كم كنت سعيدا و
انا اشارك في الإعتصام الجماهيري الكبير و الجميل الذي نفذته قوى الخير و الضمير
الحي في وطننا الجميل (الأردن) رفضا و تنديدا لوجود هذا الكيان الصهيوني المجرم في
قلب الأردن .
و كم كنا سعداء كحزبيون
و كنشطاء و كحراكيين , و نحن نهتف بإسم الاردن و الشهداء و الوطن بصوت واحد و بقلب
واحد من مسافة غير بعيدة عن هذا الكيان ,
هاتفين ضد إجرامه و وجوده , جازما ان صيحات التكبير و التنديد كانت تصل الى مسامعه
و يقع تأثيرها عليه كوقع الخنجر في قلبه و
عقله و وجدانه .
شيء وحيد آلمني و فاجأني و شكُل لي غصًة ... ذلك ما رأيته عند مغادرتي لمكان
الإعتصام و انا أقود سيارتي بين شوارع منطقة الرابية المحيطة بمسجد
الكالوتي و التي أجهلها , حيث كنت أرى في كل
شارع فرعي رتلاً من آليات الدرك و سيارات الأمن بمختلف انواعها تحاصر جميع الشوارع الخلفية و التي تليها لمكان
الاعتصام , مشكُلة حلقات أمنية متينة لتحيط بمكان الإعتصام لمنع أي عملية تقدم او إختراق
كإجراء أمني عالي التخطيط و الحس ؟!
بالفعل كان ذلك
المشهد مؤثرا علي و كم أشعرني بالإهانة و أنا أرى الحكومة تجند كل قوات أمنها على
إختلاف مسمياتها و لن أبالغ إن قلت بأنها إستدعت كل قوات الإحتياط لديها ليشكلوا
درعا واقيا لهذا السرطان الذي يتواجد داخل جسمنا ؟! في إشارة بالغة منها إلينا
كمواطنين إلى ان العرف الدبلوماسي يجبرها حماية السفارات و لو كان ذلك على أرواحنا
و أنه لا يوجد في قاموس عرفها عرف يعترف او يحمي الكرامة او الروح الانسانية او رأي
الشعب او حتى القضاء ؟!
كم تمنيت لو كنت أعرف
شوارع الرابية الفرعية جيدا لأختصر تلك الطرقات المزعجة و المهينة لي بمشاهدها التي رأيت .
حينها أيقنت جيدا
ان سفارة هذا السرطان تنام قريرة العين هادئة , مطمئنة داخل جسدنا الوطني , العربي
حتى يأذن الله لنا بدق مضاجعهم و طردهم شر طرده من هذه الأرض المباركة .
No comments:
Post a Comment