قد لا يكون أي برنامج عمل إنساني ناجحاً مالم يتوفر لدى القائمين عليه ركيزة الحس الانساني باهمية و ضرورة ما يقومون به من عمل إنساني يعتبر كواجب تجاه جنسهم البشري . رغم ان المال يصنع احيانا برنامجا يبدو و كانه ناجحاً الا انه و بدون الحس الانساني يكون فارغاً من المشاعر الانسانية و سرعان ما ينتهي هذا البرنامج دون ان يحقق الهدف الاساسي منه و هو شمولية العمل و المساعدة لأكثر قدر ممكن من البشر ؟
هذا ما يدعى بركيزة العمل الانساني و عماده الاول و الاهم .
و الركيزة الثانية و التي تاخذ اهميتها من كونها تضع العمل الإنساني في مكانه الصحيح هي تلك التي تستشعر حاجة المجتمع للبرنامج او للعمل الانساني , بحيث يكون العمل ضروريا و ذو اهمية للفئات المستهدفة و يغطي جزء كبير من احتياجاتهم .
رسم البرنامج الانساني او العمل غالبا ما يستوحى من حاجة المجتمع و تدور تفاصيله في ذهن منسق البرامج او فريق العمل سرعان ما ترسم تفاصيله بالقلم على ورقة صغيرة , في محاولة لاستجماع اكبر قدر ممكن من تفاصيل البرنامج كالغاية و الهدف و فريق العمل و الامكانيات المتوفرة مقارنة مع ما هو مطلوب , المدة الزمنية و اليات العمل و انتهاءً بتوزيع ادوار المتطوعين و الوقوف على النتائج .
رسم البرنامج عمل ممتع و الأكثر متعة خلال اعداد و رسم البرنامج هو ان يكوننابعاً من حس إنساني و بخلافه فغن البرنامج سيكون مرتبطا بعلاقة عمل رسمية تضع معايير لا اخلاقية على رأس العمل حيث تنعدم مبادىْ النزاهة وتغلب مبادىْ الجدوى الاقتصادية لضمان تحقيق اكبر قدر ممكن من النجاح للمشروع .
لا نختلف حول ضرورة وجود جدوى من المشروع و لكن ما يميز رسم البرنامج المقرون بحس انساني ان البرنامج يخرج شفافا و متكاملا و نزيها معتمدا على معايير إنسانية بحتة كالاحترام و عدم التمييز و المساواة و تقبل الراي الأخر و العمل بإخلاص و محبة .
ذلك ما تعلمناه من تجربتنا التي ما زلنا نغذيها بتجارب الأخرين شاكرين لهم ما علمونا اياه و سنكون شاكرين أكثر لمن يعلمنا من تجربته ...
No comments:
Post a Comment