اذا إقتنعت الحكومة بان ذلك المجتمع الذي يطالب بالاصلاح هو من سعت الى جعله يتبوا اعلى درجات التعليم فحينها تقتنع بالاصلاح كمطلب تتبناه من مجتمع واع , و اذا اتفق الجميع على محاربة الفساد بدون اثر رجعي منعا لبروز النزعة العشارية فحينها يكون الاردن قد خطى الطريق باكمله و بانتظار ان يقطف المجتمع الاردني ثمار ذلك .
و حتى لا تضاف كلماتي الى الاف الكلمات و العبارات التي قيلت و تقال بشان ضرورة الاصلاح و مكافحة الفساد في الاردن فانه بات من الضروري جدا أن يتم تبني طريق اصلاح حقيقي للاردن تجمع كافة القوى و التيارات و الشخصيات السياسية عليه .
و الاصلاح ظاهرة طبيعية لمجتمع سعت الحكومات الاردنية المتعاقبة و على مدار اكثر من خمسة عقود على توعيته و تثقيفه و التفاخر بما حققه من مستوى تعليمي فبات من الضروري جدا للحكومة الحالية ان تنصت الى مجتمعها المتعلم و الذي اضحى يطالب بمشاركتها في صنع القرار و في التخطيط للمستقبل .
و حتى يتجنب الاردن فوضى المطالب المنادية للاصلاح مع ولادة قيصرية كل يوم تقريبا لحركة و جبهة و اتحاد باتت تشكل عبئا ديموغرافيا و باتت تنتمي حسب الأصول و المنابت و العقائد ( ناسف لاستخدام مثل هذه التعابير العنصرية ولكنها تدل على واقع حقيقي ) مما يضع الأردن في مواجهة حقيقية مع فوضى الاصلاح او بالاحرى فوضى الرغبة الجامحة للتحرر نحو ممارسة ديمقراطية لن تحمد عقباها كونها أتت على عجلة من أمرها .
و الاصلاح مع ضرورته الى جانب المطلب الرئيسي المتمثل بمكافحة الفساد الا انه يختلف عنه من حيث ماهيته, و الذي يتوجب الانطلاق لتحقيقه بدون أثر رجعي حفاظا على الأردن كوحدة وطن و مجتمع , نظرا لكون المجتمع الاردني مؤسس على تحالفات عشائرية و بالتالي ستظهر النزعة العشائرية ضد اي تهمة فساد توجه لأي من أبنائها , و لن نقف كثيرا عند مقولة بان القانون يحكم الجميع لأن القانون اثبت عجزه الواضح في كثير من المواقف . و يتوجب علينا كمواطنين ان نضحي بما فات و نجب ما سبق من ملفات فساد , محاولين ان نضمد جراحنا سريعا و العمل على لملمة اصواتنا للبدء في مرحلة اصلاح و مكافحة فساد جيدة تؤطر على اسس دستورية و قانونية .
و لنقف جديا كمواطنين واعين امام هذه الفوضى التي ارهقت الأردن و جعلته يخسر الكثير من مواقفه الخارجية في محاولة للتركيز على الشان الداخلي ... فالاردن خسر مكانته كشريك استراتيجي للفلسطنيين و بات أكثر حذرا من قناة الجزيرة لتفادي تسليط بوقها عليه .
هذا رأي الشخصي المضاف الى آراء اكثر من أربعة ملايين مواطن باتت تشكل كابوسا مرهقا على مجتمعنا الاردني .
من مظاهر فوضى المطالبة الاصلاح
مظاهرة لطالبات الابتدائي للمطالبة بتغيير المريول المدرسي
نفذت مجموعة من طالبات المرحلة الابتدائية في لواء الرصيفة واللاتي لم تتجاوز اعمارهن سن "الحادية عشر" بعد ظهر اليوم الثلاثاء اعتصام تحت شعار ( الطلبة يريدون تغيير المريول) للمطالبة بتغيير الزي المدرسي وهو ( الزي الرسمي لطالبات المدارس في الأردن والذي ترتديه طالبات المدارس الحكومية في الأردن منذ ما يقرب الاربعة عقود او اكثر)
وقد تضمنت التظاهرة رفع ألافتات وحمل أوراق رسم عليها تصور الطالبات المستقبلي للمريول الذي يردنه وهو عبارة عن قميص زهري اللون مزين بأزرار متوسطة الحجم وتنوره واسعة او ما يعرف ( بالكلوش) ذات لون نهدي فاتح .
وافادت احدى الطالبات: ( لقد مللنا اللون الازرق والاخضر وطريقة تفصيل المريول).
وقد بدت الطالبات بهتافهن الحماسي جادات في تحقيق مأربهن وإيصال أصواتهن إلى صاحب القرار في شأن الزي المدرسي معالي وزير التربية والتعليم، وقد تسببت بدهشة لذيذة ممزوجة بالفرح في قلوب المارة من جراءتهن والقدرة المميزة على تنظيم أنفسهن فالهتاف جاء بصوت حماسي موحد بينما تولت أحداهن دفة القيادة بكل حرفية اذ ظهروا كجيل واعٍ ولد بالفعل في رحم الديمقراطية.
No comments:
Post a Comment