كنت اقف عند الاشارة الضوئية جالسا خلف مقود سيارتي ارقب شاب في مقتبل العمر يقف عند جزيرة وسطية يحمل كوبا من القهوة , و يبدو انه اكمل احتسائه و هو يقف منتظرا الفرصة المناسبة ليقطع الشارع .. و عند انتهاءه من الكوب ... وضع هذا الشاب - و الذي لا يبدو عليه انه غير متعلم - كوب القهوة بجانب قدمه بطريقة تبدو له و كانه فعل شيء باسلوب حضاري و من ثم بادر لقطع الشارع ..
المفاجاة انه و عند قطعه للشارع كانت تتواجد هناك حاوية قمامة كبيرة الحجم امامه و امام ناظره على ما اعتقد و قد لا يعجز عن رؤيتها اي شخص و لو كان بعيدا عنها مئات الامتار .
حقيقة قمت بتحليل هذا التصرف بيني و بين نفسي و حتى بعد متابعة سيري بعد فتح الاشارة الضوئية لاقف عند حقيقة واحدة مفادها ...
النظام التربوي لدينا قصر جدا في تلقيننا ابجديات حقوق البيئة كما قصر في جانب اخر في تلقيننا ابجديات حقوق الانسان و احترام الاخرين .
لا استطيع هنا ان احمّل ولي أمر هذا الشاب المسئولية المباشرة عن هذا السلوك و ان كان لهما دور ثانوي في ذلك .
نحن نريد نظام تربوي يلقن اجيالنا اللاحقة ابجديات حقوق البيئة و هذا ليس عيبا ... ريثما نقطف ثمار سلوكهم السوي و الايجابي بعد عشرة او خمس عشرة سنة ( اي حينما يبلغوا الرشد و يطبقوا ما تلقنوه من ابجديات )
و رغم اننا نؤمن بتشديد العقوبات و تغليظها و لا بأس من وجودها الا انه و في ظل عدم وجود ثقافة احترام الراي الاخر المترسخة لدينا فاننا حتما سنلتف على تلك العقوبات بطريقة ما و لن يكترث لها اغلبنا .
فنلعود الى بيئتا المدرسية طالما ابتعدنا عن قيمنا الدينية شيئا ما .
No comments:
Post a Comment