أعجب من حماسة المرء في دعم قضية شعب ضد نظامه , و تجده في ذات الوقت منحازاً لنظام يمارس الاضطهاد بحق شعبه.
حقاً أعجب من هؤلاء .....
فهل يختلف أطفال سوريا أو شعبها عن أطفال فلسطين و شعبها على سبيل المثال ؟!
أم ان مطالب شعب معين ترتقي لمستوى الدعم أو المطالبة و مطالب الشعب الأخر لا ترتقي ؟!
أستعجب من هذا التناقض في النظرة الى ذات الإنسان و مفهومهم للإنسانية ؟!
أستغرب كيف يتحمل البعض بل و لا يبالي بمشاهد القتل و الحرق و التهجير و التدمير لبعض الشعوب المضطهدة و لا يحركون ساكنا , بل و على النقيض يؤيدون افعال الطرف المعتدي و يبررون له افعاله ؟!
و يزيد إستغرابي من هؤلاء عندما اجدهم يتضامنون و يعتصمون من أجل قضية شعب اخر و يأسون لمعاناتهم ؟!
بعضنا ينظر نظرة دنيوية هنا و نظرة فوقية هناك ؟!
و كأن الانسان قد إختار قدره و لونه و جنسه و أصله ؟!
للأسف نحن شعوب فقد أبنائها إنتمائهم للانسانية عندما قرروا الانتماء لمذاهب فكرية و سياسية و أصبح لكل منا مذهبه الخاص و حقه في التعبير و أصبح بالتالي للأخرين الحق في الدفاع عن ماذهبهم ضد ما نسميه نحن حقنا في نقدهم !!!!!!! و هلم جر ... بتنا نعيش و نحيا في فكر و قناعة و مفهوم يدور ضمن دائرة تقود الى الصراع و الاقتتال و البغض و الحقد , و كل ذلك من باب حرية المرء في دعم من يريد و فعل ما يريد ؟
فتذهب الاحزاب الى الجحيم
و لتذهب الافكار السياسية الى الجحيم
و لتذهب التفرقة العنصرية القائمة على الديانة الى الجحيم
و لتذهب الحركات المسلحة الى الجحيم
..................................... و ليبقى الانسان .
أليس ذلك ضمن دائرتي حيث أعبر من باب حرية الراي و التعبير ؟!
ما يريح ضميري أن الجميع ذهب للجميع و بقي الإنسان فقط .
فتحية الى ذلك الانسان أينما وجد و كان بغض النظر عن دينه - مذهبه - عرقه - أصله - جنسه - قوميته - سنه -مذهبه الفكري - مذهبه السياسي او إعاقته الجسدية .
يا من دعمت شعبا هنا و تأسيت له و تغاضيت عن معاناة شعب أخرهناك و لم تبالي , فانت عديم المشاعرالانسانية ... ليس لديك حس انساني ؟
يا من دعمت شعبا هنا و تأسيت له و لم تتغاضى عن معاناة شعب أخر هناك .. فانت صاحب حس إنساني ... لأنك إنسان نضجت مشاعرك فعبرت عنها بإنسانيتك .
No comments:
Post a Comment