يؤلمني جداً رؤية سقوط ضحايا ابرياء على يد قوات القمع السورية بدون اي وجه حق و بلا اي ذنب ارتكبوه الا لممطالبتهم بالحرية و الاصلاح الذي لا يكون الا باسقاط النظام و هذا وصف واقعي لنظام لا يعترف باصلاح يمكن غيره من تداول السلطة مكانه و لا يعترف باصلاح ينتقده و يعارضه , و لا يعترف باصلاح يحد من سيطرة عائلة الاسد على صناعة القرار السياسي و الاقتصادي .
و أكثر ما يؤلمني هو رؤية جزء من الشعب السوري القانع تحت وطاة الخوف و الرهبة من معاداة النظام و الجهر و الخروج من السجن النفسي الذي يعيش فيه , مع علمنا بان ضميرهم يانبهم و يلومهم و ان دافع خوفهم على مستقبلهم هو من يجعلهم بوقا للنظام .
و لكن ... تبقى ارادة الشعب السوري - الذي خرج باعجوبه عن صمته و كسر حاجز الخوف و الرهبة الذي كان يكبله و يقيده لسنين طويلة , - تبقى أقوى من النظام السوري الذي يختلف عمن سبقه من انظمة منهارة من حيث تمكنه و سطوته داخل سوريا و لاختلاف الظروف السياسية التي قد يصب بعضها لصالح النظام السوري . فالنظام السوري وان كان اضعف من ارادة الشعب الا ان سقوطه لن يكون سهلا و لن يقطف الشعب السوري ثمار الحرية الا بعد تضحية و معناة كبيرتين و لن يكون ذلك خلال فترة وجيزة كما حدث في كل من تونس و مصر .
فنظام الاسد الذي تقوم فلسفته في الحكم على البقاء الى الابد على استعداد تام لابادة نصف الشعب السوري ان احتاج الأمر .
و في جملة اخيرة نقول لا يكفي التضامن مع الشعب السوري من خلال نقل ما يجري له من عمليات قتل و ابادة , و لنتحرك عملياً و كل من موقعه لاظهار هذا التضامن الحقيقي .... فنحن لا نتعامل مع مبارك اخر و لا مع شبيه لبن علي و ليس حتى مع شبيه للقذافي .... نحن نتعامل مع شخص صدق انه ملك الغابة و ان كل من حوله فريسة اباح سفك دمها ...
نقاط قوة النظام السوري
- النظام السوري لن يكون شبيها بالنظام التونسي و المصري بالتنحي تحت وطأة الضغط الشعبي .
- النظام السوري لا يتردد باستخدام القوة المفرطة لقمع الشعب .
- النظام السوري يحافظ على علاقة قوية و وطيدة بالقيادة العسكرية العليا "
- النظام السوري يلعب على ورقة الطائفية و يسانده " التركمان - الدروز - العلويين " استمالة الراي العام التركي و حكومته سيميل كفة الثوار و يكسب ورقة التركمان و بالتالي ستنهض مدينة حلب لتلحق بالثوار و هذا يحقق مكسب كبير جداً لان انتفاضة حلب الى جانب دمشق تعني انتفاضة ربع سوريا .
- وجود رهبة و خوف شديدن من قبل ابناء الشعب السوري ( السنة ) و اغلبهم يؤيد مطالب الشعب باسقاط النظام الا ان الخوف من سطوة النظام و ما قد يفعله بهم يمنعهم من التاييد العلني .
- تمكن النظام السوري من توجيه فعاليات المجتمع السوري من فنانين و اعلاميين و نقابات .... الخ للدفاع عن النظام
- ايران ستدعم النظام السوري بكل قوة و مسالة الدفاع عن بوابتها للعالم العربي و لبنان يمر من سوريا و ايران ستمد النظام باسلحة و تؤمن طريق امن للنظام عند اسواء الظروف يمر من العراق الموالي لايران .
- لا يوجد مجلس معارضة سوري منظم يتبنى مطالب الشعب السوري .
- من الممكن ان تدعم اسرائيل بقاء النظام السوري لتخوفها من المجهول . كون النظام السوري فرض حالة من اللاحرب و اللاسلام مع اسرائيل و هذا يصب في مصلحة اسرائيل.
- وجود بعض الدول التي تساند سوريا مثل روسيا التي لن تتردد في استخدام الفيتو باعتبار ان سوريا من اقدم و اهم حلفاء روسيا و الاتحاد السوفيتي سابقا و كذلك الصين و دول امريكا اللاتينية .
- مساندة حزب الله اللبناني للنظام السوري من داخل لبنان و يتمثل ذلك بمنع تدفق الاسلحة عبر الحدود و بؤاد الاعلام الموجه ضد النظام .
- تحصين الجيش و جهاز المخابرات العامة السورية المبكر ضد اية خيانات او انشقاقات في قيادته العليا باتباع سياسة الانقلابات الوهمية التي تمكن النظام من الحفاظ على بطانة مساندة ضد التصدع .
- سيطرة النظام السوري على قرار بعض التنظيمات الفلسطينية المتواجدة داخل سوريا و الخوف من استعمالهم ضد ثورة الشعب حيث سبق للنظام السوري الحالي ( بشار الاسد ) و السابق ( حافظ الاسد ) استعمالها لمهمات خبيثة في عدد من الدول العربية .
نقاط ضعف النظام السوري
- الإعلام
- وجود وسائل اعلامية محلية و عربية تنقل الحدث .
- تناقل البيانات و المعلومات المقروءة و المصورة بواسطة الهاتف النقال .
- تمكين اداة تناقل البيانات و المعلومات من خلال الهاتف الخلوي عبر التويتر و الفيس بوك.
- وجود انشقاقات بين ضباط الجيش السوري ( من غير ذوي اصحاب القيادات العليا ) و من افراد الجيش .
- وجود استقالات نيابية و من حزب البعث الاشتراكي .
- تعاطف عربي شعبي.
- تعاطف عربي حكومي من بعض البلدان العربية بامكانها ان تؤثر على صانعي القرار في كل من الولايات المتحدة و دول الاتحاد الأوروبي و من الدول التي يعول عليها : قطر - مصر - تركيا - الامارات - الاردن - فرنسا - ايطاليا تدخل عسكري اجنبي : مثل قرار من الامم المتحدة تحت البند السابع الذي يجيز استعمال القوة . او بتدخل من حلف النيتو
- تجميد عضوية سوريا في جامعة الدول العربية على غرار تجميد عضوية ليبيا . مما يساهم في نزع الشرعية عن النظام السوري و التمهيد لتدخل اممي لوقف القمع .
- التضامن القانوني الاجنبي و العربي : المطالبة بمحاكمة النظام السوري عن جرائم الحرب التي ارتكبها ضد الشعب من مجازر و عمليات تعذيب و اختفاء حيث ترتقي هذه الجرائم الى تصنيف جرائم ضد الانسانية .
- تضامن حقوقي : من منظمات و نشطاء من حول العالم .
- خوف النظام السوري من حدوث انشقاقات سياسية : داخل السفارات السورية حول العالم .
No comments:
Post a Comment