لا يختلف حالنا نحن مواطني العالم العربي قبل انطلاقة ثورات التحرر الشعبية ضد الانظمة المستبدة , عن حال عبيد الإمبراطورية الرومانية قبل الميلاد ب 73 عام . أو عن حال عبيد مدينة نيويورك قبل العام 1892 , رغم اننا حظينا بدرجة من التعليم و رغم اختلاف لون البشرة و رغم انتمائنا و أنظمتنا الى ديانة الاسلام التي حرمت الرق و الاستعباد .
نموذج من أحد أنظمة الاستعباد
فالنظام مقدس و العلم مقدس و الدستور مقدس .
المطالبة بتعديل القران الكريم اهون على الحاكم من المطالبة بتعديل الدستور.
النظام ينعت بالفخامة و التعظيم و التشريف و الحفظ و الصون من كل مكروه.
قذف النظام و شتمه جريمة يعاقب عليها القانون بينما ترك لك الحرية لتشتم الذات الالهية و الانبياء واحداً تلو الأخر .
سمح لك النظام بالترشح للرئاسة لتجميل العملية الانتخابية ليس الا و كل من سينتخبك سيعلن والده و والد والده . بل و كيف تجرأ على الترشح و النظام يهيأ ابنه لخلافته ؟!؟
اذا عارضت النظام فمكانك السجن مع تهمة جاهزة و متعارف عليها : اثارة البلبلة أو الفتن الطائفية أو الخيانة مع العدو . حيث التعذيب الذي لم تجد له البشرية مثيلاً في الشكل و الادوات و باتت باكستان و الصين و دول العالم الثالث تستورد منا الاساليب المبتكرة للتعذيب . و الغريب ان النظام لا يخبرنا من هو العدو حينها ؟!؟
إذا عفا عنك النظام فعقوبتك البديلة هي النفي حيث استبدلها لاحقاً - لتجنب صيحات الاستهجان الدولية - بالقتل دون أي أثر لجثتك و تحت ذريعة غير معلوم المكان .
اعلام نظامنا كان موجها بدرجة عالية من التركيز حيث غسلت أدمغتنا و بتنا نردد ان العالم كله متخلف باستثناء نظامنا و الخبر الأول الذي يتصدر اعلامنا على الدوام اصبح روتينا في حياتنا حيث قام النظام بإفتتاح أو بلقاء أو بزيارة .
كنا نعيش من أجل العمل لنأكل و نشرب فقط .
ممنوع علينا ان نعارض أو أو نبدي رأينا أو ننتقد .
مجرد التظاهر للمطالبة بتحسين الاوضاع المعيشية كان يعتبر خروجا عن القانون .
ماذا أقول و ماذا أضيف .... فكل نظام عربي كان يقرر سلفاً ما هي حقوق مواطنيه و ما هي الخطوط الحمراء و ما هي الخطوط السوداء و كل نظام يختلف في اسلوب تعامله مع مواطنيه رغم ان النظرة للمواطنين مشتركة و هي أنهم عبيد .
نحن أمة العبيد و أمة الرق و الاستعباد و لولا حالنا ذلك لما إضطررنا الى القيام بثورات شعبية للتحرر من الاستبداد و الظلم .
انظمتنا تجاهلت أو بالاحرى أعمي بصرها عن سنًة الهية أن جزاء العمل من جنس العمل و ان العقاب الالهي بالمرصاد و ان المولى يمهل و لا يهمل .... فها هي أنظمتنا العربية تسقط واحدا تلو الاخر ... بعضهم يفر كالفار و بعضهم سيقتل نتيجة تحديه لارادة الشعب و بعضهم يسجن ....
تحولت الانظمة المستبدة الى بيوت عناكب واهية سرعان ما تسقط و ليس ذلك الا عندما اتحدت ارادة الشعب للمطالبة بالحياة.
تحولت وسائل و ادوات الانظمة من اجهزة و ادوات الى هياكل عظمية لا حول لها و لا قوة أما زئير الشعوب المطالبة بالتحرر.
لا لم نعد خائفين ... فليس النظام مقدساً ... لا لن نقول بعد اليوم " حفظه الله " ... بل سنقول " الله لا يحفظه " .
لن نقول المعظم و لن نقول الافخم بعد اليوم . سنلوم أنفسنا كثيراً على ما هالة التقديس التي صنعناها حول أنظمتنا بعد ان تبين جبنهم و حقارتهم ضدنا .
لن نقول الله - النظام - الوطن
سنردد الله اولا - الشعب ثانيا - الوطن اخيرا
فنحن الشعوب من صنع الانظمة و سمحنا لها باستعبادنا لاننا كنا خائفين ... نحن نبني الوطن فنحن أولى بالتعظيم من الوطن .
فلتذهب انظمتنا الى مزابل التاريخ .... سنزيل اثارها من ادمغتنا .... سيزول كل من والاها و أيدها ... سنعمل على غسل أدمغتهم بمصطلحات أكثر فائدة لهم ... سنعلمهم الديمقراطية و الحرية و المسئولية و معنى الانتماء الحقيقي للوطن و المجتمع حيث لا ولاء للنظام حينها .
الأن ظهر لنا الوجه الحقيقي لأنظمتنا ... بعضهم كشف عن وجهه القبيح و عامل ثورة تحررنا بوحشية و قمع ... بعضهم ركض كالفار مسارعا لاصلاح و تنفيذا لمطالب مواطنيه ... أيا كان وجه انظمتنا القبيح ام الجبان فالنظام ساقط لا محالة ... لسنا نحن من يقرر ... إنها سنة الله في كونه . سيذهب النظام و يبقى الشعب ؟؟؟!!!
و بالانابة عن كل مواطن عربي ظلمه النظام - سجنه النظام - عذبه النظام - قتله النظام - شرده النظام أقول : تفو عليك با نظام
No comments:
Post a Comment