التحول الجذري في نظام التعليم بدا واضحا و جليا منذ صدرت الاوامر بمنع ضرب الطلبة ....
كان حري بوزارة التربية و التعليم و بدلا من ان تقول للمكلة حاضر ستي ... ان تنبه جلالة الملكة بانه لا يجوز تطبيق هذا القرار بدون تطبيق عملي جزئي للوقوف على نتائجه من سلبيات و ايجابيات قبل اعتماده كلبا ً .... فالملكة غير مطلعة على ثقافة وسلوكيات الاحياء الفقيرة و الشعبية و التي تعتبر البيئة الخصبة التي تترعرع فيها البلطجة على اختلاف انواعها .
نحن لا ننظر الى معاناة معلم معين ام ماساة بلطجي معين ... نحن ننظر الى ما سيحمله المستقبل لنا من اجيال لن تكون قادرة على بناء اسرة و المساهمة في بناء المجتمع ... بعد ان يفتقد الجيل الى التربية السليمة و السلوك السوي ...
فهل هذه الاجيال ستحافظ على قيم المجتمع الاردني و عاداته و على الوطن ام ستكون اول من يتنازل عنها و عن الوطن امام اقل عاصفة ....
لا اعتقد باننا نبالغ عندما نصف مثل هذه الظاهرة و نعول اسباب فشل النظام التعليمي عليها فنحن اكثر دراية من الوزارة عن نتائج سياسة التعليم الفاشلة ( سياسة منع تاديب و ضرب الطلبة ) و اثارها على الطلبة و المجتمع ... فنحن نرى الظاهرة في الشوارع و في الاحياء و نراها بادية على وجوه الشباب الاردني الذي اصبح يحمل علامة فارقة على وجهه ( ضربة موس ) او سيجارة حشيش او هاتف خلوي مليْ بالافلام الاباحية بخلاف ما يرويه لنا الاساتذة من معاناة و من مشاهدات يندب لها الجبين
مفردات شائعة الاستعمال و تستعمل بكثرة لدى بلطجية النظام التعليمي الاردني :
سيجارة - حشيشة - موس - مسدس - علبة جل - بنطلون ساحل - علبة واكس- صديقة - تلفون خلوي - سبايكي - افلام اباحية ...
حلول سريعة :
1- العودة الى نظام تاديب الطلبة
2- اقرار وزارة التربية و التعليم لسلسلة اجراءات عقابية .
3- اعطاء المدرس صلاحيات اوسع للتوصية بالفصل / توقيع العقوبات .
4- التوسع في المناهج التربوية - السلوكية - الاسلامية : بعد ان طبقت بعض سجون الولايات المتحدة الامريكية ؟؟؟؟؟!!!!!! ( سبحان الله ) نظام الدعوة الاسلامية على السجناء فكانت النتائج ايجابية .
نصحية مجانية لوزير التربية و التعليم الاردني :
اتق الله في عملك و في منصبك و فيما اوكلت اليه من مسئوليات فانت مسئول عن اجيال و كل ذلك بشحطة قلم ؟
No comments:
Post a Comment