" أكتب هذه الخاطرة منتقداً طريقة عمل الاحزاب الدينية و مفهومهم للعمل السياسي و للاسلام السياسي على العموم . غير منتقد لفكرهم الإسلامي و العياذ بالله اوز لشخوصهم ... لذا اقتضى التنويه "
إن اكبر خطا ارتكبه حزب جبهة العمل الاسلامي و الاحزاب الدينية عموماً ... هو عندما قرروا ان يعملوا في حقل السياسة غافلين ان العمل السياسي و ان لم يكن نوع من الخداع و النفاق فهو تدبير امور العامة يتوجب ان يبدأ من القاعدة لا باختصار العمل السياسي و مفهومه على انه وصول الى السلطة حتى يتم اصلاح امور العامة .
فكيف لحزب يعرف نفسه بانه حزب سياسي قائم على ايديولجيا دينية ان يدير امور العامة بدون ان يكون له برنامجا سياسيا او فكريا او ثقافيا واحدا يخدم المجتمع او الدولة او المواطن .... و لم يقدموا على مر تاريخهم اي برنامج يساهم في معالجة الامراض الاجتماعية و الفكرية المنتشرة داخل المجتمع ...
ما يفعلوه للاسف - و ليس ذلك مقصودا منهم انهم يكسبون انتماء المواطنيين للاسلام فيوالونهم و فيشحذون اصواتهم ... و يستغلون الاحكام الاسلامية فيطلقون الفتاوي الجاهزة و المعدة مسبقا منذ اكثر من الف عام ... و يستغلون قراّن الامة فينشأون مراكز تحفيظ القراّن ... ليس هكذا هو الاسلام السياسي و العمل السياسي على العموم .
الاسلام السياسي يكمن بالعمل من القاعدة و ان لم يملكوا زمام السلطة ... بأن يكون للحزب برنامجاً سياسياً فكرياً و إقتصادياً و إجتماعياً يتقربون من خلاله من المواطنين بما يقدمونه من خدمات و برامج لا من خلال التقاء نقطة الانتماء الديني ؟!
بالفعل راجعت تاريخ الجماعات الاسلامية التي انشئت احزاباً فوجدتها لم تضف شيئا يذكر على المشهد السياسي من فقه للواقع ( تطويع الواقع ضمن المفهوم الاسلامي ) و لم تقدم شيئا يذكر للعمال او الاطفال او النساء او للمشهد الديمقراطي من مبادرات و لم تتبنى اي نوع من قضايا العدالة الاجتماعية التي يعاني المواطن كثيرا من انعدام عدالتها ...
اجندتهم هي هي ... الموت لاسرائيل – الموت لامريكا – الموت للشيطان و المواطن لا يجد ما يقدمه حزب جبهة العمل الاسلامي له شيئاً و بالمقابل فان قلة الخبرة و سعياً نحو تحقيق هدف الوصول الى مراكز صنع القرار تجعلهم يقيمون احيانا تحالفات او علاقات مشبوهة مع اطراف لطالما لم تعترف بهم الاحزاب الدينية كالتحالف مع الاحزاب القومية و عدم الممانعة من اجراء محادثات و مفاوضات مع عدوهم الاول الولايات المتحدة الامريكية ان جاز التعبير ... فأي تناقض هذا الذي يدور من وراء الكواليس و نجدهم في ايام الجمعة يحرقون العلم الامريكي تارة و العلم الاسرائيلي تارة اخرى ؟!!
باتنا الدينية حيث يكون التناقض و التحالف و العلاقات باسم الدين ؟!!
لعل الاسلام السياسي يبدا من الشارع ببتوعية المسلمين بدينهم
يبدا بتوعية عاهرات الشوارع و انشاء جمعيات تعاونية لدعمهم
يبدا بالدفاع عن حقوق المواطنيين و العمال و و و و
الاسلام السياسي هو الذي يفرض منطقه على المذاهب السياسية الاخرى بالحجة و الاقناع و الجدوى و العمل المميز
العمل السياسي يتطلب جلوساً و تعاوناً و تفاوضاً مع ما يوصفون باعداء الامة و ممن يوصفون بالكفار و ممن يوصفون بالمحتليين و الغاصبين
العمل السياسي يتطلب النظر و التعامل مع جميع المواطنيين على انهم سواسية ... علمانييهم و متديينهم - مسلميهم و مسيحييهم ...
ان تجربة حزب العدالة و التنمية التركي من منظور الجماعات الاسلامية العربية لدينا سيعتبر متخلفا و متناقضا فيما لو ابقت جماعاتنا الدينية على فكرها و مفهومها للعمل السياسي .
No comments:
Post a Comment