من سلسلة اوراق
حزبية خضراء
مع اداركنا و تفهمنا
المسبقين لما يواجهه العمل الجماعي في عالمنا العربي و في دولنا النامية على العموم
من تحدي خاص يختلف عن التحدي التقليدي السائد بالبحث عن مصادر التمويل .
هذا التحدي الذي قد
يواجهه اي عمل جماعي في عالمنا العربي يتمثل ببناء الفريق و المشاركة الفاعلة و العمل
بروح الفريق الجماعي رغم وجود بعض الاستثناءات و النماذج الناجحة .
هذا التحدي يتمثل في
بناء اتفاق ضمني بين اعضاء الفريق و مدى مشاركتهم
الفاعلة في تنفيذ البرنامج من عدمها بسبب بروز او تحرك مشاعر خاصة لدى بعض اعضاء الفريق
(قد تظهر جليا او لا تظهر ) تبنى غالباً على
حسابات خاصة و على نزعة داخلية تكون مكبوتة
كشرط اساسي للتواجد و الظهور و المشاركة ضمن
هذا الفريق ,
و قد لا يظهر مثل هذا
الشعور و يطفو على السطح مطلقا ان ارتأى الشخص
ان يناى بنفسه عن المشاركة لعدم جدوى تحقيق الغايات الخاصة .
لعل ذلك مرده الى النزعة
المجبولة داخل النفس البشرية التي تميل الى حب القيادة للبعض منا ناهيك عما تتصف به مجتمعاتنا العربية
من :
1- الرهبة و التخوف
من الانضمام الى العمل الجماعي خصوصا اذا كان الامر يتعلق بعمل حزبي او تجمهر بشان
مطالبة .
2- بروز ثقافة العيب
احيانا لدى البعض فيما يتعلق ببعض الاعمال الجماعية كحملات نظافة هنا او حملات ترويجية
هناك لعمل معين
3- حب الظهور و القيادة
المنافي للتهميش و عدم لعب اي دور داخل فريق
العمل الجماعي
4- عدم الحصول على مكاسب
خاصة و تحقيق غايات شخصية .
5- عدم وجود وقت فراغ
يمكًن العضو من المشاركة الفاعلة .
6- بروز نوع من المشاعر النفسية السلبية الداخلية ( تحرك مشاعر الغيرة
) من قبل بعض الاعضاء الفريق تجاه بعض الاعضاء البارزين , قد يجعلهم يناون بانفسهم
و يتخذون القرار بعدم المشاركة , و لعل المقولة السائدة : " لما لا اكون انا صاحب الفكرة
و قائد البرنامج " تكون في نكانها الصحيح في هذا السياق .
لعل تلك الاسباب أنفة
الذكر او بعضها هو من يقلل من تنمية و شان العمل الجماعي و إزدهاره في عالمنا العربي بل و قد يجد الطريق غير ممهدة امام نجاحه و ديمومته و من قدر له ان ينجح نجد نجاحهم
و قد بني على قمم من المشقات و التحديات الخاصة و هي ما واجهناه في المراحل الاولى
من تاسيس حزب الخضر الاردني من عوائق ثانوية تمثلت ببعض المقالات و المواقف المشوهة,
اسفين ان نرى جوهر الفكرة يتحول الى رغبة لدى البعض مدركين سلفا ان الطريق لن تكون
ابدا ممهدة و لا ينبغي لها ان تكون فيما لو اراد الانسان ان يتذوق طعم النجاح و
يحقق أهدافه .
اننا ندرك جليا حجم
الصعوبات و التحديات التي ستواجه حزب الخضر الاردني في المستقبل في العمل على
تغيير و ازالة هذه الانماط التقليدية في التفكير حتى نستطيع العمل ضمن برنامجنا
لنحقق اهدافنا , مسلمين بان التدهور البيئي على سبيل المثال و الحاصل في الاردن و الذي يهدد مستقبل اجيالنا لم نكن لنشهده يتزايد يوما بعد يوم رغم وجود عشرات الجمعيات و مئات النششطاء و من
خلفهم سفارات و رجال اعمال و وزارة بيئة متخصصة لولا شيوع مثل هذه الانماط التقليدية في التفكير
الذي حول تدهورنا البيئي الى نشاط ترفيهي لا يكتمل الا برحلات سياحية و ترفيهية
برعاية من سمو اميرة احيانا و برعاية من سفارة
اجنبية احيانا اخرى .
اختزلوا تدهورنا
البيئي في رحلة سياحية غالبا ما يختار لها احد ايام الـ weekend تنتهي بالتقاط صور تذكارية مع صاحبة سمو هنا و
سعادة سفير هناك و في احسن الاحوال احتفظوا ببعض الصور الذكارية التي تصور
التقاطهم لكيس نفايات او وقوفهم الى جانب شجرة خضراء تستغيث . بل لم نشهد لهم يوما انهم تواجدوا في منطقة من مناطقنا الشعبية او في مدينة من احد مدننا الاقل حظا في
التنمية لينشروا توعيتهم و برامجهم حيث هناك التدهور البيئي الحقيقي و حيث ينبغي
ان يكونوا .
لعل الفائدة
الوحيدة مما نراه من ذلك تمثل في تنشيط سياحتنا الداخلية و لو على حساب بيئتنا .
الى جانب ذلك
شاهدنا العديد من النشطاء و الجميعيات النشطين و الواعين لماهية التدهور البيئي
الذي يعاني منه الاردن . اباحوا لنا بالتحديات التي تواجههم في تحقيق اهدافهم غير
السياحية و كيف يتم تهميشهم من مسئولي البيئة و روادها في الاردن لكونهم لا
يعتبرون من الطبقة البرجوازية !!!
No comments:
Post a Comment